في سابقة قضائية - المحكمة العليا الإسرائيلية تمنع نشر رواية أدبية

على هامش المشهد

يعتبر باحثون إسرائيليون أن حركات "الهيكل"، التي تدعو إلى إقامة هيكل يهودي في الحرم القدسي ومكان المسجد الأقصى وقبة الصخرة بزعم أن هيكلي سليمان كانا قائمين في هذا الموقع، هي حركات تنقل الصهيونية من حركة قومية إلى حركة مسيانية. ويرى قسم منهم أن بذور هذه المسيانية - الأسطورية كانت مغروسة في الفكرة الصهيونية "في حالة سبات"، منذ نشوئها. رغم ذلك، جرى سجال حول مكانة الحرم القدسي، بين حركة العمل الصهيونية، بزعامة دافيد بن غوريون، وقادة الحركات الصهيونية المتطرفة، مثل عصابتي "إيتسل" و"ليحي"، اللتين تنتميان إلى التيار الصهيوني التنقيحي ويعتبر اليمين المتطرف الإسرائيلي امتدادا له.

 
وتناول هذا الموضوع باحث الديانات الإسرائيلي، الدكتور تومير بيرسكو، في مقال مطول نشره في صحيفة "هآرتس" الشهر الماضي. ووفقا لبيرسكو، فإن "الحركة الصهيونية تحدثت منذ بدايتها بصوتين": "البراغماتي" الذي سعى إلى إقامة دولة لليهود، و"النبوئي" الذي ينسب لإقامة دولة كهذه دلالات الخلاص (اليهودي).

 
وأشار بيرسكو إلى أن قادة الحركة الصهيونية "أدركوا تماما الشحنة المسيانية التي رافقت جهودهم، وحاولوا تحييدها منذ بداية الطريق، من خلال نظرتهم "المزدوجة" للقدس. ويدل على ذلك أن مؤسس الصهيونية، ثيودور هرتسل، "كان مقتنعا بأن إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل يستوجب تحديد عاصمتها في القدس، ورغم ذلك، خطط أن يشكل الحوض المقدس مركزا دوليا للعبادة والعلوم".

 
وأضاف بيرسكو أن بن غوريون اعتبر، قبل قيام إسرائيل، أن "وجود الأماكن المقدسة تحت سيادة إسرائيلية لن يمكن الحركة الصهيونية من بلورة عاصمتها بموجب مفاهيمها التقدمية"، وأنه "انتقد المعارضة لتقسيم المدينة (القدس)، وهي خطوة كانت ستبقي جبل الهيكل خارج السيادة الإسرائيلية". وبعد أن أيد القياديان في الحركة الصهيونية، مناحيم أوسيشكين وبيرل كتسينلسون، موقف بن غوريون ضد الأصوات التي تنادي بالسيطرة على القدس وخصوصا على الحرم، صرح بن غوريون أنه "لمصيبتنا أنه في القدس تغلبت البلاغة الوطنية، العاقرة والجوفاء والغبية، على الفكر الرصين". ووفقا للباحث فإن وزير الدفاع الإسرائيلي لدى احتلال القدس في العام 1967، موشيه دايان، تردد قبل إصدار الأمر باحتلال الحرم، وقال "ما حاجتي إلى هذا الفاتيكان".

 
وفي مقابل ذلك، تعالت داخل الحركة الصهيونية منذ نشوئها أصوات وصفها بيرسكو بأنها "لم تكن تدعو  إلى السيادة فقط، وإنما إلى استكمال عملية الخلاص بقوة الذراع أيضا. وقبل قيام الدولة، بدت أصوات كهذه من جهة الجناح الفاشي في الحركة الصهيونية، عندما لم تكن الفاشية شتيمة بعد وإنما أيديولوجيا شرعية". وأشار الباحث إلى أن أشخاصا مثل آبا أحيمئير وأوري تسفي غرينبرغ، مؤسسي العصابة الصهيونية الإرهابية "حلف الفتوة"، عملوا في بداية ثلاثينيات القرن الماضي ليس فقط من أجل تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين وشراء الأسلحة، وإنما كانا ينفخان في البوق في المظاهرات قرب حائط البراق في نهاية "يوم الغفران"، الذي يصوم فيه اليهود حدادا على خراب الهيكل، وهو تقليد اتبعته عصابة "إيتسل" لاحقا.

