*غالبية جلسات اليوم الأخير للمؤتمر الذي سيعقد بين 31 كانون الثاني الجاري و2 شباط المقبل ستخصص لتطورات الربيع العربي*
يُعقد مؤتمر هرتسليا السنوي الثاني عشر حول "ميزان المناعة والأمن القومي" هذا العام (2012) بين 31 كانون الثاني الحالي و2 شباط المقبل، تحت عنوان "في عين العواصف: إسرائيل والشرق الأوسط".
ويأتي عنوان المؤتمر في أعقاب التغيرات الحاصلة في العالم العربي جراء الثورات التي أطاحت بالأنظمة في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، والاحتجاجات المتواصلة في سورية. ويجري استعراض الأبحاث وإلقاء المحاضرات في "مؤتمر هرتسليا" من خلال جلسات يتم فيها تقديم محاضرات في قاعات بحضور جميع المدعوين للمؤتمر، وأيضا من خلال طرح أبحاث حول طاولة مستديرة بحضور مقلص.
وستخصص إحدى جلسات "مؤتمر هرتسليا"، التي ستعقد ظهر يوم الأربعاء، الأول من شباط، لموضوع العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية وذلك تحت عنوان "بدون عملية وبعدم وجود سلام: علاقات إسرائيل والسلطة الفلسطينية". ومن المقرر أن يشترك في هذه الجلسة، بموجب برنامج المؤتمر، كل من رئيس مركز دانيئيل أبراهام للسلام في الشرق الأوسط، روبرت فيكسلر؛ ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، الدكتور صائب عريقات؛ والباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، الدكتور روبرت دانين؛ والرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ورئيس بنك "مزراحي - طفاحوت"، يعقوب بيري؛ ورئيس مركز القدس للشؤون العامة وسفير إسرائيل الأسبق في الأمم المتحدة، دوري غولد؛ ورئيس مجلس المستوطنات السابق، عادي مينتس؛ وستتولى عرافة الجلسة مقدمة نشرة الأخبار المركزية في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، تمار إيش - شالوم.
وسيفتتح المؤتمر، مساء 31 كانون الثاني، بجلسة احتفالية بعنوان "ميزان المناعة والأمن القومي"، يستهلها رئيس سلسلة مؤتمرات هرتسليا ورئيس معهد السياسات والإستراتيجيا في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، اللواء في الاحتياط داني روتشيلد. وسيستعرض روتشيلد ورقة "تقويمات هرتسليا". وسيلقي الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريس، خطابا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. وستعقب خطاب بيريس محاضرة بواسطة الفيديو كونفرانس يقدمها الأمير الأردني الحسن بن طلال. ثم ستجري محادثة مع رئيس البنك الدولي، روبرت زويليك، يديرها ناشر ومحرر صحيفة "دي تسايت" الألمانية، جوزيف جوفيه.
وسيبدأ اليوم الثاني للمؤتمر بجلسة تحت عنوان "تحديات حالية" بمشاركة رئيسة حزب كاديما والمعارضة الإسرائيلية، عضو الكنيست تسيبي ليفني، ورئيس الحكومة اليونانية السابق، جورج باباندريو. وستعقد جلسة تحت عنوان "إحداث التغيير: النساء والأمن القومي" بمشاركة وزيرة الدفاع الكولومبية السابقة، الدكتورة مارتا لوسيا راميريز دي رينكون، ووزيرة الدفاع الفنلندية السابقة، إليزابيث رين، والدكتورة عوفرا غرايتسر، ومفوضة سلطة السجون الإسرائيلية السابقة، أوريت أداتو.
وفي موازاة ذلك ستعقد جلسة حول وجهة الاقتصاد العالمي بمشاركة خبراء ومحللين اقتصاديين أميركيين وإسرائيليين. وتتبعها جلسة حول "إسرائيل والاقتصاد العالمي: العاصفة المقتربة" بمشاركة خبراء ومحللين اقتصاديين ومسؤولين في بنوك إسرائيلية. كما ستعقد جلسة حول ارتفاع محتمل لأسعار النفط وإمكانية وصول سعر برميل النفط إلى 250 دولار. وستتناول جلسة أخرى موضوع "إدارة الاقتصاد الإسرائيلي: العدالة الاجتماعية مقابل اقتصاد السوق"، والتي تعقد بتأثير الاحتجاجات الاجتماعية التي جرت في إسرائيل خلال الصيف الماضي ورفعت شعار "العدالة الاجتماعية".
