اتهم المستشار العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلية، اللواء مائير كاليفي، كلا من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس مجلس الأمن القومي، عوزي أراد، بنشر البيان الكاذب الصادر عن مكتب نتنياهو بهدف إخفاء أمر الزيارة السرية إلى روسيا. وأفادت صحيفة معاريف، اليوم الجمعة، 11.9.2009، بأن كاليفي لم يتحدث لوسائل الإعلام، لكنه تحدث مع أصدقائه الذين نقلوا عنه قوله إن مكتب رئيس الحكومة ادعى بأنه هو الذي بادر إلى نشر البيان المضلل باسمه حول زيارة نتنياهو إلى "منشأة أمنية في وسط البلاد"، يوم الاثنين الماضي، علما أن كاليفي كان في ذلك الوقت مجتمعا مع مسؤولين روس.
وأضاف كاليفي "لقد قلت لرئيس الحكومة ورئيس مجلس الأمن القومي، إنه ينبغي إطلاع المستشار الإعلامي (لرئيس الحكومة الإسرائيلي، نير حيفتس) وآخرين في المكتب على الزيارة، لكنهما رفضا هذه التوصية. كما أن البيان الذي تم نشره من اجل الحفاظ على السرية كان بعلمهما وموافقتهما. والآن حوّلوا ذلك وكأنها مبادرة شخصية مني وعمليا حملوني مسؤولية ذلك بالكامل".
من جهة ثانية قالت صحيفة هآرتس إن مكتب نتنياهو سرب معلومات لوسائل الإعلام، أمس، جاء فيها أن كاليفي على وشك إنهاء ولايته كمستشار عسكري لنتنياهو، قريبا. لكن هآرتس أضافت أن ما لم تقله هذه التسريبات هو أن نهاية ولاية كاليفي تم تحديدها مسبقا، وقبل وقت طويل من قضية الزيارة إلى روسيا، ورغم ذلك فإن مكتب نتنياهو سرب أيضا أن كاليفي يعمل على كتابة رسالة استقالته. ونفى كاليفي نيته الاستقالة وأكد أنه سيبقى في منصبه حتى نهاية ولايته.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "رغم أن كاليفي ليس بريئا في هذه القصة، لكن يبدو أن توجيه إصبع الاتهام بسرعة نحوه، بأنه المسؤول الوحيد تقريبا عن حالة الحرج الحاصلة، غايته تخليص الشركاء الآخرين، وهم نتنياهو نفسه وأراد وحيفتس، من الضائقة".
وقالت هآرتس إن حيفتس هو الذي أصدر البيان الكاذب، يوم الاثنين الماضي، حول زيارة نتنياهو إلى "منشأة أمنية في وسط البلاد"، بينما كان نتنياهو متوجها إلى روسيا برفقة أراد وكاليفي، وأن حيفتس أقدم على إصدار البيان بعد إلحاح الصحفيين على معرفة مكان نتنياهو فيما المستشار الإعلامي لم يكن يعرف مكانه لأنه لم يتم إبلاغه بالزيارة السرية.
وأشارت هآرتس إلى أنه لا يتوقع أن يكون الجزء الأخير من ولاية كاليفي سهلا. "فقد عانى طوال الفترة الماضية من علاقات متوترة مع أراد مثل معظم الذين كانوا على اتصال مع رئيس مجلس الأمن القومي".
وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد أرسل كاليفي إلى مواجهة الصحافة في حادثتين وقعتا في قطاع غزة، في العام 2006. الأولى تتعلق بقتل سبعة من أبناء عائلة غالية جراء انفجار قذيفة إسرائيلية، لدى تواجدهم في شاطئ غزة. والقضية الثانية تتعلق بقتل 18 فلسطينيا جراء القصف المدفعي الإسرائيلي على بلدة بيت حانون في شمال القطاع.
وكان كاليفي هو الذي حقق في الحادثتين وهو الذي استعرض نتائج التحقيق أمام الصحافة، ونفى تأكيدات الفلسطينيين بأن أبناء عائلة غالية قتلوا جراء سقوط قذيفة أطلقتها المدفعية الإسرائيلية. وادعى كاليفي حينئذ أن الانفجار في شاطئ غزة، إما أنه ناجم عن انفجار لغم زرعه نشطاء حماس أو انفجار قذيفة قديمة من مخلفات الجيش الإسرائيلي. وتمكن كاليفي بذلك من تخفيف حدة انتقادات الصحافة الإسرائيلية ضد الجيش.
لكن هآرتس لفتت في هذا السياق إلى تصريح كاليفي للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، في أعقاب قضية الزيارة السرية إلى روسيا، حيث قال إنه "مسموح عدم قول الحقيقة من أجل الدفاع عن أمن إسرائيلي". وخلصت الصحيفة إلى أن "استعداد كاليفي للتضليل باسم الأمن يلقي ظلا معينا على تقاريره من الماضي"، في إشارة إلى تحقيقه في مقتل العائلة الفلسطينية.