كيف تناولت الصحافة البريطانية جولة بوش

على هامش المشهد

 

 

 

شركة بملكية الحكومة الصينية تنوي شراء أكبر شركة أغذية إسرائيلية

 

 

 

 

 

 

 

 

*شركة "برايت فود" الصينية ستشري الشركة التي تعد رمزا من رموز الصناعات الإسرائيلية والحركة الصهيونية *شخصيات إسرائيلية تعارض الصفقة وتدعو إلى إبقاء الشركات الكبرى بيد مستثمرين إسرائيليين*

 

 

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام الماضية عن حدوث تقدم كبير في المفاوضات بين شركة "برايت فود" الصينية، مع شركة "آيباكس" صاحبة السيطرة على شركة منتوجات الألبان والأغذية الإسرائيلية الأكبر "تنوفا"، التي كانت ذات يوم شركة شبه رسمية، تعود ملكيتها لاتحاد القرى الزراعية التعاونية، قبل أن تبدأ عملية بيع أسهمها لمستثمرين منذ مطلع سنوات التسعين من القرن الماضي.

 

وتثير القضية تحفظات واعتراضات جهات وشخصيات إسرائيلية، تدعو إلى إبقاء كبرى الشركات الإسرائيلية بيد مستثمرين إسرائيليين.

 

وحسب ما نشر، فإن البنك الحكومي الصيني "بنك أوف تشاينا"، وعد بتمويل ما بين 80% إلى 90% من صفقة الشراء، التي قد تصل إلى 5ر2 مليار دولار، لغرض شراء جزء كبير من الأسهم، ما يجعل الشركة صاحبة السيطرة، وهذا يعني من ناحية إسرائيل أن هذه الشركة التي أقامتها المستوطنات الصهيونية في فلسطين في العام 1926، وكانت رمزا للصناعات الإسرائيلية الأولى، ستصبح تحت سيطرة شركة صينية.

 

وقد أسست المستوطنات الصهيونية والمزارعون فيها، في العام 1926، اتحادا أثمر عن إقامة هذه الشركة، التي كانت تعنى بتسويق منتوجات الحليب والبيض، وبعض أصناف اللحوم، للمستوطنات الصهيونية التي بدأت تنتشر في فلسطين في تلك السنوات، وكانت كلها تابعة للحركة الصهيونية وتحت إشرافها الدائم.

 

وبعد العام 1948، تحولت الشركة إلى شبه رسمية، تابعة للقرى الزراعية التعاونية، "الكيبوتس" و"الموشاف"، وتوسع بعد ذلك نطاق عملها مع تقدم السنين، وكانت الشركة شبه الاحتكارية لسنين طويلة، إلى أن تحولت إلى شركة مساهمة، ومن ثم بدأت عملية بيع أسهمها، خاصة حينما بدأ ينهار نظام القرى الزراعية التعاونية في إسرائيل، بفعل سلسلة من الأزمات المالية التي عصفت بها.

 

وتوسعت أعمال "تنوفا" مع السنين، وباتت تمتلك حظائر ماشية، وتبيع اللحوم، إضافة إلى الخضار المثلجة وغيرها الكثير من الأصناف الغذائية.

 

وشركة "آيباكس" صاحبة السيطرة على "تنوفا" هي شركة هولندية في الأصل، ولها حوالي 57% من أسهم الشركة، إلا أن فيها شريكا إسرائيليا، وهو له قسط في السيطرة، وليس واضحا ما إذا ستباع كل أسهم "آيباكس" مع أسهم المستثمر الإسرائيلي للشركة الصينية، علما أن هناك شركاء آخرين في "تنوفا"، من بينهم الأصحاب "القدامى" والمؤسسون للشركة، القرى التعاونية، التي لها قرابة 24% من الأسهم.

 

ومن المفترض أن يصل مندوبو الشركة الصينية، التي هي عمليا بملكية الحكومة الصينية، في الأسابيع القليلة المقبلة، لإجراء فحص حسابات الشركة الدقيقة، خاصة للسنوات الأخيرة، وحسب التقديرات فإن هذا الفحص سيؤثر مباشرة على سعر الصفقة بما بين 30 إلى 40 مليون دولار في الاتجاهين، بمعنى أقل وأكثر.

 

وكانت شركة "آيباكس" قد اشترت أسهمها في العام 2007، بمليار و25 مليون دولار، ما يعني أن بيعها لحصتها سيؤمن لها ربحا بنحو 5ر1 مليار دولار.

 

وعلى أثر هذا النشر بادر رئيس لجنة الاقتصاد البرلمانية، النائب البروفسور أفيشاي برافرمان (حزب العمل) إلى عقد جلسة خاصة لبحث هذه القضية يوم غد الأربعاء 26 شباط، إذ أن شركة "تنوفا" تعد من رموز الصناعات الإسرائيلية والحركة الصهيونية، وبيعها لشركة بملكية الحكومة الصينية يثير الكثير من التحفظات، على الرغم من أنه حينما جرى بيع الشركة لشركة "آيباكس" الهولندية، صدرت دعوات لإبقاء الشركة بملكية إسرائيلية، ما جعل الشركة تدخل في شراكة مع مستثمر إسرائيلي، لضمان نجاح الصفقة.

 

وقال برافرمان: علينا أن نهتم بأن تبقى السيطرة على الشركات الإسرائيلية الكبرى بأيدي مستثمرين إسرائيليين، وليس بأيدي شركات أجنبية لا علاقة لها بإسرائيل، فشركة "تنوفا" تشكل نموذجا للشركات الإسرائيلية الكبرى، وإذا ما جرى بيع هذه الشركة التي تتميز بالصناعات التقليدية فماذا سيبقى بيد إسرائيل.

 

وحذر برافرمان من اتساع الاستثمارات الصينية في العالم، وقال إن الصينيين يشترون شركات تقنية عالية في إسرائيل، ويسيطرون على أكبر الكسارات في إفريقيا، واشتروا نسبا عالية جدا من قطاع الزراعة في أميركا اللاتينية.

 

وبرز بين أصحاب ردود الفعل المتحفظة رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) الأسبق إفرايم هليفي، إذ قال إن على إسرائيل أن تحذر من وضع تسيطر فيه جهات خارجية على ثروات استراتيجية مثل شركة "تنوفا"، التي تؤمن 60% من منتوجات الحليب الطازج والأجبان للسوق الإسرائيلية.

 

كذلك فإن ليفي يتحفظ هو أيضا من الصين عينيا، إذ سبق ذلك اعتراضه على تكليف شركة صينية لمد سكة حديد مستقبلية الى مدينة إيلات على خليج العقبة، ويدعو هليفي الى عدم توسيع التعاون الاقتصادي مع الصين، لأنها حسب تعبيره "داعمة لأعداء إسرائيل".