 
وكان غرينبرغ، الذي يعتبره المعجبون به أنه "نبي"، قد اقتحم الحرم القدسي في العام 1924. وبعد سنوات وصف ذلك قائلا إنه " لم أر بحياتي مثل الإشعاع في جبل الهيكل... كنت جسما عجيبا داخل هذا السحر الإلهي... وفجأة بدأت أقول: القدس هي قلب العالم، ولا يوجد عالم بمعنى العالم الإلهي، ليس إلا بالرمز يمر عبر قلب إسرائيل... في جبل الهيكل، أعلى الجبال".

 
وأشار بيرسكو إلى أن غرينبرغ سعى إلى "بلورة مفهوم عضوي لأمة بُعثت حول قلبها النابض – النازف، ألا وهو جبل الهيكل الخالي من الهيكل". ولفت إلى أن الباحث في الأدب الإسرائيلي، باروخ كورتسفايل، كتب أن غرينبرغ حاول "تجديد الأسطورة القديمة لشعبنا"، وأن كورتسفايل أدرك تماما أنه "على الرغم من علمنة التراث اليهودي على سطح الأرض بأيدي الحركة الصهيونية، إلا أن تأثيرات الإيمان القديم ما زالت تسكن بجانبها، كبذور نائمة بانتظار الماء. وقصائد غرينبرغ كانت بمثابة نقاط ندى توقظ هذه البذور لدى المستعدين لذلك". وكتب كورتسفايل أن غاية تجديد الأسطورة في قصائد غرينبرغ "لم تكن دينية – تقليدية وحسب، وإنما أيضاً كان لها دلالات سياسية بارزة".

 
ووضع قائد عصابة "ليحي"، يائير شطيرن، 18 بندا في كتيب بعنوان "أسس الوثبة"، الذي صدر في العام 1941، ووصفها بأنها "هامة من أجل وثبة الأمة"، بحيث أن البند الأخير تحدث عن دفع "بناء البيت الثالث كرمز لحقبة الخلاص الكاملة". وعقب بيرسكو على ذلك بأن "الهيكل يشكل هنا نهاية واستنفاد عملية بناء الأمة على أرضها، بخلاف كامل لطريق هرتسل وبن غوريون".

 
انبعاث قومي!

 
لفت بيرسكو في مقاله إلى أمر هام، وهو أن أنصار "الهيكل"، وبضمنهم أولئك الذي نشطوا بعد قيام إسرائيل وما زالوا ينشطون حتى اليوم، "لم يكونوا من بين المحافظين على الفرائض الدينية، على الأقل من الناحية الأرثوذكسية. إذ أن الحاخامية الكبرى ما زالت تحافظ على موقفها المعارض للصعود إلى الجبل. ولم يكن الانبعاث الديني على رأس اهتمامات أنصار الهيكل، وإنما الانبعاث القومي، واستخدموا المصادر الأسطورية كمادة مشتعلة من أجل الاستقلال السياسي. والهيكل بالنسبة لهم ليس إلا محورا ونقطة ينبغي على ’الشعب’ التوحد حولها".

 
ووفقا لبيرسكو، فإنه يوجد خط فكري – مسياني يربط بين أحيمئير وغرينبرغ وشطيرن، ومنظّر اليمين المتطرف بعد قيام إسرائيل، يسرائيل إلداد، وبين جماعة "التنظيم الإرهابي اليهودي" في سنوات الثمانين من القرن الماضي، التي حاولت تفجير قبة الصخرة. وفي الثمانينيات عُقدت حلقة الوصل بين "أنصار الهيكل" العلمانيين وأنصاره اللاحقين من المتدينين الراديكاليين، وفي مقدمتهم شبتاي بن دوف، الذي أصدر شخصيا تعليمات ليهودا عتصيون، عضو "التنظيم الإرهابي اليهودي"، بتدمير قبة الصخرة، "من أجل إرغام الرب على جلب الخلاص".

