الصحافيون العرب في وسائل الإعلام الإسرائيلية- بين سياسة التمييز وتحديات إثبات الكفاءة

وثائق وتقارير

ترجمة وإعداد: سعيد عياش

 تعريف

 يستعرض هذا التقرير الذي ظهر في العدد الأخير (67، آذار 2007) من مجلة "هعاين هشفيعيت" (مجلة "العين السابعة" المتخصصة في شؤون الإعلام والتي تصدر عن "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية") الظروف والمصاعب التي يواجهها الصحافيون العرب من مواطني إسرائيل في عملهم في وسائل الإعلام الإسرائيلية الناطقة بالعبرية وذلك كما وردت على لسانِ عددٍ من هؤلاء الصحافيين الذين مضى على عمل بعضهم في الصحافة العبرية سنوات طويلة ويشار إليهم كـ "قصة نجاح". ويختم التقرير بنقل تعقيب عدد من القائمين على وسائل الإعلام المذكورة على ما ورد فيه من وقائع وشهادات.  

 

 

 

قبل عدة أسابيع نشر في الصحف خبر وُصِفَ بـ "التاريخي" ومفاده أن محطة القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي ضمت إلى صفوفها أخيراً أول مقدمة أخبار من أصل عربي. وبعد بضعة أيام ذكرت زوايا "البرانجه" (أخبار زملاء المهنة) على شبكة الإنترنت أن من بين المرشحين لتقديم برنامج للشباب في التلفزيون هناك مغنية "راب" عربية.

 

بعد حوالي ستين عاماً على إقامة الدولة نجد أن أية خطوة إلى الأمام يقوم بها مواطن عربي في حقل مهني ما تحظى بتغطية و"طنطنة" إعلامية كبيرة. وقد كان من المتوقع، داخل وسائل الإعلام (العبرية) بالذات، التي توصف بـ"درع الديمقراطية"، أن يكون انخراط صحافيون عرب في العمل، أكثر سلاسة وسهولة، سواء بسبب العلاقات المركبة بين اليهود والعرب في البلاد، والتي توفر في حد ذاتها مادة صحافية "دسمة"، أو لكون الصحافة المتعددة الثقافات والطبقات لها طاقة وقابلية في أن تكون أفضل من الصحافة المتجانسة.

 

نسبة الصحافيين العرب بين مجموع الصحافيين في وسائل الإعلام العبرية أقل من 1% فقط، وهناك عدة منظمات تعمل من أجل دفع وتطوير مكانتهم، ومن بينها منظمة "أجندة" لدفع مواضيع مركزية في وسائل الإعلام، و"إعلام" وهو مركز إعلامي لشؤون المجتمع العربي-الفلسطيني في إسرائيل. يبدو أن الأبواب بدأت تنشق شيئاً فشيئاً وأن ثمة فرصًا تُعطى هنا وهناك، وعلى الأقل على مستوى التصريحات والنوايا بشأن الاستعداد لاستيعاب مراسلين وصحافيين عرباً في وسائل الإعلام، ولكن يبدو أن الطريق ما زال طويلاً.

 

يقول رفيق حلبي، الذي بدأ مسيرته الصحافية في السبعينيات في التلفزيون الإسرائيلي (القسم العبري)، إنه قُبِلَ للعمل في التلفزيون "حينما كانت الدولة عاقلة" ويضيف "عندما عملت هناك حصلت على كامل الدعم المهني. في إحدى المرات هاجمني أريئيل شارون من على منبر الكنيست وقال إنني لست مهنياً، وعندئذٍ هب زملائي ومدرائي للدفاع عني وساندوني مهنياً".

 

ويقول جاكي خوري، مراسل صحيفة "هآرتس" في الجليل الغربي "نجاحي كعربي يعتبر أمراً شاذاً". فايز عباس الذي يجلس منذ ستة أشهر في بيته (عاطلاً عن العمل) عقب استقالة من عمله كمراسل في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، (عمل في حقل الصحافة 30 عاماً) على أثر مقال كتبه رئيس تحرير الصحيفة، رافي غينات، خلال الحرب الأخيرة على لبنان، واعتبره عباس تحريضاً على المس بمدنيين أبرياء في لبنان، روى عن تجربته قائلاً "كانت ثمة فترة طويلة كنت فيها الصحافي العربي الوحيد. عملت مراسلاًِ لإذاعة الجيش الإسرائيلي للشؤون العربية. كنت قصة نجاح كعربي في الصحافة الإسرائيلية، وما حصل معي، أي استقالتي في أعقاب مقال رئيس التحرير، يمكن أن يحدث أيضاً لأي يهودي يهتم بحقوق الإنسان، وهذا لا يلغي شعوري بالنجاح"..

