على ذمـة إذاعة الجيش الإسرائيلي: إسرائيل تدرس اقتراحا بتمديد تجميد الاستيطان مقابل الإفراج عن الجاسوس بولارد

ارشيف الاخبار

باراك طلب من شارون أيضا الانضمام إلى حزب كاديما!

 

 

 

استحوذت أقوال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت ضد وزير الدفاع ورئيس حزب العمل إيهود باراك على العناوين الرئيسة في الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس الاثنين. وأبرزت صحيفة معاريف أن باراك طلب أيضًا من مؤسس كاديما ورئيس الوزراء الأسبق أريئيل شارون الانضمام إلى الحزب الجديد.

 

 

ونقلت معاريف عن شخص بارز في ما يعرف بـ "طاقم المزرعة"، الذي كان أعضاؤه أكثر المقربين من شارون ويقدمون له المشورة، قوله إن "باراك توجه إلى شارون أيضا وأرسل إليه مبعوثين بعد تأسيس كاديما وطلب الانضمام بدون أية شروط، ولم يطلب حقيبة وزارية أو مكانا في قائمة الحزب وإنما أن يكون بداخله".

 

وأضافت الصحيفة أن أشخاصا آخرين كانوا أعضاء في "طاقم المزرعة" أكدوا ذلك. ووفقا للصحيفة فإن هذه الأمور حدثت عشية الانتخابات العامة التي جرت في آذار العام 2006 وكان كاديما ينافس حزب العمل الذي كان يرأسه في حينه عضو الكنيست عمير بيرتس.

 

ويذكر أنه لدى تأسيس كاديما انشقت عن العمل ثلاث شخصيات قيادية هي شمعون بيريس وداليا إيتسيك وحاييم رامون.

 

وقال عضو "طاقم المزرعة" نفسه إن رامون الذي كان مقربا من عومري شارون، نجل رئيس الحكومة الأسبق، عارض ضم باراك إلى كاديما وحذر من أنه سيتآمر على أريئيل شارون وإن هذا الأخير صدق ذلك.

وتطرق أولمرت خلال محاضرة أمام "مبادرة جنيف" أول من أمس إلى الانتقادات الشديدة التي يوجهها إلى باراك وقال "لقد قررت أن أكتب (ضمن سيرته الذاتية) الأمور كلها بدقة ومثلما حدثت بدون تحريف" مضيفا أن "من لم ينضم إلى كاديما وصفه بأنه حزب لاجئين".

ولمح أولمرت، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن باراك عارض شن غارة الطيران الحربي الإسرائيلي على موقع دير الزور السوري في أيلول العام 2007، وقالت إسرائيل بعد ذلك إن الموقع كان منشأة نووية، واعتبر هذا الهجوم بنظر الإسرائيليين على أنه أعاد إليها الردع الذي فقدته في حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006.

وقال أولمرت إن "بالإمكان التطرق إلى مواضيع أمنية وتسريب بعض الأمور وبالإمكان ألا نكتب عمن حاول إحباط جهود أمنية شجاعة، وكل كلمة كتبتها في الكتاب موثقة ومدعومة بالوثائق والمستندات وهي حقيقية وصحيحة".

وعقب مكتب باراك على اقوال أولمرت بأنها "تصريحات سخيفة لا تستحق الرد" وأن "باراك لم يطلب من أولمرت أو أي شخص آخر الانضمام إلى كاديما".

وكتب محلل الشؤون الحزبية في صحيفة هآرتس يوسي فيرتر أن أقوال أولمرت هي "انتقام رئيس حكومة تمت الإطاحة به" ضد باراك الذي سعى إلى إنهاء ولاية أولمرت على خلفية اتهام الأخير بالحصول على رشى من رجل الأعمال الأميركي اليهودي موريس تالانسكي والمعروفة بقضية "المغلفات المالية".

وأضاف فيرتر أن "هذا هو انتقام أولمرت: نقطة نقطة، وجبة وجبة، فقد نشر عشية العيد (يوم الجمعة الماضي) تلميحا نسب فيه لباراك ’عدم المسؤولية’ وبالأمس اتسع التلميح ومن يعرف أية وثيقة أو أية شهادة أو تسجيل سيستل أولمرت في المستقبل". وتابع أن هذه الأمور ليست جديدة وأن بيرتس يشارك أولمرت في روايته وأن التهجمات ضد باراك ستتصاعد شيئا فشيئا.

