حزب "العمل": بين نوايا الإنضمام إلى حكومة "وحدة وطنية" وبين تلويح إيهود باراك بالعودة القريبة

وثائق وتقارير

هذا ما يقوله المحلل الإستراتيجي في صحيفة "هآرتس"، يوسي ميلمان، لـ"المشهد الإسرائيلي" ويضيف: *إسرائيل تستفيد من تصريحات أحمدي نجاد ضدّها لأن هذا يدفع العالم إلى إدراك ما تقوله بشأن خطرها على المنطقة والعالم *الغارة على سورية استهدفت أولاً تحذير السوريين بألا يفكروا ببناء مفاعل نووي عسكري وثانيًا تمرير رسالة إلى الإيرانيين*                                   

                  

كتب بلال ضاهر:

 قامت إسرائيل في الآونة الأخيرة بحملة سياسية ودبلوماسية واسعة في العالم، وخصوصًا لدى الدول الكبرى، من أجل إقناعها بتأييد مشروع قرار مطروح على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي لفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران لإرغامها على وقف أنشطتها النووية.

 

حول هذا الموضوع وحيثياته واحتمال حدوث تصعيد عسكري ضد إيران أجرى "المشهد الإسرائيلي" اللقاء التالي مع المحلل الإستراتيجي في صحيفة "هآرتس"، يوسي ميلمان، الذي أصدر مؤخرا كتابا حول إيران وبرنامجها النووي.

(*) "المشهد الإسرائيلي": يتحدثون في إسرائيل والولايات المتحدة عن أن البرنامج النووي الإيراني يهدف للوصول إلى قنبلة نووية. من جهة أخرى هناك دول أخرى، على رأسها روسيا، تقول إن البرنامج النووي الإيراني هو لأهداف مدنية. كيف ترى هذا التناقض؟

 

- ميلمان: "أولا أريد أن أصحح ما قلته. الروس لا يقولون إن البرنامج النووي الإيراني هو لأغراض مدنية، وإنما يرددون ما تقوله الوكالة الدولية للطاقة النووية، بأنه لم يتم العثور على أدلة حتى الآن تفيد بأن البرنامج مُعدّ لأغراض عسكرية. وهنا يوجد فارق كبير، لأن الوكالة الدولية للطاقة النووية تعمل بموجب ما تراه بأم عينها أو بموجب ما تكتشفه. لكن من الجهة الأخرى، دعت الوكالة الدولية إيران للتوقف عن تخصيب اليورانيوم كما أن روسيا تدعو إيران للتوقف عن تخصيب اليورانيوم حتى لو كان ذلك لأهداف مدنية وحتى لو كان ذلك من حق إيران، لأنه في الماضي، بين العام 1988 أو 1989 والعام 2002 عملت إيران بشكل يتناقض مع التزامها تجاه الوكالة الدولية، وقد عرفنا ذلك بعد فوات الأوان. وقد شملت الالتزامات الإيرانية أمورا كان يتوجب على إيران إعطاء تقارير حولها، كونها موقعة على معاهدة الحد من نشر أسلحة الدمار الشامل. وبالمناسبة لم توقع عليها إسرائيل وباكستان والهند (وهي دول تمتلك أسلحة نووية). وهذه المعاهدة، التي تم وضعها في العام 1968 أو 1969، تسمح لخمس دول بحيازة سلاح نووي، هي الولايات المتحدة وروسيا (في حينه كان الاتحاد السوفييتي) وبريطانيا وفرنسا والصين. وهذه الدول تشكل ما يعرف بالدول العظمى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وهذه المعاهدة أدت إلى وضع ينطوي على تناقض، إذ في حال وقعت دولة على المعاهدة فإنها تكون قد صادقت بذلك على أن تراقب الوكالة الدولية النشاط في المجال النووي في هذه الدولة، وإذا دولة ما لم تنضم للمعاهدة فإنه لا يمكن مراقبة النشاط النووي لهذه الدولة.