وستتناول جلسة أخرى العلاقات الإسرائيلية – الأميركية، وستكون تحت عنوان "إسرائيل – هل لا تزال ذخرا إستراتيجيا للولايات المتحدة؟"، وهو موضوع تناولته دراسات إسرائيلية عديدة مؤخرا وتحدثت عن وجود تحفظ، حتى داخل الحزب الجمهوري الأميركي اليميني، من استمرار تقديم الولايات المتحدة دعما كبيرا لإسرائيل. وسيشارك في هذه الجلسة نائب وزير الخارجية الإسرائيلية والسفير السابق في واشنطن، داني أيالون، والسفير الأميركي في تل أبيب، دان شابيرو، والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، عوزي أراد، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية السابق، إليوت أبرامز، والقنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك، ألون بينكاس.
وستحاول إحدى جلسات اليوم الثاني للمؤتمر استشراف "التبعات الإستراتيجية للأزمة الاقتصادية العالمية وصعود آسيا". وستتناول جلسة أخرى الاحتجاجات الاجتماعية في إسرائيل تحت عنوان "في أعقاب الاحتجاجات: إعلام جديد، تعظيم المواطنة وبلورة سياسة" وسيشارك فيها الوزير الإسرائيلي ميخائيل إيتان. وستتناول جلسة أخرى موضوع "المركزية والمنافسة الاقتصادية: نحو قواعد جديدة للسوق".
وستعقد جلسة بعنوان "في جبهة النضال ضد نزع الشرعية والعداء للسامية: تأثير سياسة إسرائيل على يهود الشتات" بمشاركة وزير الإعلام الإسرائيلي، يولي إدلشتاين، وعضو الكنيست إسحق هرتسوغ من حزب العمل. كما ستعقد جلسة بعنوان "إسرائيل والغرب: رؤية ألمانية" سيتحدث فيها وزير الخارجية الألمانية، غيدو فيسترفيله. وسيتحدث وزير خارجية كندا، جون بيرد، عن "إسرائيل والغرب: رؤية كندية"، وسيتحدث نائب وزير خارجية جمهورية التشيك عن "إسرائيل والغرب: رؤية تشيكية". وسينتهي اليوم الثاني للمؤتمر بجلسة تحت عنوان "الصهيونية في القرن العشرين"، وخطاب يلقيه رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس. وسيعقب هذه الجلسة حفل استقبال بمناسبة مرور 110 سنوات على تأسيس "كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لإسرائيل).
وستخصص غالبية جلسات اليوم الأخير لمؤتمر هرتسليا لموضوع الربيع العربي. وستتناول أولى الجلسات موضوع "ربيع عربي أم شتاء إسلامي؟ صعود الإسلام السياسي". وسيتحدث في هذه الجلسة رائد الخوري من الأردن والعضو في المجلس الدولي لـ "كويستكوب"، والباحث في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، الدكتور يسرائيل إلعاد – ألطمان، ومدير مركز "بروكينغ" في العاصمة القطرية الدوحة، سلمان الشيخ، والباحثة في مركز دايان في جامعة تل أبيب، الدكتورة ميرا تسوريف، والباحثة في معهد منهاتن، جودي ميلر.
وستعقد جلسة أخرى تحت عنوان "الساعة الرملية: احتواء وردع إيران". وسيكون المتحدث المركزي في هذه الجلسة نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الشؤون الإستراتيجية، موشيه يعلون. وسيشارك في هذه الجلسة رئيس الموساد الأسبق، إفرايم هليفي، ومدير الأبحاث في معهد السياسات والإستراتيجيا في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، الدكتور شموئيل بار وغيرهما.
وستتناول جلسة أخرى موضوع مواجهة الهجمات الالكترونية عبر شبكة الانترنت، المعروفة باسم "سايبر". وستعقد الجلسة تحت عنوان "حرب السايبر: الواقع". وسيكون المتحدث المركزي في هذه الجلسة رئيس طاقم "السايبر" الذي شكله رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، البروفيسور إسحق بن يسرائيل.
وستعقد جلسة أخرى تحت عنوان "اليوم التالي: ماذا يخبئ المستقبل لسورية ولبنان؟" وسيتحدث فيها السفير الأميركي السابق إدوارد جيرجيان، والباحث طوني بدران، من الولايات المتحدة، والخبير في الشؤون السورية واللبنانية والمحاضر في جامعة تل أبيب، البروفسور إيال زيسر، ومحللة الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سمدار بيري.