 

من بين الذي جرت مقابلتهم في نطاق هذا التقرير، هناك اثنان فقط ذكرا أن وسيلة الإعلام التي يعملان فيها هي التي توجهت إليهما، فيما أكد جميع الذين تمت مقابلتهم أنهم شعروا، على الأقل في البداية، أن واجب البرهنة الواقع عليهم أكبر بكثير من واجب زملائهم اليهود.

 

يقول علي واكد، مراسل موقع ynet (تابع لـ "يديعوت أحرونوت") لشؤون الأراضي الفلسطينية "أنا أدرك بأنه يتوجب علي أن أبذل جهداً أكبر في العمل وأن أكون أفضل من زملائي اليهود حتى أتمكن من الصمود في منافستهم"، وذلك على الرغم من أن كونه عربياً يشكل، حسب قوله، في إطار وظيفته، أفضلية واضحة على منافسيه اليهود. ويضيف واكد مشيراًً إلى أن نجاحه لا يشكل دليلاً أو مقياساً للوضع العام، ولكن هذا الأمر يخدمه كما قال.

 

سليمان الشافعي، مراسل محطة القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي في قطاع غزة، قبل عرض مديره شالوم كيتال بالانضمام لطاقم العاملين في المحطة بعد إغلاق صحيفة "حداشوت" (الأخبار) التي كان الشافعي مراسلاً لها في غزة. ويقول الشافعي إن المقياس الذي امتحن على أساسه هو كصحافي فقط، ولكنه كما قال لا يتجاهل الواقع فـ "الإحباط قائم.. إذ من السهل أكثر لصحافي يهودي العثور على عمل مقارنة بالصحافي العربي وهو شيء مؤسف لكن هذا هو الحال..". ويستطرد قائلاً "هناك قرابة عشرين في المائة عرب في الدولة، ولكن أين هذه النسبة من العرب في وسائل الإعلام؟! هذا أمر يتسبب بإحباط كبير بين الصحافيين العرب الشباب الذين يحلمون بأن يكونوا جزءاً من وسائل الإعلام الإسرائيلية. أنا أؤمن أن من يأتي بثقة وكفاءة في العمل يحالفه النجاح، ولكن من الواضح أنه إذا كان يتعين على اليهودي أن يعرق من أجل الحصول على وظيفة فإن على العربي أن يحرق نفسه حتى يحصل على نفس الوظيفة".

 

 

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة...

 

 

ليس هناك سبب موحد للصعوبات التي يلاقيها الصحافيون العرب في طريقهم لإيجاد عمل في وسائل الإعلام العبرية. ظاهرياً، أعلن محررون ورؤساء هيئات تحرير في غير مرة عن استعدادهم لاستيعاب موظفين عرباً، ومع ذلك فإن الوقائع أبلغ من أي كلام.

 

تقول حنين زعبي، المديرة العامة لمركز "إعلام"، إن مركزها "يعمل طوال الوقت من أجل دفع انخراط العرب في وسائل الإعلام. على سبيل المثال، صرَّحَ نيتسان حين، مدير الأخبار في محطة القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، وكان ذلك في مؤتمر عقد قبل ثلاثة أشهر، أنه سيعمل من أجل دمج عرب في نطاق التغييرات التي سيجريها في قسم الأخبار .. ولكن حتى الآن لم يحدث شيء على هذا الصعيد".

 

"عملت في صحيفة معاريف وحظيت بإطراء"- يقول الصحافي جلال بنا، الذي يعمل اليوم مستشاراً إعلامياً. ويُضيف "بعد سنة تقريباً، وفي عيد الأضحى، هاتفني أحد مدرائي (في "معاريف") وقد كنت واثقاً بأنه يريد تهنئتي بمناسبة العيد، إلا أنه اتضح لي بأنه اتصل ليستدعيني لجلسة استماع قبل إقالتي من العمل. و أُقلت مع ثمانية عاملين آخرين، وقد سمعت فيما بعد أمنون دنكنر (رئيس تحرير صحيفة "معاريف") يقول في مؤتمر اقتصادي للمركز اليهودي- العربي: [إذا أتى مراسلون جيدون عرباً للعمل لدينا فسوف نرحب بهم]. كتبت له رسالة بعد خطابه هذا، إلا أنني لم أتلق منه أي رد..".

