*بيريس: الزمان لا يعمل لصالح إسرائيل! * ويؤكد أنه لا يمـارس ضغوطًا على نتنياهو وأن إسرائيل ستفكك مستوطنات في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين*
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في أثناء مراسم جرت في "جبل هرتسل" في القدس أمس الاثنين (9/5/2011) لإحياء ذكرى المدنيين الذين قُتلوا في هجمات ضد أهداف إسرائيلية، إن إسرائيل لن تستسلم لـ "الإرهاب" وأنها ستهاجم بقوة كل من يسعى إلى مهاجمتها.
وأردف "لن يُغرر بنا ونصدق أن نمرا يغرس أنيابه فينا وفي أولادنا ونسائنا وشيوخنا قد غيّر جلده المرقط".
وتابع نتنياهو، الذي يتهمه خصومه في إسرائيل بأنه ينتهج سياسة يتعمد فيها تخويف الإسرائيليين، قائلا "لن نسد آذاننا حيال زئير افتراسه، سنضربه مرة ثانية ونبني بلدنا ونتطلع إلى يوم نتمكن فيه من العيش بسلام مع جيراننا".
وقال إن "هدف الإرهاب هو زرع الخوف وكسر روحنا واقتلاعنا من أرضنا، وردنا كان دائما وأبدا رفض الاستسلام للخوف وتقوية روحنا وزرع جذورنا عميقا في أرض آبائنا".
وأضاف أن "الرد على من يريدون القضاء علينا هو: لن تنتصروا علينا ولن تخيفونا ولن تطردونا".
من ناحيته قال رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيريس إن إسرائيل ستكون مضطرة إلى تفكيك جزء من المستوطنات في أي اتفاق مع الفلسطينيين، ورأى أن السلام هو الخيار الوحيد لدى إسرائيل والعرب.
وجاءت أقواله هذه في سياق مقابلات أجرتها معه الصحف الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" و"يسرائيل هيوم" الصادرة أمس الاثنين بمناسبة يوم استقلال إسرائيل الذي يصادف اليوم الثلاثاء.
وأضاف "علينا أن ندرك أنه في أي اتفاق مستقبلي ستكون إسرائيل ملزمة بإزالة مستوطنات"، وأنه "إما أن يحصل المستوطنون (الذين سيتم إجلاؤهم) على تعويض مالي وإمّا أن يضطروا إلى الانتقال إلى الكتل الاستيطانية الثلاث مع تبادل أراض".
ورأى بيريس أن "بالإمكان اليوم التوصل إلى تسوية من خلال مفاوضات سرية فقط، فالفجوات صغيرة جدا، وهي عبارة عن نسبة مئوية ضئيلة".
لكنه اعتبر أنه "في حال الإعلان عن دولة (فلسطينية) من جانب واحد فإن هذا يعني استمرار الصراع وسفك الدماء".
وتطرق بيريس إلى اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس وقال إنه "لا توجد مشكلة لدى إسرائيل مع قيام وحدة فلسطينية وإنما لديها مشكلة مع دعم الإرهاب، فالمحادثات تحتاج إلى شخصين وحماس لا تريد التحدث معنا".
وأردف أنه "إذا أرادت حماس التحدث فسنقول لها إن عليها أولا وقف إطلاق النار، لأنه لا يمكن التحدث وإطلاق النار في الوقت نفسه، وكان هذا أيضا هو الشرط الذي وضعناه في الماضي أمام (الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات، وتم قبول موقفنا".
لكن في هذه الأثناء تشير كافة التقارير الإسرائيلية إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرفض استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وأعلن بعد توقيع اتفاق المصالحة الأسبوع الماضي أن إسرائيل أوقفت اتصالاتها مع الفلسطينيين.
وقال بيريس إنه لا يمارس ضغوطا على نتنياهو من أجل استئناف المفاوضات وإنما "يعبر عن رأيه بالصورة الأكثر صدقا واستقامة".
وأضاف أنه "يجب أن نميز بين تصريحاتي وتصريحاته العلنية وبين المحادثات الشخصية وإذا لم تكن المحادثات بيننا شخصية فلا جدوى من إجرائها، لأن كل واحد منا بإمكانه أن يلقي خطابا، لكن عندما نجلس وجها لوجه فإنني أشعر بأنه ينصت إليّ".
وفي رده على سؤال حول تقويمه لنتنياهو قال بيريس: "إنني في سن لا تسمح لي بالتفكير أن بالإمكان تغيير الأشخاص، غير أنني شاب بالقدر الكافي كي أعتقد أن بالإمكان تغيير أوضاع".
وقال إنه يشعر بالقلق لأنه "لا يعتقد أنه بالإمكان وقف التاريخ من خلال تجاهله، وإرجاء المواضيع السياسية لن يفيد وإنما سيعقد الأمور وحسب والزمان لا يعمل لصالحنا، وهناك أمور ينبغي الحسم فيها وقد تحدثت حول ذلك مع وزراء إسرائيليين، ومع الفلسطينيين والأميركيين".
وقال بيريس إن الرئيس الأميركي باراك أوباما هو "شخص حكيم جدا وضالع في التفاصيل الصغيرة جدا ويتمتع بقدرة على التعبير، وفي جميع اللقاءات بيننا كرر نقطة واحدة وحتى أنه سمح لي باقتباسها... وهي أنه طالما بقي رئيسًا فإن أمن إسرائيل سيكون على رأس اهتماماته".
وأضاف أن أوباما اعترف أمامه بأنه أخطأ عندما اشترط استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بتجميد الاستيطان.
وتطرق بيريس إلى قتل قوات أميركية خاصة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان الأسبوع الماضي وقال إن "هذا إنجاز لجهاز الأمن الأميركي وللرئيس أوباما".
وتابع أنه "يجب محاربة القتلة والإرهابيين مثل بن لادن بإصرار، لأنهم هم أيضا يخافون ولا يتمتعون بحصانة ولا يوجد سبب للمبالغة بقوتهم وكأنهم مخلدون أو قادرون على القيام بكل شيء". وأسف بيريس لأن "مقتل بن لادن جاء متأخرا" مؤكدًا أنه كان "يجب التخلص منه منذ وقت طويل".