في سابقة قضائية - المحكمة العليا الإسرائيلية تمنع نشر رواية أدبية

اقتصاد ومجتمع

*عدد السياح الإسرائيليين إلى تركيا هبط في العام الماضي إلى مستوى غير مسبوق منذ سنوات طوال- 110 آلاف سائح مقابل 560 ألف سائح في العام 2008*

 

*عدد السياح الإسرائيليين إلى تركيا هبط في العام الماضي إلى مستوى غير مسبوق منذ سنوات طوال- 110 آلاف سائح مقابل 560 ألف سائح في العام 2008*

 

قال المحلق الثقافي في السفارة التركية في تل أبيب، حسن شرتفجي، في مقابلة أدلى بها مؤخرًا إلى صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية التابعة لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن بلاده قررت رصد مليون دولار لاستعادة السياح الإسرائيليين إلى تركيا، بعد تراجع كبير جدا في أعدادهم في العامين الأخيرين، على ضوء الأزمة السياسية بين الجانبين، وحتى أن تركيا استأجرت أكبر مساحة في معرض السياحة الخارجية في تل أبيب.

 

وكانت تركيا تعتبر على مدى سنوات طوال من أبرز عناوين السياحة في الخارج بالنسبة للمواطنين في إسرائيل، وبشكل خاص منطقة أنطاليا، وهذا يعود إلى انخفاض التكلفة مقابل التكلفة في دول أوروبا وحتى من اليونان المجاورة، واستغلت هذا الوضع نقابات عمالية كبرى للحصول على حملات وأسعار خاصة، وكان هناك خط جوي مباشر بين تل أبيب وأنطاليا لسنوات طوال، ووصل التراجع إلى درجة وقف هذا الخط.

 

وحسب المعطيات التي نشرت في الأيام الأخيرة، فإن معدل السياح الإسرائيليين إلى تركيا ما بين العام 2000 وحتى العام 2004 كان يدور حول 300 ألف سائح سنويا، وارتفع المعدل في العامين 2005 و2006 إلى ما يقارب 400 ألف سائح، وفي العام 2007 قفز العدد إلى 511 ألف سائح، وفي العام 2008 ارتفع إلى 560 ألف سائح.

 

إلا أنه في العام 2009، الذي شُنت في مطلعه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما تبع ذلك من رد تركي غاضب، أعقبه تغير الحكومة في إسرائيل التي غيرت توجهها بالنسبة للمفاوضات مع سورية ووساطة تركيا، ازدادت حدة الأزمة بين الجانبين، وتصاعدت على مدى العامين الماضيين، ولذا فقد هبط عدد السياح في العام 2009 إلى 300 ألف سائح، وفي العام الماضي- 2010- هبط إلى 110 آلاف سائح، وهذا عمليا يشكل أقل من 20% مما كان عليه الوضع في عام الذروة في 2008.

 

وتقول التقارير إن السياحة العالمية إلى تركيا شهدت في العام 2010 ارتفاعا بنسبة 10%، وهذا يعوضها بكثير عن التراجع في عدد السياح الاسرائيليين، وعلى الرغم من ذلك فإن تركيا ليست معنية بالاستغناء عن السائح الإسرائيلي، وتخطط لحملة إعلانية ميزانيتها أكثر من مليون دولار، تحت عنوان "أنت مرحب بك في تركيا".

 

كذلك فإن تركيا نشرت هذا الأسبوع مناقصة بين عشرة مكاتب إعلانية إسرائيلية للقيام بحملة علاقات عامة لتركيا، كما أنها استأجرت أكبر جناح في معرض السياحة الدولية الذي سيعقد في تل أبيب، بمساحة 105 أمتار مربعة في داخل المعرض، وتشكل أضعاف مساحات أجنحة دول أخرى، ستعرض فيه كافة جوانب السياحة إلى تركيا.

 

ويذكر أن حصة الأسد من السياحة الإسرائيلية إلى تركيا، أي ما بين 60% إلى 80% من السياح، يتوجهون للاستجمام في منطقة أنطاليا، المليئة بالفنادق الضخمة المغلقة، وأيضا في ملاهي الكازينو، التي لا يسمح بها في إسرائيل.

 

ويقول شرتفجي إن تركيا معنية بزيادة 20 ألف سائح إسرائيلي عن العام الماضي- 2010، وهذه زيادة متواضعة جدا، قياسا بعدد السياح في السنوات السابقة، إلا أن تركيا تخفض سقف التوقعات على ضوء حملات الترهيب الإسرائيلية من التوجه إلى تركيا على خلفية الأوضاع السياسية بين الجانبين.

 

وتبين من استطلاع نشرته "ذي ماركر" أن 3% من الإسرائيليين الذين ينوون قضاء فترة سياحة خارج البلاد ينوون التوجه إلى تركيا، وإذا ما عرفنا أنه في العام الماضي بلغ عدد السياح الإسرائيليين إلى الخارج 3ر4 مليون سائح، فإن هذا يعني أن قرابة 125 ألف سائح سيتوجهون إلى تركيا في العام الجاري، ولكن هذا يبقى منوطا بالتطورات السياسية.

 

وتقول "ذي ماركر" إن قضية أسطول الحرية وما تبعها "حرقت كافة الأوراق"، وقادت إلى إلغاء الكثير من الصفقات التجارية والسياحية، إلى حد وقف خط الطيران المباشر بين إسرائيل وأنطاليا لأول مرة منذ سنوات طوال.

 

وفي المقابل فإن نائب رئيس مجلس "إسرائيل- تركيا" الاقتصادي داني تسيمت يقول "إننا نشعر وكأنه لم يحصل شيء، فشبكة العلاقات جيدة وودية، وهي لم تتضرر ولم يتم لجمها في أي فترة توتر، وحتى أن الصفقات التجارية في الأشهر التسعة الأولى من العام 2010 سجلت ارتفاعا بنسبة 26%، مقارنة مع نفس الفترة من العام 2009".

 

يذكر هنا أنه في سنوات الألفين كان معدل التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا يتراوح سنويا ما بين 3 إلى 5ر3 مليارات دولار، وليس من الواضح ماذا كان حجم هذا التبادل في العام 2010.

 

ويعتمد الملحق الثقافي التركي في توقعاته بشأن ارتفاع عدد السياح الإسرائيليين إلى تركيا، على أن الإسرائيليين لم يكونوا مرتاحين من البدائل التي عرضت عليهم في شرقي البحر المتوسط، في إشارة إلى اليونان وقبرص، والتلميح أساسًا هو إلى فارق التكلفة بين البلدين.