تحت غطاء "مكافحة الإرهاب"، مشاريع قوانين حكومية تحاول إضفاء طابع مؤسسي على الملاحقة السياسية!

ارشيف الاخبار

قال نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، دان مريدور، في خطاب القاه في مؤتمر هرتسليا العاشر، أمس الاثنين – 1.2.2010، إنه "توجد أغلبية في إسرائيل التي تؤيد حل الدولتين. لكن كيف بالإمكان التوصل إلى حل؟". وأضاف معتبرا أن "كلا حلمي (حركة) ’سلام الآن’ و’أرض إسرائيل الكاملة’ فشلا في امتحان الواقع".

 

وتابع أن رؤساء الحكومات الثلاثة الأخيرين في إسرائيل، وهم أرييل شارون وايهود أولمرت وبنيامين نتنياهو، جاؤوا من حزب الليكود وتحدثوا عن الدولتين "ورغم ذلك فإنه في كامب ديفيد (العام 2000 في ظل حكومة العمل برئاسة ايهود باراك) وفي المفاوضات التي أجراها أولمرت لم يتم التوصل إلى سلام ورغم ذلك فإن 80% من الجمهور (في إسرائيل) يوافقون على مبدأ الدولتين". لكنه أشار إلى أنه "يوجد انقسام بين الفلسطينيين بين غزة والضفة الغربية ولا يوجد هناك حب كبير بين الجانبين".

ورأى مريدور إنه "فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني بودي القول إنني لا أعرف ما إذا كان عدم وجود رد فعل من الجانب الفلسطيني على محاولات باراك وأولمرت للتوصل إلى سلام يتعلق بعدم وجود قيادة أم بفشل أيديولوجي، وليس واضحا لي ما إذا كان أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) مهتم بحل ضمن (حدود) 1967 أم أنه ما زال عالقا في منظور العام 1948".

وتطرق الوزير الإسرائيلي إلى إعلان رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، حول بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية والإعلان عن قيامها من جانب واحد. وقال مريدور في هذا السياق إن "هناك فلسطينيين يبحثون عن حل آخر غير المفاوضات لأنهم لا يؤمنون بفائدة المفاوضات وبدؤوا بالتحدث عن خطوات أحادية الجانب وفرض وقائع على الأرض". وأضاف "أنا أفضل التوجه لبحث قضايا الحل الدائم رغم أني لست واثقا من أننا سنتوصل إلى اتفاق".

واعتبر مريدور أن "نتنياهو ألقى خطابا شجاعا في (جامعة) بار إيلان وقال لأبناء شعبه أمورا قاسية" حيث أعلن عن موافقته على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح ما اعتبر أنه موافقة من جانب نتنياهو على حل الدولتين. وأضاف مريدور "من الجهة الثانية لم أسمع بعد خطاب بير زيت أو النجاح. وآمل أن يصل خطابا شجاعا كهذا من الجانب الفلسطيني". وحذر من "الوهم بأنه بالإمكان الاستمرار في الوضع الحالي من دون القيام بشيء ما وإذا كان هناك استعدادا حقيقيا لدى الفلسطينيين فإن الدول العربية ستنضم هي الأخرى".

من جهة أخرى قال مريدور، وهو المكلف بالإشراف على أجهزة الاستخبارات، إن التوازن العالمي سيختل في حال حصول إيران على سلاح نووي. ورأى أنه "وصلنا إلى نقطة والوضع القائم حاليا فيها لا يشكل خيارا وهناك وهم بأنه بإمكان هذا الوضع أن يستمر لكن الأمر ليس على هذا النحو، فما العمل؟ يجب التركيز على محاربة التهديد الإيراني لأنه إذا حصلت إيران على سلاح نووي فإنه ستتغير جميع قواعد اللعبة وسيختل التوازن العالمي، ومثال على ذلك هو أن دولا مثل السعودية ومصر ستسعى إلى حيازة قدرات نووية".

وأضاف أن "الأغلبية في العالم الإسلامي هم أناس يريدون عيش حياة هادئة وهناك أقلية راديكالية تنظر إلى إيران على أنها زعيمة، وإذا حصلت إيران على سلاح نووي و’انتصرت’ في هذا الصراع أمام الولايات المتحدة فإن جميع المنظمات الإرهابية ستنهض وتزداد ثقتهم بالنفس واعتزازهم". وشدد على أن "’الحرب’ الأميركية ضد إيران يجب أن تنتهي في جميع الأحوال بحيث لا تحصل إيران على سلاح نووي. وهذا هو الصراع المركزي والجميع ينظر إلى هذه الحلبة بمن فيهم الدول العربية". وأضاف أن "ثمة خطرا كبيرا ليس بمجرد حيازة إيران على سلاح نووي وإنما في حقيقة أن يحصل ذلك على الرغم من معارضة الولايات المتحدة الأمر الذي سيؤثر سلبا على مكانة الولايات المتحدة في العالم".

وتطرق مريدور إلى المسار السوري الإسرائيلي وقال "لقد قلت في الماضي وسأقول ذلك اليوم أيضا: عدم التحدث مع سورية هو خطأ، وأعتقد أنه يجب التحدث معها من أجل عزلها عن إيران وحزب الله".