 

"من جهة ثانية فإن الوكالة الدولية تقول إنه كان على إيران إعطاء تقارير حول نشاطها في المجال النووي، مثل إنشاء مفاعل نووي. وفي العام 1992 تم تعديل المعاهدة من خلال ما يسمى بـ'المحضر الإضافي' الذي يسمح للوكالة الدولية بمراقبة أوسع. لكن يتوجب قبل إجراء هذه المراقبة أن توافق الدولة على مراقبة أنشطتها النووية. فمثلا، سورية لم توقع على 'المحضر الإضافي' وكذلك إيران. لكن رغم هذا الوضع فإن المعاهدة الأصلية قضت بأن تعطي إيران تقارير حول أنشطتها النووية ولم تفعل ذلك طوال 18 عاما. فمثلا طلبت الوكالة الدولية من إيران تقارير حول أجهزة الطرد المركزي (التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم)، لكن إيران لم توفر تقارير حول ذلك، وتم معرفة الأمر فقط بعد أن أعلن (الزعيم الليبي معمر) القذافي عن تفكيك أنشطة ليبيا النووية في العام 2004. كذلك لم تعط إيران تقريرا للوكالة الدولية بخصوص المفاعل النووي الذي أقامته في آراك. وهناك عدة أحداث كهذه، جعلت العالم يشك بأن إيران تعمل خفية على تحقيق برنامج نووي عسكري. ومن تجارب الماضي، فإن معظم الدول التي تمتلك سلاحا نوويا اليوم، وهي إسرائيل والهند وباكستان وكوريا الشمالية، حققت ذلك تحت غطاء برنامج نووي مدني. وهذا يعني أن هذه الدول حصلت على خبرات في المجال الدولي من العالم باعتبار أن هذه البرامج معدة لأهداف سلمية. وقد حصلت على خبرات يسمح بالحصول عليها".

 

(*) الإيرانيون أنفسهم لا يعترفون بأن هدف برنامجهم النووي هو عسكري؟

 

- ميلمان: "نعم، الإيرانيون يقولون إن برنامجهم النووي غايته مدنية. وهم يقولون ذلك طوال الوقت. لكن الشكوك تجاههم كبيرة جدا لأنهم كذبوا وأخفوا معلومات مرات عديدة".

 

(*) من هي الشخصية الإيرانية الرفيعة التي تتخذ القرارات في الموضوع النووي؟

 

- ميلمان: "علي خامينئي (أي المرشد العام للجمهورية الإسلامية)".

 

(*) وليس الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد؟

 

- ميلمان: "لا، ليس أحمدي نجاد. لكن الأمور ليست بسيطة لهذه الدرجة. خامينئي هو الذي يعمل على توازن جهاز الحكم بين جميع القوى التي تعمل في إيران، إن كان ذلك في المؤسسة السياسية أو العسكرية أو الدينية وغيرها. وفي إيران توجد قوى كثيرة مثل معتدلين وإصلاحيين ومحافظين معتدلين ومحافظين متطرفين. ربما تكون مبالغة إذا قلنا إن خامينئي قادر على عمل كل شيء لكنه الزعيم الأعلى في الجمهورية الإسلامية. ولذلك فإنه الشخص المقرر ومصير البرنامج النووي بين يديه".

 

(*) ما هو وزن أحمدي نجاد في هذا النظام فيما يتعلق بالبرنامج النووي؟

 

- ميلمان: "بالتأكيد هناك وزن له، فقد انتخب رئيسا بأغلبية كبيرة. علينا أن نذكر أن تاريخ إيران يظهر سعي قادتها لحيازة سلاح نووي. ولو بقي الشاه في الحكم لسعى هو أيضا لحيازة سلاح نووي. لكن الغرب، مثل الأميركان وإسرائيل، عرضوا عليه المساعدة في المجال النووي من أجل تحويل إيران إلى قوة عظمى إقليمية. وحتى أن الأميركان قرروا أن تكون إيران 'شرطي الخليج'. وقد دعموا نظام الشاه بالسلاح. باختصار فإن البرنامج النووي الإيراني لا يتعلق بشخص واحد ولا يتعلق بطبيعة النظام الحاكم هناك، وإنما كان هناك سعي إيراني مثابر لحيازة سلاح نووي في التاريخ الحديث. ويلعب العامل الديني، أي كون إيران شيعية وأن الشيعة كانوا ملاحقين من قبل السنة في التاريخ الأكثر قدما، ولاحقا، في التاريخ الحديث، دورًا في رغبتها بالسيطرة على الخليج وعلى جوارها لجهة العراق وباكستان كما أن الهند ليست بعيدة، وهاتان الأخيرتان تمتلكان سلاحا نوويا، كل هذا يقود إلى الاستنتاج بأنّ إيران تريد الحصول على سلاح نووي. وليس مهما هنا ما إذا كان المقرر أحمدي نجاد أو (الرئيس السابق محمد) خاتمي. فخاتمي أيضا أراد سلاحا نوويا، لكنه انتهج سياسة مختلفة وكانت سياسته هادئة".