 

ويستطرد جلال بنّا مضيفاً "أعتقد جازماً أنهم عندما استعرضوا القائمة وقرروا بشأن من سيتعرض للإقالة، قالوا إنه يمكن التخلي عن هذا العربي .. أنا واثق تقريباً بأنه لو كان اسمي موسكوفيتش أو كوهين لكان التخلي عني أقل سهولة".

 

الكاتب الصحافي سيد قشوع، والذي يكتب زاوية شعبية في جريدة "هآرتس"، لا يظهر انفعالاً إزاء نجاحه الشخصي. يقول قشوع بصراحة "الدولة عنصرية، ومثلها أيضاً وسائل الإعلام (الإسرائيلية) التي تتبنى المواقف المهيمنة. من الصعب عليها استيعاب المختلف (الآخر). ما يهم وسائل الإعلام فقط هو الترويج، والعرب ليسوا سلعة مرغوبة وبالقطع ليس في دولة اليهود".

 

ويتساءل فايز عباس من جهته قائلاً "هناك عرب يعملون في كل المحطات العالمية
كالـ بي. بي. سي وأمثالها، فلماذا يعتبرون مؤهلين كفاية بالنسبة لها بينما لا يعتبرون كذلك بالنسبة لوسائل الإعلام الإسرائيلية ؟! ". ويُضيف عباس: في محطة "الجزيرة" الدولية وفرعها في الولايات المتحدة يعمل ثلاثة يهود أحدهم إسرائيلي. هناك لم يعيروا أهمية لأصول هذا الأخير وإنما قبلوه بناء على مؤهلاته.

 

سهيل حداد، الذي يعمل محرراً ومنتجاً في التلفزيون (الإسرائيلي) التربوي منذ 22 سنة، يعتقد أن الصعوبة تكمن، من ضمن جملة أشياء أخرى، في عدم وجود العرب كجمهور مستهدف. ويقول "يعتبر الجمهور العربي في البلاد من ناحية وسائل الإعلام مُغيَّباً أو غير موجود .. نحن لسنا جزءاً من الخطاب القومي. نحن كقطاع غير موجودين. في السابق كنا في القناة الأولى، وفيما بعد رُحِّلنا إلى محطة فضائية (قناة فضائية إسرائيلية موجهة للعالم العربي تم إغلاقها قبل نحو خمس سنوات، بعد فترة قصيرة من بدء عملها بسبب ما وصف بمشكلات تمويلية). في الماضي كان هناك إطار للعرب، أما الآن فقد اختفى ذلك، واختفينا نحن أيضاً لنتحول إلى كتلة منفصلة عن التلفزيون ووسائل الإعلام".

 

 

مشكلة وحل مقترح..

 

 

إحدى وسائل الإعلام التي تعمل من أجل دمج صحافيين عرب هي صحيفة "هآرتس". فهي تنظم للسنة الثالثة على التوالي دورة صحافة للطلاب العرب في إسرائيل وذلك بالتعاون مع مركز هرتصوغ لدراسة الشرق الأوسط في جامعة "بن غوريون". في الفوج الحالي يتعلم 22 طالباً. يقول مُرَكِّز الدورة، الصحافي تسفي بارئيل "هناك حاجة لعمل الكثير في مجال الوسط العربي، وهدف الدورة هو المساعدة حيثما يمكن. مهمتنا هي تعليمهم وتسليحهم بالأدوات وتأهيلهم وليس توفير عمل لهم". ويضيف بارئيل "ثمة صعوبة موضوعية تتعلق باللغة، وهذا ما نحاول التغلب عليه في الدورة. مؤسسات وهيئات تحرير الصحف تتسم بصورة عامة بقصر النفس، فهي تريد سلعة أقرب إلى الكمال مع حد أدنى من التدخل".