 
وأضاف بيرسكو أن "هذه المسيانية الإرهابية الخلاصية مختلفة عن مسيانية (الحركة الاستيطانية) غوش إيمونيم بعدة خطوط مركزية. فأتباع غوش إيمونيم، المخلصون لفكر الحاخام أبراهام إسحاق هكوهين كوك ونجله، الحاخام تسفي يهودا كوك، طوروا نهجا ’رسميا’، بموجبه أنه على الرغم من أنهم هم فقط الذين يعرفون الواقع السياسي وانعكاساته في العوالم العليا، إلا أنه يحظر عليهم أن يفرضوا على شعب إسرائيل خطوات ليس معنيا بها".

 
ورأى الباحث أن الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة هو عمل "طليعي" وليس "ثوريا"، خاصة وأن حركة العمل الصهيونية نفسها تؤيد الاستيطان.

 
وأشار بيرسكو إلى أن الحركة الأولى التي تأسست في إسرائيل من أجل تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي لم تنم من داخل صفوف التيار الصهيوني – الديني. وحركة "أمناء جبل الهيكل"، التي بدأت نشاطها في نهاية ستينيات القرن الماضي، قادها غرشون سولومون، وهو علماني مدعوم من أعضاء عصابتي "إيتسل" و"ليحي" الذي كانوا ما زالوا على قيد الحياة. وفقط في سنوات الثمانين ظهرت الحركة الأولى بقيادة حاخام صهيوني – ديني، يسرائيل أريئيل، مؤسس حركة "ماخون هميكداش" (معهد الهيكل)، وبقيت هذه الحركة وحيدة داخل الصهيونية – الدينية حتى سنوات التسعين.

 "تمرّد على  الشريعة اليهودية"

 
يؤكد بيرسكو أن أنصار "الهيكل" كانوا أقلية هامشية ومنبوذة داخل الصهيونية – الدينية، لكنهم باتوا اليوم أكثر الأصوات التي تتعالى من داخل هذا التيار. وأظهر استطلاع أجري لدى جمهور الصهيونية – الدينية، في أيار الماضي، أن 4ر75% يؤيدون "صعود اليهود إلى جبل الهيكل". وقال 6ر19% إنهم شاركوا في اقتحامات الحرم القدسي، و7ر35% إنهم ينوون المشاركة في اقتحامات كهذه.

 
ورأى الباحث أن الاقتحامات المتزايدة للحرم القدسي "هي ليست فقط مؤشر على التنكر للخط الرسمي الذي وضعه الحاخام كوك، وإنما تمرد نشط ضد تقاليد الشريعة اليهودية. ونحن نشهد حدوث تحولات هائلة تمر على أجزاء من هذا الجمهور، الذي يتحول أمام أنظارنا إلى ما بعد كوكي (نسبة للحاخام كوك) وما بعد أرثوذكسي. وبالإمكان القول إن القومية الإثنية تحل لديهم مكان القومية الرسمية، بل مكان الولاء للشريعة اليهودية. وتستند هويتهم الآن إلى سمو إيماني إثني أسطوري أكثر مما تستند إلى التوراة والتلمود، وينظرون إلى جبل الهيكل مثلما نظر إليه شطيرن وغرينبرغ من قبلهم، كإله قبلي بدائي يجسد جوهر السيادة على البلاد".