 

في فترة خاتمي سارت الأمور على نحو هادئ!

 

(*) لو أن أحمدي نجاد لم يطلق تصريحاته ضد إسرائيل واليهود، هل كانت إسرائيل مطمئنة أكثر تجاه البرنامج النووي؟

 

- ميلمان: "نعم. في هذه الحالة ستكون إسرائيل مطمئنة أكثر، لكن ليست مطمئنة بشكل كامل. فهذا الوضع كان في عهد خاتمي وقد وافق على الطلب الدولي وتوقف عن تخصيب اليورانيوم لمدة سنة ونصف السنة. من هنا فإن أحمدي نجاد يبدو كأنه أفضل عميل لإسرائيل. وفي فترة خاتمي كانت الأمور تسير بهدوء، لكن في السنتين الأخيرتين فإن إسرائيل تستفيد من تصريحات أحمدي نجاد ضدها لأن هذا يدفع العالم إلى إدراك ما تقوله إسرائيل بأن إيران نووية تشكل خطرا على المنطقة والعالم. لكن الحقيقة هي أن إيران تشكل خطرا على العالم العربي أكثر مما تشكل خطرا على إسرائيل. وليس صدفة أننا نشهد في العام الأخير عدة تطورات، مثلا مصر أعلنت أنها ستجدد برنامجها النووي المدني. وعلينا أن نذكر أن مصر قررت إلغاء برنامجها النووي في أعقاب مأساة مفاعل تشرنوبيل النووي في أوكرانيا، لأنها رأت أن هذا أمر خطير. كذلك أعلن الأردن أنه يريد بناء مفاعلات نووية لأهداف مدنية. كذلك أعلن مجلس التعاون الخليجي أنه بصدد بناء برنامج نووي خاص بدوله. هذا يعني لعدة أسباب وهي التخوف من انتهاء مخزون النفط لديهم، والتقديرات تشير إلى أن كميات النفط في العالم بحلول العام 2050 ستصبح قليلة جدا وهذا يعني أن ثمة حاجة لمصدر طاقة آخر. لماذا كل الدول العربية أعلنت هذا العام عن تجديد برامجها النووية؟ في ذلك رسالة للإيرانيين، ويتوقع أن تفعل تركيا ذلك في أحد الأيام وهنا الخطر من برنامج نووي إيراني، أي نشر السلاح النووي بشكل أكبر".

 

(*) لكن إسرائيل نفسها لديها ترسانة نووية؟

 

- ميلمان: "حقيقة أن إسرائيل تمتلك سلاحا نوويا بحسب التقارير الدولية، رغم أن إسرائيل لا تعترف بذلك، لم تزعج كثيرا الدول العربية. صحيح أنه يتم طرح هذا الموضوع في مداولات دولية خصوصا في الاجتماعات السنوية للوكالة الدولية للطاقة النووية، لكن هذا لم يزعج الدول العربية ولم يدفعها إلى الإعلان عن أنها تريد برنامجا نوويا خاصا بها".

 

(*) من جهة أخرى تعتبر إسرائيل اليوم كمن تحرض الدول العظمى من أجل لجم البرنامج النووي الإيراني. فرئيس الحكومة إيهود أولمرت زار روسيا وفرنسا وبريطانيا الأسبوع الماضي ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني تزور الصين في هذه الأيام وكل ذلك بهدف إقناع هذه الدول بضرورة فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران...

 

- ميلمان: "لماذا تقول إن إسرائيل تحرض، إنها توقظ العالم. الرئيس الإيراني السابق هاشمي رافسنجاني قال إنه من أجل ضرب العالم العربي أو العالم الإسلامي أنت بحاجة إلى عدد كبير من القنابل النووية لكن من أجل ضرب إسرائيل أنت بحاجة لقنبلة نووية واحدة. وقد قال ذلك ليس كرئيس. وأحمدي نجاد قال إن إسرائيل لا يتوجب أن تستمر بالوجود وقال أيضا إنه يتوجب محوها عن الخريطة وأنه لا حق لها في الوجود ويجب نقل اليهود إلى ألاسكا وغيرها. ولهذا فإن دولة إسرائيل قلقة وتعرف أن نشاطها ضد إيران محدود وأن للولايات المتحدة قدرة أكبر".