وتتناول جلسة أخرى موضوع تهويد الجليل وستعقد تحت عنوان "الجليل: أدوات وأفضليات للتطوير الإقليمي". وبين المتحدثين في هذه الجلسة وزير تطوير الجليل والنقب، سيلفان شالوم، ورئيس بلدية كرميئيل، عادي إلدار، ورئيس بلدية شفاعمرو، ناهض خازم. وستعقد في موازاتها جلسة بعنوان "البحث والتطوير في إسرائيل في مواجهة السوق العالمية" وسيشارك فيها وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي، دانيئيل هيرشكوفيتس. وستناقش جلسة أخرى موضوع "مستقبل التعليم العالي في إسرائيل" بمشاركة وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، غدعون ساعر. وستعقد بعدها جلسة بعنوان "القانون الدنيوي مقابل قانون السماء: إلى أين يتجه المجتمع الإسرائيلي؟".
وخلال اليوم الأخير للمؤتمر تعقد جلسة تحت عنوان "الدور الإستراتيجي للولايات المتحدة وأوروبا والناتو في الشرق الأوسط"، بمشاركة ضيوف من خارج إسرائيل. وستتناول جلسة أخرى موضوع "توازن القوى الإقليمي المتغير: السعودية، إيران، مصر وتركيا" وسيشارك فيها رئيس الطاقم السياسي والأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس غلعاد.
وستناقش جلسة أخرى موضوع "القدرة على الحكم: مراقبة الدولة مقابل السلطة التنفيذية" وسيشارك فيها مراقب الدولة الإسرائيلي، القاضي المتقاعد ميخائيل ليندنشتراوس. وستتناول جلسة أخرى موضوع استخراج الغاز وستعقد تحت عنوان "الاحتفاظ أم التصدير؟ مخزون الغاز واستقلالية الطاقة الإسرائيلية". ويكتسب هذا الموضوع أهمية في الوقت الحالي في أعقاب التخوف في إسرائيل من توقف إمدادها بالغاز المصري، من جهة، والتنقيب عن الغاز في حقول في البحر المتوسط والتحسب من استهدافها، من الجهة الأخرى.
وسيختتم المؤتمر بجلسة تحت عنوان "في عين العواصف: الأمن القومي الإسرائيلي في شرق أوسط مختلف". وسيشارك في هذه الجلسة داني روتشيلد ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، دان حالوتس، وغيرهما. وستنتهي الجلسة الختامية بخطاب يلقيه وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا يشارك في هذا المؤتمر ولم يشارك في المؤتمر السابق، خلافا لأسلافه في رئاسة الحكومة الذي كانوا يشاركون في مؤتمرات هرتسليا ويعتبرونها منصة هامة. ويذكر أن رئيس الحكومة الأسبق، أريئيل شارون، كشف عن خطة الانفصال من غزة خلال خطابه في مؤتمر هرتسليا العام 2003.
ويشار إلى أن فعاليات "مؤتمر هرتسليا" ستبدأ في 29 كانون الثاني بجولة في النقب تنظمها "كيرن كييمت ليسرائيل" وباستقبال الضيوف من خارج البلاد. وستعقد في 30 كانون الثاني سبع جلسات "طاولة مستديرة" تتناول المواضيع التالية: "سيناريوهات الأمد القريب للشرق الأوسط"، "نحو إستراتيجيا أوروبية جديدة للشرق الأوسط"، "الشرق الأوسط في العام 2020: سيناريوهات للعقد القريب"، "دفع تطبيع العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية في المجتمع الدولي"، "إيران: هل ستكون العقوبات ناجعة؟"، "هل بإمكان آسيا أن تلعب دورا في الشرق الأوسط" و"مشروع قانون القذف والتشهير: هل يهدد الصحافة المهنية الاستقصائية؟". والموضوع الأخير يتعلق بمشروع قانون مثير للجدل طرحته الحكومة على الكنيست ومن شأنه أن يقيد حرية الصحافة في إسرائيل.
وكان اللواء في الاحتياط داني روتشيلد، الذي يتولى منذ عامين رئاسة "معهد السياسات والإستراتيجيا" ورئاسة سلسلة مؤتمرات هرتسليا السنوية، أدلى بمقابلة نشرت أخيراً على الموقع الالكتروني لـ "مؤتمر هرتسليا" استعرض فيها بإيجاز أهم الأحداث والمستجدات المفصلية التي عصفت بالساحتين الإقليمية والدولية خلال العام المنصرم، والتي ستكون محاور رئيسة على جدول أعمال المؤتمر الحالي.