 
وقال 8ر96% من الصهيونيين – الدينيين، في الاستطلاع المذكور آنفا، إن الأسباب التي ينبغي الاستناد إليها لتفسير "صعود اليهود إلى جبل الهيكل" هي "المساهمة في تعزيز السيادة الإسرائيلية في هذا المكان المقدس"، بينما اعتبر 4ر54% فقط أن القيام بذلك نابع من دوافع دينية. ويعني ذلك أن الجانب القومي يلعب دورا أقوى من الجانب الديني فيما يتعلق باقتحامات الحرم. ورأى بيرسكو أن رئيس حزب "البيت اليهودي" ووزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، يشكل نموذجا واضحا لانتقال مركز ثقل الصهيونية – الدينية "من الشريعة اليهودية إلى القومية".

 
وأشار بيرسكو إلى وجود عدة أسباب ومراحل لهذا التحول في الصهيونية – الدينية.

 
وكانت المرحلة الأولى بصدور فتوى دينية عن لجنة حاخامي المستوطنات في الضفة والقطاع، في العام 1996، وسمحت بالصعود إلى "جبل الهيكل"، وتضمنت الفتوى دعوة لكل حاخام "بالصعود بنفسه وإرشاد أبناء مجتمعه حول كيفية تنفيذ هذا الصعود من خلال الالتزام بكافة قيود الشريعة اليهودية". وسبب آخر لهذه التحولات في الصهيونية – الدينية يتعلق باتفاقيات أوسلو، التي "شكلت تحديا لحركة غوش إيمونيم وتعاظم الاهتمام بجبل الهيكل".

 
وأضاف بيرسكو أن الضربة الشديدة والساحقة للمفهوم المسياني للحاخام كوك أنزلها انسحاب إسرائيل من قطاع غزة وإخلاء المستوطنات فيه. وكتب أن "رواية غوش إيمونيم التاريخية، التي تتحدث عن تخليص الأرض بدون توقف، وعن استحالة الانسحاب، واجهت أزمة وجودية... والتوجه إلى جبل الهيكل بالنسبة لصهيونيين – دينيين كثيرين حل مكان الإيمان بالتقدم البطيء نحو الخلاص والمفهوم المقدس للدولة".

 
ولفت الباحث إلى أن الصهيونية – الدينية ليست وحدها في هذا الاتجاه، وإنما يرافقها علمانيون كثيرون، وبضمنهم أكثر من نصف عدد أعضاء الكنيست من حزب الليكود الحاكم. وأعضاء الكنيست من هذا الحزب، ميري ريغف وغيلا غمليئيل وياريف ليفين، "يتحدثون عن جبل الهيكل كأنهم يتحدثون عن قلب الأمة". لذلك فإن "التقسيم ليس بين علمانيين ومتدينين، والمسألة لم تكن أبدا حول تطبيق أو عدم تطبيق فرائض دينية. المسألة تتعلق بمحاولة تطبيق الأسطورة في الواقع".

 
وأشار بيرسكو إلى سبب آخر لاقتحامات المجموعات اليهودية للحرم القدسي، وبينها إمكانية الوصول إليه، "أي أنها مشروطة بإقامة دولة إسرائيل في أرض إسرائيل، وباحتلال القدس، ومرتبطة بالإمكانية الواقعية لتغيير الواقع المادي بإقامة الهيكل. ثانيا، وأهم، هو أن الرغبة في بناء الهيكل مرتبطة بالحنين، الذي أصبح واقعيا هو الآخر بعد تجميع الشتات المعاصر وإقامة دولة إسرائيل". واعتبر بيرسكو أن "قيام دولة إسرائيل فتح الباب نظريا أمام إمكان إعادة الوضع الذي كان موجودا، رسميا وأسطوريا، عندما كان الهيكل قائما".

 
"الصهيونية علقت في  شباك إنجازاتها"!

 
لكن بيرسكو لفت إلى أنه "من الناحية التاريخية، حتى عندما كان الهيكل موجودا لم يكترث أبناء إسرائيل أبدا بأماكن أخرى لإقامة طقوس دينية وبأشكال طقوس أخرى، ولم يظهروا وحدة دينية أو قومية. غير أن المجتمع المتخيل للقومية المعاصرة يغذي جيدا الحلم بإمكان وجود ’مركز قيادة’ واحد يوحد الملايين تحته".