 

(*) هل ستؤثر العقوبات ضد إيران، والتي يتوقع أن تتصاعد، على القيادة الإيرانية لوقف البرنامج النووي؟

 

- ميلمان: "المسألة هي عن أية عقوبات نتحدث. هناك العقوبات الدولية وهناك العقوبات الأوروبية ومقاطعتها للبنوك الإيرانية والآن هناك العقوبات الأميركية الجديدة. إضافة إلى ذلك فإن روسيا التي بنت لإيران المفاعل النووي في بوشهر ترفض الآن تزويد إيران بالوقود النووي، وهذا شبيه بأن أشتري لك أجمل سيارة في العالم لكني لا أعطيك المفتاح ولا أزودك بالوقود. فروسيا أيضا لا تريد أن تمتلك إيران سلاحا نوويا، فهما دولتان متجاورتان. وإذا كانت هناك عقوبات جديدة تفرضها الأمم المتحدة، بدعم من روسيا (مقابل تراجع أميركا عن نصب صواريخ في تشيكيا وبولندا) والصين، فإن هذه العقوبات ستؤثر، لأنه عندما يبدأ الإيرانيون بالشعور بالعقوبات وخصوصا في مجال النفط فإن خامينئي سيجري حسابا فيما إذا كان أحمدي نجاد يجلب ضررا أم فائدة لإيران. إضافة إلى ذلك فإن الإيرانيين يسابقون الزمن، فهم يريدون التوصل إلى خبرات تكنولوجية لكي يعرفوا كيفية صنع قنبلة نووية وبعدها حتى لو أوقفوا البرنامج النووي فإنهم يكونون قد امتلكوا الخبرة والقدرة لتنفيذ ذلك. وهذا يعني أن الإيرانيين يريدون كسب المزيد من الوقت. وهنا السؤال هو متى سيكونون قادرين على تحقيق هذه الخبرات والقدرة؟. هناك تقديرات مختلفة للمخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأميركية والبريطانية وتقديرات كل جهة مختلفة عن الأخرى. الأميركيون يقدرون أن هذا سيحصل في العام 2011 أو بعد ذلك والإسرائيليون يقولون إن إيران ستصل إلى قدرة كهذه في العام 2009 لأن الإسرائيليين يريدون القول إن الخطر داهم".

 

(*) وما هي احتمالات تنفيذ هجوم أميركي ضد إيران في هذا الوضع؟

 

- ميلمان: "لا أعرف، ولا أعتقد أن الأميركيين يعرفون. سيبذل الأميركيون جهدا لفرض عقوبات اقتصادية، فهم لا يريدون شن حرب ضد إيران، ولا حتى الإدارة الأميركية الحالية، لكنها تستعد لهذا الاحتمال. وهذا ناجم أيضا عن التورط في العراق رغم أن حربا ضد إيران ستكون مختلفة تماما، إذ لن تكون هناك حرب برية في إيران وإنما سيستخلص الأميركان عبرًا من الحرب ضد العراق وحرب لبنان الثانية. لذلك فإنه في حال ضرب إيران فإن هذه الضربات ستكون عبارة عن عمليات عسكرية جوية. لكنهم لا يريدون ذلك رغم أنهم يستعدون لعمليات كهذه. وفي حال لم توقف إيران برنامجها النووي فإن الولايات المتحدة ستكون جاهزة لتوجيه ضربة عسكرية وعندها ربما يحصلون على ضوء أخضر من الروس لتنفيذ ذلك، مثلما حدث في العراق".

 

(*) لكن هناك تحركات معينة في إسرائيل. فقد نشرت "يديعوت أحرونوت" في الأسبوع الماضي تقريرا حول إعداد الجبهة الداخلية الإسرائيلية لاحتمال تعرض البلاد لضربات صاروخية...

 

- ميلمان: "لا لا، دعك من هذه التقارير، وفي إسرائيل لا يشعرون بأي هجوم وشيك. لكن بالنسبة للرئيس الأميركي جورج بوش فإنه في حال تقرّر توجيه ضربة لإيران فإن ذلك سيحدث في شهر أيار أو حزيران من العام المقبل. لكني لا أعرف ما هي احتمالات حدوث ذلك فهناك عدة آراء في الإدارة وعدة توجهات. كذلك فإن جميع المرشحين للرئاسة الأميركية (التي ستجري في تشرين الثاني من العام المقبل) أعلنوا أنهم لن يسمحوا لإيران بحيازة سلاح نووي".

