مراقبون: انخفاض وتيرة التضخم يدل على تباطؤ اقتصادي

على هامش المشهد

 

محلل الشؤون الأمنية والعسكرية رون بن يشاي: قيادة الجيش تعتقد أن عملية برية في قطاع غزة أمر ضروري وينبغي تنفيذه

 

 

 

 

*"إسرائيل تريد تحقيق أمرين: الأول وقف إطلاق الصواريخ من غزة، والثاني التوقف عن صنع الصواريخ وتهريبها وعن حفر أنفاق*

 

 

 

كتب بلال ضاهر:

 

 

 

لم يرشح شيء تقريبا عن اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسي والأمنية (الكابينيت)، الذي عقد في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، الأحد. لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت، أمس، إنه جرى خلال الاجتماع البحث في احتمال توسيع العملية العسكرية ضد قطاع غزة.

 

ونقلت صحيفة "هآرتس"، أمس، عن مسؤولين سياسيين في الحكومة الإسرائيلية قولهم إن التقديرات تشير إلى أنه "على ضوء استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل، منذ أكثر من أسبوع، فإنه لا مفر أمام رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من المصادقة على عملية عسكرية برية، حتى لو كانت محدودة النطاق".

 

رغم ذلك، تشير التقديرات إلى أن إسرائيل ستحاول الامتناع عن شن عملية عسكرية واسعة من أجل إسقاط حكم حماس في القطاع، على خلفية تحسبها من التورط عسكريا في القطاع ومن تشديد الانتقادات الدولية تجاه عملية عسكرية واسعة كهذه، خاصة في التوقيت الحالي، حيث تطالب دول، بينها الولايات المتحدة ورئيسها باراك أوباما، نتنياهو بعدم اتخاذ قرار بشن عملية برية وإفساح المجال أمام اتصالات الوساطة الرامية إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار.

 

وعلى ما يبدو أن المواقف داخل الكابينيت الإسرائيلي قد تغيرت الآن عما كانت عليه الأسبوع الماضي. وكانت تقارير وتحليلات إسرائيلية قد أفادت بأن نتنياهو ووزير الدفاع، موشيه يعلون، وقيادة الجيش لا يريدون شن اجتياح بري في القطاع. لكن التقارير، أمس، أشارت إلى حدوث تطورات، بينها أن الجيش الإسرائيلي جنّد حتى ظهر يوم أمس الأول، 42 ألف جندي من قوات الاحتياط من أصل 48 ألفا صادق الكابينيت على استدعائهم، استعدادا لاحتمال شن عملية برية في القطاع.

 

وحول هذا الموضوع، أجرى "المشهد الإسرائيلي" المقابلة التالية مع محلل الشؤون العسكرية والأمنية في موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، رون بن يشاي.

 

(*) "المشهد الإسرائيلي": ما هي التوقعات حيال العملية العسكرية ضد قطاع غزة، وهل يتوقع أن تشن إسرائيل عملية برية؟

 

بن يشاي: "توقعات الحكومة هي أن تتوقف حماس عن إطلاق النار والصواريخ، وأن توافق حماس على التخلص من الصواريخ ومن الأنفاق التي تم حفرها وبناؤها، وأن تتعهد حماس بوقف إطلاق نار لفترة طويلة. وفي المقابل، ستوافق إسرائيل على استئناف التفاهمات التي تم التوصل إليها في نهاية عملية ’عمود السحاب’ العسكرية (في تشرين الثاني من العام 2012). وحول ما إذا سيتم تنفيذ عملية عسكرية برية، فإن هذا مرتبط بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار. وأعتقد أن إسرائيل ستفضل عملية سياسية على عملية عسكرية، يسقط فيها ضحايا من بين الأبرياء غير الضالعين في القتال في غزة... الأفضل هو عدم تنفيذ عملية برية. لكن في اللحظة التي يتخذ فيها قرار بشن عملية برية، واسعة أو ضيقة أو محدودة، فإن الجيش الإسرائيلي مبنيّ لتنفيذ عدة أنواع من العملية البرية، وهذا متعلق بقرار الكابينيت، سواء كان القرار شن عملية برية واسعة واحتلال القطاع لعدة شهور أو تنفيذ توغل ضيق للقوات وانسحابها بعد فترة قصيرة. والأمر هنا متعلق بالأهداف التي يريدون تحقيقها".