 

ويطرح بارئيل فكرة تبدو ثورية بعض الشيء لهدم وإزالة الأسوار بين اليهود والعرب، وبين المؤسسات الإعلامية والعرب ويقول: "أعتقد أن جمهوراً يتكون من أكثر من مليون إنسان يحتاج إلى خلق إعلام متطور لنفسه. الاستكمال الذي نقوم به فيه شيء مصطنع، لأن هذا الأمر هو أيضاً قضية ثقافية. نحن نتطلع ومن مصلحتنا أن يمتلك الجمهور العربي صحافة مهنية مستقلة. لا يمكن الاكتفاء بالمطالبة طوال الوقت بالدمج.. يتعين على وسائل الإعلام الإسرائيلية بطبيعة الحال إعطاء مساواة في الفرص، ولكن ذلك لا يلغي الحاجة إلى صحافة مهنية خاصة بالجمهور العربي، صحافة تولد اهتماماً وسجالاًِ من جانب وسائل الإعلام الإسرائيلية أيضاً، بحيث تكتب صحيفة ((كل العرب)) مثلاً عن ديمونا أيضاً وليس فقط عن شفاعمرو، وبحيث تتمكن الصحافة العبرية من استخدام الصحافة العربية مثلما تستخدم الصحافة العربية الإسرائيلية الصحافة العبرية".

 

في نطاق الجهود التي يبذلها مركز "إعلام" للارتقاء بمكانة وتمثيل العرب في وسائل الإعلام الإسرائيلية، نظم رؤساء المركز لقاءات مع مدراء مؤسسات إعلامية ومحرري أخبار..

 

تقول حنين زعبي "يقولون لنا في سياق تبريري إن العرب يتسببون بهبوط نسبة المشاهدة- الريتينغ"، لكن علي واكد أيضاً ينتقد التركيز على موضوع "الريتينغ" بقوله "من الصعب عليّ أنا أيضاً سماع لَكْنَة لست معتاداً عليها، ولكنني كنت أرغب بأن لا يكون الريتينغ مقدساً، أن يدركوا بأن وسائل الإعلام ليست مكرسة فقط لتحقيق إيرادات مالية.. ربما تتراجع إيرادات محطة أو قناة تلفزيونية على المدى القصير ولكن ذلك سيساعد على المدى البعيد في إرساء التعايش هنا .. إلى ذلك فإن عدم دمج العرب يضر أيضاً بأهداف ومصالح رجال الأعمال على المدى البعيد". ويتساءل جلال بنا مستغرباً "عندما يصفون العربي كمخرب، هذا يرفع نسبة المشاهدة، وعندما يصفون العربي كقصة نجاح أو ضائقة فهذا يؤدي إلى هبوط نسبة المشاهدة؟!".

 

من جهته يضيف رفيق حلبي إلى ذلك قائلاً ".. قبل فترة قصيرة طلبوا في أحد صناديق المرضى من موظف عربي تغيير اسمه ليخفي هويته العربية.. فكيف بهم في التلفزيون يقولون مثلاً: مراسلنا محمد عبد القادر؟! ... ولكن من جهة أخرى، الإدعاء بأن ذلك يؤدي إلى خفض الريتينغ، هو إدعاء سخيف. الموضوع برأيي موضوع خوف من العرب، موضوع أمني.. فالعرب مشكلة أمنية وليسوا مواطنين. فالصحافة بدورها تصارع من أجل الريتينغ بدلاً من أن تكافح من أجل المساواة المدنية".

 

عموماً فإن الصحافيين العرب في وسائل الإعلام الإسرائيلية، سواءً كانوا سبباً في هبوط الريتينغ أو مجرد ورقة تين، أو صحافيون اعتياديون، يقدسون عملهم، ولا يعتبرون أنفسهم، حسب قولهم على الأقل، وكلاء للجمهور العربي.. ومع ذلك يقول علي واكد "أنا لا أتردد في اتخاذ موقف أو توجيه أصبع اتهام إذا اقتضت الضرورة". ويضيف "إذا كان هناك من لديه مشكلة إزاء كوني عربياًِ فهذه مشكلته.. في عملي ربما يكون الدافع القومي قائماً ولكن ذلك ليس الشيء المركزي الذي يحركني وإنما العمل الصحافي والرغبة في الكشف ودفع الناس للنضال ضد المظالم".