 

إسرائيل تفضّل حلاً دون حرب!

 

(*) ما هو الحل الذي تريده إسرائيل؟

 

- ميلمان: "في إسرائيل يفضلون التوصل لحل من دون حرب. فالجميع يعرفون معنى الحرب. إذ من الواضح أن إيران سترد في حال مهاجمتها، من خلال إغلاق مضائق هرمز التي يمر منها 75% من نفط العالم، وأسعار النفط سترتفع جدا، ومن خلال إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل ودول الخليج وتنفيذ عمليات إرهابية في العالم إضافة إلى أن حزب الله سيطلق صواريخ على إسرائيل".

 

(*) هذا يعني أنه ليس من الحكمة ضرب إيران ولتمتلك سلاحا نوويا، لِم لا؟

 

- ميلمان: "نعم، ربما في نهاية الأمر لن يحدث شيء وستمتلك إيران سلاحا نوويا وعندها ستكون النتيجة أن الدول العربية ستسير في المسار النووي. وهذا وضع خطير، لأنه في السعودية مثلا، تحكم عائلة آل سعود ونظامها موال للغرب. لكن في المستقبل قد يصل أنصار بن لادن إلى الحكم في السعودية. وأنا كإسرائيلي ويهودي لدي مشكلة مع حكم السلفيين الإسلاميين الذين قد يطلبون من شيخ ما إصدار فتوى تسمح لهم باستخدام سلاح نووي. وفي المواقع الالكترونية على الانترنت المقربة من تنظيم القاعدة توجد فتاوى كهذه. ففي كل ديانة يمكنك إيجاد رجال دين يبررون أعمالا كهذه".

 

سورية كانت في مرحلة بناء مفاعل نووي!

 

(*) فيما يتعلق بسورية، هل كانت في مرحلة بناء مفاعل نووي بمساعدة كوريا الشمالية؟

 

- ميلمان: "نعم. مليون بالمائة".

 

(*) وهل كان هذا المفاعل هو هدف الغارة الإسرائيلية في السادس من أيلول الماضي؟

 

- ميلمان: "نعم. والسؤال الوحيد الذي ما زال مفتوحا هو ما هي المرحلة التي بلغتها سورية في مجرى بناء مفاعل نووي. إنّ المعلومات المتوفرة هي أن هدف هذا المفاعل هو تصنيع البلوتونيوم. ومن البلوتونيوم يمكن صناعة قنبلة نووية، ويمكن توليد الكهرباء أيضا، لكن واضح أنه في سورية كان الهدف واحدًا وحيدًا وهو التوصل لقدرة على صناعة سلاح نووي".

 

(*) إذا كان الأمر كذلك، لماذا كشف السوريون عن وقوع الغارة؟

 

- ميلمان: "يبدو أن عددا كبيرا من الأشخاص شاهدوا الغارة، أو أنهم ارتكبوا خطأ. والسوريون لم يتحدثوا عن غارة وإنما عن اختراق طائرات إسرائيلية لأجوائها. والآن تطالب الوكالة الدولية للطاقة النووية السوريين بإيضاحات حول أنشطتها في المنطقة التي تم قصفها، ولن أستغرب إذا غير السوريون التربة كلها في تلك المنطقة، رغم أني لا أعتقد أنهم امتلكوا مواد نووية مشعة، فبناء مفاعل نووي يستغرق سنوات طويلة".

 

(*) ما هو الهدف من الغارة إذن؟

 

- ميلمان: "أولا تحذير السوريين بألا يفكروا حتى ببناء مفاعل نووي عسكري. الأمر الثاني ربما يكون تمرير رسالة للإيرانيين مفادها أنه على الرغم من وجود منظومة الدفاعات الجوية الروسية في سورية فقد تمكنا من التسلل لأجوائهم وسنتمكن من فعل ذلك في إيران لأن لديها المنظومة ذاتها، رغم أن الأمر قد يكون أصعب. وهناك رسالة ثالثة وهي موجهة لسورية ومفادها أنه في حال اندلاع حرب ضد إيران فعلى سورية عدم التدخل".