من ناحية أخرى قال أولمرت، خلال المحاضرة نفسها أمام "مبادرة جنيف"، إنه توصل لتفاهمات مع الولايات المتحدة على أن تستوعب 100 ألف لاجئ فلسطيني في حال تحقيق اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف أنه "لو كنا قد توصلنا إلى اتفاق لكان هذا قد غير خريطة العالم والشرق الأوسط كله ونحن لسنا مذنبين، وإذا لا يوجد اتفاق فهذا حدث لأن الجانب الفلسطيني لم يكن مستعدا لتنفيذ الخطوة الثانية لخطوتنا، وقد قلت لأبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) إن بالإمكان أن نستوعب عددا قليلا (من اللاجئين) على أساس إنساني ومن أجل الاعتراف بالمعاناة". وأوضح أن "الأرقام كانت أقل من 20 ألفا لكن هذا كان يتطلب نهاية الصراع وإعلان الفلسطينيين عن نهاية المطالب".

وتابع أولمرت أن "جهاز الأمن بلور موقفا تضمن موقف باراك أيضا وتم استعراضه أمام (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش، وقد قال إنه يوافق على النقاط الثماني التي بلورناها، والفلسطينيون كانوا يعرفون ولم يكن لديهم خلاف مع ذلك".

وأردف "لقد اقترحت حل قضية اللاجئين في إطار مبادرة السلام العربية وكان بإمكاننا التوصل إلى تفاهمات في إطار المبادرة العربية وأنا مسرور أن الحكومة الحالية تتحدث عن خريطة الطريق التي تشير إلى أن أحد أسس السلام هي المبادرة العربية".

وحول حل قضية القدس الذي اقترحه على الفلسطينيين قال أولمرت إن "السيطرة على الحوض المقدس (أي البلدة القديمة ومحيطها) تكون في عهدة دولية مؤلفة من خمسة أطراف... وإذا لم نسر في الطريق التي اقترحتها فإنه لا يوجد احتمال للتوصل إلى اتفاق".

وفيما يتعلق بالاستيطان ادعى أولمرت بأنه لم يتم تنفيذ أعمال بناء واسعة في المستوطنات. وقال إن "من يريد حل الصراع ملزم بالتعامل مع قضايا الحل الدائم الخمس وبشكل فوري، والإدارة الأميركية الحالية ليست معادية ويجب عدم خلق أجواء وكأن الإدارة غير داعمة لنا، ولا يوجد أي فرق بين مواقف بوش ومواقف (الرئيس الأميركي باراك) أوباما، وكان أوباما سيفرح لو أن الحكومة الحالية تطرح المواقف التي طرحناها".

وشدد على أنه "علينا أن نتوصل إلى اتفاق يستند الحل فيه إلى حدود 1967".

وتطرق أولمرت كذلك إلى الانتقادات الشديدة التي يوجهها إلى باراك في كتاب سيرته الذاتية الذي لم يصدر بعد، لكن صحيفة يديعوت أحرونوت نشرت مقطعا منه يوم الجمعة الماضي، وخاصة واقعة أن باراك طلب الانضمام إلى حزب كاديما الذي كان أولمرت يتزعمه.

يذكر أن هذا المقطع تضمن انتقادات لعدد من الشخصيات السياسية البارزة في إسرائيل لكن الانتقادات الأشد كانت من نصيب وزير الدفاع إيهود باراك الذي وصفه أولمرت بأنه "وزير دفاع مخيب للآمال وغير مخلص وغير مستقر في مواقفه وغير مسؤول في توصياته في القضايا الحساسة والحاسمة التي تعين علينا أن نتخذ قرارات بشأنها".

وأضاف أن باراك كان يطيل الكلام بشكل مزعج للغاية وبالكاد يسمح للآخرين بالتحدث "وكان يغفو خلال جلسات الحكومة لكن بالأساس كان مترددا ويفتقر للحدة والوضوح وفوجئت كثيرا بافتقاره للقدرة على اتخاذ قرار، وقد برز هذا خصوصا في أوضاع توقعت فيها منه الكثير كونه يملك تجربة وخبرة في الشؤون الأمنية".

يذكر أن باراك تولى رئاسة الحكومة بين الأعوام 1999-2001 وبعد أن خسر في الانتخابات لصالح أريئيل شارون خرج من الحياة السياسية وتوجه إلى مجال الأعمال حتى عودته الرسمية إلى الحياة السياسية بعد حرب لبنان الثانية في العام 2006 وفوزه على وزير الدفاع وقتئذ عمير بيرتس في المنافسة على رئاسة حزب العمل. لكن أولمرت يكشف في سيرته الذاتية أن باراك سعى إلى العودة إلى الحياة السياسية في مطلع ذلك العام (2006) بعد الغياب الفجائي لشارون جراء جلطة دماغية حادة أدخلته في غيبوبة وتولي أولمرت رئاسة الحكومة ورئاسة حزب كاديما الذي أسسه شارون قبل ذلك بشهور قليلة.