 

(*) يجري الحديث حاليا عن مبادرات دولية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. هل توجد ضغوط تمارس على إسرائيل ونتنياهو من أجل تقصير مدة العملية العسكرية؟

 

بن يشاي: "الضغوط التي تجري ممارستها تنحصر، بالأساس، في أن تعطى فرصة للمفاوضات السياسية، بواسطة مصر، وألا تشن إسرائيل عملية برية".

 

(*) ما الذي تريد إسرائيل تحقيقه من هذه العملية العسكرية؟ هل تريد تحقيق الهدوء فقط؟

 

بن يشاي: "لا. إسرائيل تريد تحقيق أمرين. الأمر الأول هو أن تتوقف حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل. والأمر الثاني هو أن يتوقفوا عن صنع الصواريخ وتهريب الصواريخ، وأن يتوقفوا عن حفر أنفاق من أجل الدخول عبرها إلى الأراضي الإسرائيلية وشن هجمات، وخطف مواطنين وجنود وتنفيذ عمليات عدائية. هذا ما تريده إسرائيل".

 

(*) ما هو توازن القوى داخل الكابينيت الإسرائيلي حيال التصعيد وشن عملية عسكرية برية؟

 

بن يشاي: "لا أعرف".

 

(*) هل تتوقع أن يكون هناك تأثير لفض التحالف بين حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، وحزب الليكود، برئاسة نتنياهو، على خطوات سياسية مستقبلية؟

 

بن يشاي: "لا. موضوع ليبرمان وقراره بفض التحالف مع الليكود هو خطوة غايتها وضعه في موقع أفضل بنظر اليمين السياسي في إسرائيل. ولن يكون له أي تأثير على الخطوات السياسية أو العسكرية للحكومة".

 

(*) ما هو مدى تأييد أو معارضة الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية برية ضد قطاع غزة؟

 

بن يشاي: "الجيش أعد العدة للتوغل البري. وبحسب معلوماتي وفهمي للأمور، فإن قيادة الجيش تعتقد أن عملية برية هي أمر ضروري وينبغي تنفيذه".

 

(*) وهذا الموقف لقيادة الجيش يؤثر على قرار الحكومة بهذا الخصوص؟

 

بن يشاي: "أداء الكابينيت والحكومة، حتى الآن، تميز بالعقلانية وضبط النفس. ولذلك، فإن الكابينيت، وهو ممثل الحكومة، سيفضل تحقيق الغايات التي تريدها إسرائيل من خلال مفاوضات سياسية ومن خلال وساطة طرف ثالث، فلماذا تنفذ إسرائيل عملية برية في غزة. ولكن إن لم يكن بالإمكان تحقيق الأهداف، وإذا كانت بذور جولة القتال المقبلة مغروسة في نهاية جولة القتال الحالية، فماذا نكون قد فعلنا؟ وهذا الأمر حصل في جولتي القتال السابقتين. وهذا هو الفرق الآن، والحكومة لا تريد هذه المرة العودة إلى الوضع نفسه بعد سنة أو سنتين. يكفي ما حدث حتى الآن ويكفي قتل الغزيين. وإذا كنا قد دخلنا إلى هذا القتال الآن وبالإمكان تسويته فإنه يجب أن تكون هذه جولة القتال الأخيرة".

 

(*) ما تقوله يعني أنه في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار فإن هذا الاتفاق لن يعتمد على التفاهمات التي أعقبت عملية "عمود السحاب"؟

 

بن يشاي: "هذا صحيح. في حال التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، ستكون التفاهمات أوسع".