وجاء في حديث روتشيلد قوله: في العام الماضي تغير العالم كله، وقد بدأ هذا في الوضع الاقتصادي- الاجتماعي. وإذا كانت قد عمت في العام الماضي أجواء من النشوة، فإن هذا العام قد يشهد كارثة اقتصادية. في المقابل، فإن ثورات العالم العربي لم تقل بعد كلمتها الفصل، وبالتالي لن تنقص المؤتمر القادم قضايا للانشغال بها.
وتابع روتشيلد: "سوف نتفحص ما يحدث في الدول المختلفة وفي أي اتجاه تسير الأمور، ابتداء من صعود القوى الإسلامية، وانتهاء بالوضع في الخليج وفي تركيا".
وأضاف أن "الانسحاب الأميركي من العراق يفضي أيضا إلى تغيير الميزان الإستراتيجي" محذرا على هذه الخلفية من أن أسعار النفط قد تصل إلى 250 دولار للبرميل، ومن أن العالم لن يتمكن من مواجهة واقع كهذا.
وأشار إلى أنه سيتم في نطاق أعمال مؤتمر هرتسليا الثاني عشر عرض سيناريوهات مختلفة، بما في ذلك في صدد ما يمكن أن يحدث على المدى القصير فيما يتعلق بصعود ما أسماه "الإسلام المتطرف" وموقع أوروبا والولايات المتحدة في الشرق الأوسط المتغير، حسب قوله.
كما أنه من المقرر في ضوء هذه المتغيرات أن يبحث المؤتمر في مسألة إعادة صوغ وتشكيل نظرية الأمن الإسرائيلية، وبما يراعي أيضا الوضع الاقتصادي المتأزم، والحراك الاجتماعي الذي شهدته إسرائيل في الصيف الأخير.
وفي هذا السياق، قال روتشيلد، الذي تقلد سابقا مناصب عسكرية رفيعة بينها رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية: كرجل عسكري بالذات أستطيع القول إن المناعة الداخلية باتت تشكل مركبا تزداد أهميته في إسرائيل اليوم. فالوضع الاجتماعي له تأثير على مناعة الدولة، ومن الصعب على مجتمع متفكك أن يصمد في مواجهة المحن.
وفي حديثه عن ثورات "الربيع العربي" حذر روتشيلد من القادم وقال: علينا أن نشعر بالقلق من العناصر الإسلامية التي تزداد قوة حولنا... الوضع يسير نحو التدهور فقط منذ اندلاع الثورة في مصر، وإذا لم تصل إليهم (أي المصريين) مساعدات ستحدث هناك مجاعة حسب تقديري. فقد انخفضت مدخولات الدولة ولحق ضرر شديد بالسياحة، كذلك فإن أزمة الغاز (المصري) مع إسرائيل هي مثال على الفوضى التي تسود لدى جارتنا الجنوبية، وعلينا أن نكون مستعدين لتلافي الشر قبل وقوعه.
واستطرد روتشيلد قائلا: "إن الهدوء الذي ساد هنا لمدة 30 أو 40 عاما يمكن أن يقوض. هذا عالم متغير يجب دراسته، وليست لدينا قدرة تأثير ولكن علينا أن نكون مستعدين. لا أعرف ما هي وجهة الشعب المصري، لكنني لا أشك في أننا سنشتاق إلى أيام مبارك. لقد فاق الواقع في هذه الحالة كل خيال".
واعتبر روتشيلد أن دولا مثل مصر، وغيرها من دول "الربيع العربي"، غير مهيأة للديمقراطية، مشيرا إلى أن الأميركيين باتوا يدركون ذلك، وقال "هذا شرق أوسط جديد، ولكن من نوع مختلف".
وفي سياق آخر، حذر روتشيلد أيضا مما تشهده اقتصادات أوروبا والولايات المتحدة من أزمات سيكون لها بطبيعة الحال تأثير على إسرائيل، وقال "إذا انخفضت مشتريات أوروبا فإن ذلك سيضر بنا، لذلك يجب أن نوجه قسما كبيرا من الصادرات المحلية إلى أسواق ناهضة كالصين والهند وأميركا الجنوبية، وفي هذه الحالة فإن هناك الكثير مما يجب عمله على مستوى الحكومة والصناعات الخاصة".