 
وأردف الباحث أن "الصهيونية، التي طرحت علمنة اليهودية وتحويلها من ديانة إلى قومية، بنت نفسها على ظهر الهيكل العظمي المسياني القديم للأمل بجمع الشتات. والتراث المسياني اليهودي رأى دائما وأبدا أن استنفاده يكمن بإقامة مملكة، والدولة اليهودية المستقلة توفر طبعا الشروط الأولية لكي تعتبر كذلك. لكن ثمة شروط للأسطورة المسيانية التي لم تتحقق بعد، وهي الهيكل والملك. والسؤال هو ما إذا بإمكان الصهيونية العلمانية أن تقرر وقف تقدمها السريع على المسار المسياني في نقطة معينة فقط لأن الاستمرار قدما مريح أقل؟".

 
وأشار بيرسكو إلى أمر أعمق من ذلك، مستعينا بما كتبه الباحث في الصوفية اليهودية، غيرشوم شالوم، في العام 1926. وكتب شالوم أن "خطر اللقاء المتجدد مع العبرية والشحنات الكامنة في جوانبها هو خطر وضعته المهمة الصهيونية. ألن تنفجر في أحد الأيام القوة الدينية المخزنة فيها بكثافة؟ أية كلمة لم تنشأ مجددا بصورة عفوية، وإنما تم أخذها من الكنز ’القديم والجيد’، وهي مليئة حتى ضفتيها بمادة متفجرة. والجيل الذي ورث الخصوبة في مجمل تراثنا المقدس، ولغته، ليس بإمكانه، حتى لو أراد ذلك، العيش بدون تراث... والرب لن يبقى أبكم في لغة جعلوه فيها يقسم آلاف المرات من أجل العودة إلى حياتنا... ومجددو اللغة لم يؤمنوا بيوم الحساب، الذي خصصوه لنا بأفعالهم. وليت التسرع الذي وجهنا إلى هذه الطريق القيامية، لا يؤدي إلى ضياعنا".

 
ورأى بيرسكو أن شالوم تحدث عن اللغة العبرية المعلمنة، "لكن الصهيونية العلمانية نفسها، بمخططاتها بجمع الشتات وإقامة دولة سيادية، ليست إلا علمنة التراث المسياني اليهودي".

 
كذلك اقتبس بيرسكو ما كتبه كورتسفايل في العام 1970: "إن (نتيجة حرب) العام 1967 وضعت الصهيونية، التي يمكن أن تكون صهيونية سياسية – رسمية فقط، أمام حسم مصيري للغاية... إن الصهيونية وابنتها دولة إسرائيل التي وصلت إلى حائط المبكى بالاحتلال العسكري، كتحقيق لمسيانية على الأرض، لم يعد بإمكانهما أبدا التخلي عن حائط المبكى وترك أجزاء أرض إسرائيل التي جرى احتلالها، من دون التنكر للب مفهومها التاريخي لليهودية. لقد علقت الصهيونية في شباك إنجازاتها. والتخلي عنها يعني الاعتراف بفشلها كمتحدثة ومنفذة للتواصل التاريخي لليهودية. لذا لا يعقل وقف السير السريع المسياني".

 
وأضاف بيرسكو إلى ذلك أن "الصهيونية اكتشفت أنها من ذرية تراث ديني في اللحظة التي احتلت فيها يهودا والسامرة وجبل الهيكل. وعندها تكشفت المسيانية التي تحركها وفي الوقت نفسه تقوض الليبرالية الغربية التي تخيلت أنها تستند إليها"، مشيرا إلى أن "أنصار الهيكل الثالث يطرحون أصولية لديانة أخرى"، ليخلص إلى أن "الصهيونية مبنية على الأسطورة اليهودية – المسيانية. وهذه الأسطورة هي جوهرها وأيضاً نقيضها".