 

ويقول فايز عباس الذي استقال من عمله في صحيفة "يديعوت أحرونوت" بعدما قرأ مقالة رئيس التحرير رافي غينات: "غينات كَتَبَ بأنه يفضل أن يقتل أطفال في لبنان على أن يقتل أي جندي من لواء جولاني.. دعوته هذه جعلت الدم يغلي في عروقي. ما فعلته - أي استقالته من العمل- هو بمثابة انتحار اقتصادي، ولكن ربما كان ذلك قد أثار سخطي أكثر كعربي، ولا أعرف، لو كنت يهودياً ملتزماً بحقوق الإنسان، إذا كنت سأقدم على مثل هذه الخطوة المتطرفة".

 

من جهته يقول سيد قشوع "لا يمكنني أن أكتب غير ما أكتب فهذه هي حياتي .. أنا أولاً إنسان، زوج، أب، عربي .. بهذا الترتيب. من ناحيتي أنا اكتب قصصاً وهذا لا يأتي من منطلق أو انتماء قومي. آمل أن يكون الناس يقرأونني أو لا بناء على حب أو كراهية ما أكتبه، لا أن يقرأونني أو لا لأنني عربي".

 

يصادف الصحافيون العرب مراراً مظاهر غضب ترتبط مباشرةً بأصلهم. ويروي جلال بنا مثالاً على ذلك: "ذات مرة، وبعد تبادل إطلاق نار مع حزب الله، أرسلت إلى بيت عائلة يهودية ثكلى، أحد أفراد العائلة خاطبني قائلاً: يجب قتل جميع العرب، تصفيتهم .. الخ. وسألني آخر عن اسمي ومكان سكني، فعندما أجبته طلب مني مغادرة البيت. مثل هذه الأمور تحدث كثيراً".

 

ويُضيف فايز عباس: عندما كنت مراسلاً في الشمال كنت أواجه صعوبة في تغطية اليهود، حتى عندما كنت أكتب عن نزاعات بين علمانيين ومتدينين حريديم. صادفت كثيراً مصاعب وشتائم على خلفية عنصرية، لكنني لم أكترث وواصلت عملي.

 

في وسائل الإعلام الإسرائيلية (العبرية) لا يوجد حتى الآن مراسلون لشؤون التعليم والرفاه والجيش، وهناك كثيرون من المراسلين العرب لشؤون المناطق الفلسطينية ينتظرون لحين هدوء الوضع الأمني على أمل أن تعرض عليهم المؤسسات الإعلامية القيام بمهام صحافية مدنية أو على المستوى القطري.

 

 

ماذا يقول القائمون على وسائل الإعلام؟

 

 

- رئيس تحرير صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رافي غينات، عقب على ما تضمنه هذا التقرير بقوله إن الاعتبارات في استيعاب العاملين في صحيفته هي "اعتبارات مهنية فقط" مشيراً إلى أن صحيفته شغَّلت مؤخراً مراسلة عربية استناداً لتوصية. وعن استقالة فايز عباس عقب غينات بقوله إن عباس "استقال من منصبه قبل وقت قصير من إقالته بسبب عدم الرضا عن عمله".

 

- مسؤولون في قسم الأخبار في محطة تلفزيون القناة الثانية عقبوا على التقرير بقولهم: واضح أن من الجدير دمج المزيد من المراسلين العرب في أقسام الأخبار وسوف نعمل في المستقبل من أجل دمج صحافيين عرب. وأثنى هؤلاء على عدد من المراسلين والعاملين العرب في شركة أخبار القناة الثانية مثل المراسل سليمان الشافعي والمنتج رائد إبراهيم والمصور مؤنس زحالقة.

 

- قال مسؤولون في سلطة البث الرسمية في معرض تعقيبهم إن هناك جهوداً تبذل في الراديو والتلفزيون (القناة الأولى) لدمج إعلاميين من القطاعات المختلفة بما في ذلك القطاع العربي وإن سلطة البث نظمت لهذا الغرض دورة مراسلين ومحرري أخبار.

 

- أقر مسؤولون في قسم أخبار محطة القناة العاشرة في التلفزيون بأن الصحافيين العرب يواجهون صعوبة بالغة في الانخراط في أجهزة ومؤسسات الإعلام في إسرائيل، مشيرين إلى أن سياسة التشغيل التي يتبعونها تقوم على قبول الأفضل في إطار الميزانيات المتوفرة.