جديد "مدار": "قضايا إسرائيلية"، العدد 19

وثائق وتقارير

بقلم: روني سوفر *

 عرض مؤخراً النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية، حاييم رامون، بصورة رسمية وجهة نظره السياسية التي عبر فيها عن تأييده لتقسيم القدس وإحالة السيادة على الأماكن المقدسة فيها إلى نظام خاص. وقد صاغ رامون رؤيته هذه في رسالة وجهها إلى رجل الأعمال الإسرائيلي وعضو حزب "كديما"، نير بركات.

 

 

وجاء في ما كتبه رامون في الرسالة: "يتم الاعتراف بالأحياء اليهودية من قبل الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) كأحياء إسرائيلية تخضع لسيادة إسرائيل. بمقتضى ذلك وبالمثل يتم الاعتراف بالأحياء العربية (مثل شعفاط) كأحياء فلسطينية (...) تطبق ترتيبات مرور حر ملائمة وآمنة بين وإلى الأحياء الإسرائيلية، وبالمثل أيضاً بين الأحياء الفلسطينية..".

 

ويضيف رامون في رسالته: "في منطقة الحوض المقدس يتبع نظام خاص، يجسد المصالح الخاصة لإسرائيل في إدارة الأماكن المقدسة، وتبقى من ضمن ذلك أماكن حائط المبكى (حائط البراق) والحي اليهودي والأماكن المقدسة الأخرى في محيط القدس تحت سلطة إسرائيل إلى الأبد".

 

وكان قد كشف مؤخراً عن وجود معارضة داخل حزب "كديما" الحاكم، من جانب أعضاء كنيست ووزراء في الحكومة لتقديم تنازلات واسعة (للفلسطينيين) في إطار المحادثات السياسية التي يجريها رئيس الحكومة إيهود أولمرت مع (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس (أبو مازن). وتتخوف هذه الأوساط من قيام أولمرت، تمهيداً لمؤتمر السلام المزمع في "أنابوليس"، بتقديم "مبادرات" في مسألة الانسحاب من مناطق الضفة الغربية ونقل السيادة على جزء من القدس إلى الفلسطينيين. ورغم تصريحات أولمرت وبعض وزراء الحكومة وفي طليعتهم رامون، فإنه لم تنشر حتى الآن أية وثيقة رسمية تتضمن موقف الحكومة الحالية تجاه مثل هذه المسائل الحساسة.

 

وكان نير بركات، وهو عضو في مجلس بلدية القدس وتولى رئاسة فرع حزب "كديما" في المدينة في أثناء الانتخابات العامة الأخيرة، هو الذي أثار الضجة الراهنة حول مقترحات رامون. ففي رسالة وجهها للأخير كتب يقول: "مؤخراً نشرت في وسائل الإعلام أخبار ومعلومات مؤداها أنك، وأثناء المحادثات التي تجريها مع رئيس الحكومة الفلسطينية بهدف بلورة وثيقة مبادئ، تعمل باتجاه تقسيم القدس بين إسرائيل ودولة فلسطينية عتيدة.

 

"هذا الأمر من شأنه أن يضر بالسيادة المطلقة لدولة إسرائيل في منطقة الحوض المقدس والبلدة القديمة وأن يؤدي إلى نقل أحياء في القدس إلى أيدي الفلسطينيين".

وطالب بركات في رسالته لرامون بمعرفة "ما إذا كنت تقف وراء الخطة السياسية المنسوبة إليك في التقرير الذي كتبه ناحوم بارنياع وشمعون شيفر في صحيفة يديعوت أحرونوت بتاريخ 7 تموز 2007". وذكَّر بركات نائب أولمرت ورجل مهماته السياسية (حاييم رامون) بأن "هذه الأفكار والتوجهات تتعارض مع المواقف والمنطلقات الأساس لحركة كديما" والتي قال إنها تقتضي الحرص الشديد في نطاق مفاوضات مستقبلية حول الحدود الدائمة، على بقاء "الأماكن المقدسة للدين اليهودي والأماكن التي تعتبر رمزاً قومياً مهما وفي مقدمتها القدس الموحدة، عاصمة لإسرائيل وتحت سيادتها الأبدية"، محذراً من الإقدام على "أية خطوات تمس بأمن القدس وقدس أقداس الأمة اليهودية".

