الجيش الإسرائيلي: الجهاد الإسلامي في غزة يصنع صواريخ شبيهة بغراد

ارشيف الاخبار

أفرزت النتائج النهائية للانتخابات العامة الإسرائيلية التي ظهرت اليوم، الأربعاء – 11.2.2009، حالة من شأنها أن ترسخ الجمود في جميع المجالات تقريبا. ويبدو أن أي حكومة سيتم تشكيلها لن تتمكن من التقدم في أي اتجاه. فتفوق حزب كديما، برئاسة تسيبي ليفني، على حزب الليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو، بمقعد واحد، فيما تفوق معسكر اليمين والمتدينين اليهود المتشددين (الحريديم)، برئاسة نتنياهو، على معسكر الوسط – يسار، برئاسة ليفني، يدل على أن الجمود سيكون عميقا. والجمود الأساسي سيكون في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنه سيشمل مجالات أخرى.

 

وتناول المحللون الإسرائيليون، في الصحف الصادرة اليوم، نتائج الانتخابات من نواح عدة، بينها كيف تمكنت ليفني من تحقيق هذا النجاح الكبير وحصلت على 28 مقعدا في الكنيست، وفي المقابل كيف خسر نتنياهو تحقيق التفوق الكاسح، إذ توقعت الاستطلاعات في بداية الحملة الانتخابية حصوله على 36 مقعدا لكن النتائج الحقيقية منحته 27 مقعدا، وقد يرتفع عددها إلى 28 مقعدا. لكن المشكلة الأساسية الآن هي من سيشكل الحكومة، ليفني أم نتنياهو.

معضلة تشكيل الحكومة

ورأى كبير المعلقين في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنياع، أن "الفائزة هي ليفني، لكن المفتاح بأيدي نتنياهو". وأشار إلى أنه بإمكان نتنياهو أن يشكل حكومة يمينية تعتمد على أحزاب معسكر اليمين والحريديم وتضم أغلبية 65 عضو كنيست من أصل 120 عضوا. لكن هذه ليست الحكومة التي تمناها "فهو لا يريد ترأس حكومة يكون بقاءها منوط بالاستجابة لأطماع [زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور] ليبرمان وحزب الوحدة الوطنية. ويصعب على قادة هذين الحزبين البقاء في الحكومة. وسيفرض قادة هذان الحزبان على نتنياهو شللا سياسيا وسيعقّدان علاقته مع الإدارة الأميركية. وليس صدفة أن نتنياهو كرر قوله إن الخطأ السياسي الأكبر الذي ارتكبه كان بأنه غُرر برئاسة حكومة يمين ضيقة عندما انتخب لرئاسة الحكومة في العام 1996. وقد وعد بعدم تكرار هذا الخطأ ثانية".

وأضاف برنياع أن الخيار الآخر أمام نتنياهو هو بتشكيل حكومة وحدة يكون حزبا الليكود وكديما في مركزها، وهو رئيس الحكومة فيما ليفني وزيرة الخارجية وشاؤل موفاز وزيرا للدفاع. ورأى برنياع أن "المشكلة هي أن كديما لن يوافق على ذلك لأنه خرج من هذه الانتخابات كحزب متساوي الحجم أو أكبر قليلا من الليكود. وستطالب ليفني بأن ترأس الحكومة". وأضاف أن "الحل المطلوب هو التناوب. ليفني ترأس الحكومة لمدة سنتين ونتنياهو لسنتين. ونتنياهو لن يحب هذا الحل، كما أن ليفني لن تفرح به كثيرا، لكن لا خيار أمامها".

من جانبه أشار محلل الشؤون الحزبية في صحيفة هآرتس، يوسي فيرطر، إلى أن عشرات آلاف ناخبي اليسار الذين قرروا، في الأيام الأخيرة، التصويت إلى ليفني بدلا من التصويت إلى حزبي العمل وميرتس، سيستيقظون صباح اليوم ويسمعوا أن ليفني تغازل ليبرمان. "فمن دون ليبرمان لا توجد لليفني حكومة. وحتى مع ليبرمان، قمة شك كبير في ما إذا كان لديها حكومة".

ورأى فيرطر أن "مهمة تشكيل الحكومة ستكون أسهل على نتنياهو. إذ يصعب رؤية ليفني قادرة على تشكيل حكومة. ويشكل كديما والعمل وميرتس 44 عضوا في الكنيست وحتى لو ضمت ليبرمان إلى حكومتها، الذي وصلت قوته إلى 15 عضو كنيست، فإنه لن تكون لديها أغلبية 61 عضوا في الكنيست. كذلك فإنها ستخسر ميرتس في هذه الحالة... أما نتنياهو فإن بإمكانه تشكيل حكومة يمين [تتمتع بأغلبية 65 عضو كنيست] وضم كديما إليها، بينما حزب العمل لن يكون شريكا في حكومة كهذه. وإذا كانت هذه الصورة التي ستتحقق فإنه سيتعين على كديما أن يتخذ قرارا حول انضمامه إلى حكومة نتنياهو ويمنحها بذلك صورة وسط سياسي ومعتدلة أكثر، أو البقاء في المعارضة حتى تسقط الحكومة، وهذا لن يستغرق وقتا طويلا".

فوز ليفني

التفسير المركزي لفوز ليفني في هذه الانتخابات وإخفاق نتنياهو بتحقيق فوز كاسح مثلما تنبأت الاستطلاعات في بداية المعركة الانتخابية يكمن في الحرب على غزة. ولم يساعد نتنياهو "تزيين" قائمة مرشحي الليكود بشخصيات أمنية، مثل رئيس أركان الجيش الأسبق، موشيه يعلون، والوزيرين السابقين بيني بيغن ودان مريدور. كذلك رأى المحلل السياسي في هآرتس، ألوف بن، أن أداء نتنياهو الرسمي خلال المعركة الانتخابية لم يساعده للفوز في الانتخابات، "فالجمهور يحب نتنياهو عندما يصارع ضد اتفاقيات أوسلو والنخب ولجان العمال الكبيرة وأرييل شارون" مثلما حدث عشية الانتخابات العامة في العام 1996 ووصل إلى رئاسة الحكومة.

ولفت بن إلى أن "الحرب في غزة هي التي أسقطت بنتنياهو. فقد راهنت حكومة كديما [برئاسة ايهود أولمرت] على أن شن الحرب سيعزز صورتها لدى الجمهور. واعتبر الجمهور [الإسرائيلي] أنها انتصار على حماس ودواء شاف لصدمة حرب لبنان الثانية. وقد تغيرت الأجندة العامة مرة واحدة، من الفساد والركود الاقتصادي إلى الأمن والسياسة، وبدا نتنياهو غير مستعد" لهذا التحول في الساحة الإسرائيلية.

من جهة أخرى أجمع المحللون على أن الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات هما الحزبان اللذان دفعا لإجرائها. العمل، الذي طالب أولمرت بالاستقالة بعد الكشف عن شبهات ارتكابه أعمال فساد، وحزب شاس، الذي رفض الانضمام لحكومة بديلة لحكومة أولمرت بعد استقالته، في شهر أيلول الماضي. وفي هذه الأثناء، فإن التقارير الصحفية تتحدث عن أن نتنياهو توصل لاتفاقات، قبل الانتخابات، مع شاس وليبرمان على انضمامهما لحكومة برئاسته والتوصية أمام الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، بتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة.