قالت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 11.9.2009، إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مرر رسائل لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى ومسؤولين إسرائيليين، مؤخرا، أكد فيها على رفضه اللقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من دون تجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية وفي الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن الإدارة الأميركية معنية بعقد قمة ثلاثية تجمع ما بين عباس ونتنياهو والرئيس الأميركي، باراك أوباما، على هامش افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الذي سيبدأ في 22 أيلول الحالي.
وذكرت تقارير صحفية إسرائيلية في الأيام الأخيرة أن نتنياهو سيبقى في نيويورك ليومين لحضور افتتاح أعمال الجمعية العامة ثم سيعود إلى إسرائيل. وتأمل الإدارة الأميركية بأن تتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حول تجميد البناء في المستوطنات حتى موعد افتتاح أعمال الجمعية العامة وأن يؤدي ذلك إلى عقد القمة، علما أن نتنياهو أعلن في عدة مناسبات، كان آخرها خلال اجتماع احتفالي لحزب الليكود، أمس، بمناسبة رأس السنة العبرية، أنه يرفض تجميد البناء في المستوطنات بالقدس الشرقية.
ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن إعلان إسرائيل عن المصادقة على بناء 455 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، مطلع الأسبوع الحالي، وتأخر نتنياهو في الإعلان عن تجميد البناء في المستوطنات هي أسباب جعلت عباس يرفض المشاركة في قمة ثلاثية.
وبعثت الولايات المتحدة رسائل على إسرائيل والسلطة الفلسطينية طالبت فيها بأن يلين الجانبان مواقفهما لتمكين عقد القمة. وسيصل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، إلى إسرائيل، مساء غد السبت، ليلتقي مع نتنياهو بهدف التوصل إلى تفاهمات نهائية حول تجميد الاستيطان.
وقال نتنياهو خلال لقاء عقده مع وزير الخارجية الاسباني، ميغيل موراتينوس، في القدس هذا الأسبوع، إنه ليس متأكدا من أن القمة ستنعقد في نيويورك. لكنه قدّر أنه في هذه الحالة سيعقد لقاء كهذا في بداية شهر تشرين الأول المقبل. وادعى نتنياهو أمام موراتينوس "أننا نريد عقد لقاء كهذا منذ خمسة شهور (أي منذ بداية ولايته في رئاسة الوزراء). لكن الفلسطينيين هم الذين يضعون شروطا مسبقة".
كذلك عير نتنياهو عن خيبة أمله من "مبادرات النية الحسنة" من جانب دورل عربية تجاه إسرائيل والتي تقول وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الولايات المتحدة حصلت عليها. وقال نتنياهو لموراتينوس إن "الحديث يدور عن رزمة خطوات تطبيعية هزيلة" وأشار بشكل خاص إلى رفض السعودية تقديم مبادرات كهذه تجاه إسرائيل. وتابع نتنياهو أن الإدارة الأميركية تواصل ممارسة الضغوط على الدول العربية لتنفذ بدورها خطوات تطبيعية لكن تم حتى الآن الحصول على مبادرات نية حسنة معينة من عدة دول خليجية.