 

في رده على رسالة بركات، يتحدث رامون علناً عن "ضرورة تقسيم القدس" والحاجة إلى "نظام خاص" في ما يسمى بـ "الحوض المقدس"، بمعنى محيط الحرم القدسي الشريف، ويضيف في رسالته الجوابية إن حزب "كديما" يتمسك في برنامجه السياسي بمبدأ المحافظة على إسرائيل كـ "دولة يهودية ديمقراطية ذات أغلبية يهودية كبيرة وراسخة"، مضيفاً "استناداً لهذا المبدأ يدير رئيس الحكومة الاتصالات السياسية التي يجريها مع الرئيس عباس". واستطرد قائلاً: إنه واثق من أن إبداء الاستعداد "لإخراج" الأحياء العربية من القدس في إطار تسوية مع السلطة الفلسطينية من شأنه فقط أن يسهم في "تدعيم القدس".

________________________

 

* مراسل سياسي، موقع "واينت" الإلكتروني.

 

  

نص رسالة رامون

17/ أيلول/ 2007

حضرة السيد نير بركات،

مجلس بلدية القدس/ ميدان "سفرا 1"

بناية رقم 4/ القدس

 

تلقيت وقرأت رسالتك المؤرخة في 11/ أيلول/ 2007، وها أنذا أرد عليها:

 

حفرت "كديما" على رايتها السياسية مبدأ أن إسرائيل دولة يهودية- ديمقراطية ذات أغلبية يهودية كبيرة وراسخة. على أساس هذا المبدأ يدير رئيس الحكومة الاتصالات السياسية التي يجريها مع الرئيس عباس.

 

إضافة إلى ذلك فإن أساس أي مفاوضات يجب أن يستند إلى خريطة الطريق ورؤية الرئيس بوش من الرابع والعشرين لشهر حزيران 2002، وإلى رسالة الرئيس بوش إلى رئيس الوزراء (أريئيل) شارون المؤرخة بتاريخ 14 نيسان 2004.

 

فيما يتعلق بموضوع المبادئ المتفق عليها والتي اقترحها في مسألة منطقة القدس، يدور الحديث عن المبادئ التالية:
1.الاعتراف بالأحياء اليهودية من قبل الطرفين كأحياء إسرائيلية تحت سيادة إسرائيل. والاعتراف بالمثل بالأحياء العربية (مثل شعفاط) كأحياء فلسطينية. تطبق ترتيبات مرور حر ملائمة وآمنة بين الأحياء الإسرائيلية، بين بعضها البعض، وترتيبات مماثلة بين الأحياء الفلسطينية.
2.في منطقة "الحوض المقدس" يطبق نظام خاص، تتحقق في نطاقه المصالح الخاصة لإسرائيل في إدارة الأماكن المقدسة. ومن ضمن ذلك يبقى حائط المبكى والحي اليهودي والأماكن المقدسة الأخرى في محيط القدس في يد إسرائيل إلى الأبد.

 

وبصفتي كنت وزيراً لشؤون القدس، وكمن تعاون مع رئيس البلدية في حينه، إيهود أولمرت، من أجل تعزيز المدينة ودفع قضاياها، فإنني أوافق على كل كلمة كتبتها في شأن الحاجة للعمل من أجل القدس. أنا واثق من أن إبداء الاستعداد لإخراج الأحياء العربية من القدس في إطار تسوية مع السلطة الفلسطينية سوف يسهم فقط في تعزيز القدس.

 

مع ذلك فإن كلامك كما لو أن مستقبل القدس عرضة للخطر جراء "تصريحات" تنسبها إليّ دون أن تسوق ولو اقتباسا واحدا من حديثي، إنما هو كلام عارٍ عن الصحة.

 

مع تمنياتي

حاييم رامون