تقرير جدير لمركز "كيشف": تفاقم التهديدات لحرية الصحافة في إسرائيل خلال العام الأخير

على هامش المشهد

 

 

 

بنك إسرائيل يشن حرباً على سعر صرف الدولار

 

 

 

 

 

 

*خلال ستة أشهر اشترى البنك 6ر3 مليار دولار ورفع سعر صرف الدولار قليلا *خبراء اقتصاد: لا مفر من تدخل البنك في سعر صرف الدولار *البنك يرفض تحديد سعر حد أدنى للدولار إلا أنه "يكافح" لمنع هبوطه عن 5ر3 شيكل*

 

 

يواجه سعر صرف الدولار أمام الشيكل في الأشهر القليلة الأخيرة تراجعا كبيرا لصالح الشيكل، وقد هبط في الأسابيع الأخيرة عن حاجز 5ر3 شيكل، بعد أن حافظ في العام قبل الماضي وحتى النصف الأول من العام الماضي على حد أدنى 6ر3 شيكل، وعمليا فإن إسرائيل تواجه انهيار سعر صرف الدولار منذ العام 2008، بعد أن سجل انهيارا سريعا عن معدل صرفه لسنوات يتراوح ما بين 2ر4 إلى 3ر4 شيكل للدولار.

 

ويتضح من تقارير البنك أنه في الأشهر الستة الأخيرة اشترى بنك إسرائيل قرابة 6ر3 مليار دولار، من بينها قرابة 800 مليون دولار في الشهر الأخير، وبذلك رفع احتياطي إسرائيل من العملات الأجنبية إلى ذروة جديدة من 5ر82 مليار دولار.

 

ويقول البنك إن مبلغ 9ر1 مليار دولار من المبالغ التي اشتراها كان بسبب بدء ضخ الغاز من الحقول في البحر الأبيض المتوسط، والباقي من أجل لجم سعر صرف الدولار ومنع انهياره أكثر، إذ أن البنك كان قد رفض في نهاية الشهر الماضي تخفيض الفائدة البنكية، كي يساهم في رفع قيمة الدولار أمام الشيكل، وفي المقابل فإنه أقدم على شراء الدولارات من خلال طباعة عملة إسرائيلية، ومن ثم امتصاصها من السوق منعا للتضخم من خلال بيع سندات دين قصيرة المدى.

 

وما يقلق الاقتصاد الإسرائيلي من انهيار سعر صرف الدولار، هو انعكاس الأمر سلبا على مردود الصادرات الإسرائيلية، إذ أن الأمر قد يدخل الشركات الإسرائيلية إلى أزمة اقتصادية، نابعة أيضا من شبه الركود في الأسواق العالمية.

 

ويقول شموئيل بن آرييه، مدير قسم الأبحاث في شركة "بيونير"، إن بنك إسرائيل يدفن رأسه في الرمال، فاستمرار سعر صرف منخفض للدولار، يشكل صعوبة على المصدرين في عملهم ونشاطهم الاقتصادي، وبالأساس في الفترة التي فيها التجارة العالمية تراوح مكانها، وكان على بنك إسرائيل أن يخفض الفائدة البنكية، وهو لا يمكن أن يجيز لنفسة ببقاء فجوة بنسبة 75ر0% عن الفائدة البنكية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

 

ويقول أليكس زبجينسكي، الخبير الاقتصادي الأول في شركة الاستثمارات "ميطاف دش"، إنه منذ القرار بتخفيض الفائدة البنكية في شهر أيلول الماضي، فإن المساهمة الأساسية لارتفاع قيمة الشيكل أمام الدولار، كانت بسبب انهيار أسعار العملات في الدول المتطورة التي تواجه أزمة اقتصادية، مثل دول الأرجنتين وتركيا وجنوب إفريقيا والبرازيل وروسيا وأستراليا وكندا، وهذه دول تشكل عملاتها 10% من سلة العملات الأجنبية في إسرائيل، ومن الواضح أن بنك إسرائيل لا يستطيع أن يقاوم انهيار تلك العملات، التي تنعكس مباشرة على ارتفاع قيمة الشيكل أمام العملات الأخرى ومنها الدولار.

 

ويرى زبجينسكي أن شراء بنك إسرائيل مئات ملايين الدولارات خلال يومين (قبل أسبوع) كان هدفه صد نشاط تجار بورصة العملات الأجنبية، الذين توجه لهم في السنوات الأخيرة تهم وضعية سعر صرف الشيكل أمام العملات الأجنبية، ويقول إن خطوة بنك إسرائيل المفاجئة كان عليها أن توقف شهية عمل هؤلاء وتقلل من ارتفاع سعر صرف الدولار.

 

ويقول الخبير الاقتصادي الاول في شركة "هرئيل" للتأمينات عوفر كلاين إن بإمكان بنك إسرائيل أن يكون حادا أكثر في حربه على سعر صرف الدولار، إذ أن كل دول العالم تشارك في "حرب العملات" ولهذا فإنه من الشرعي أن يشارك بنك إسرائيل هو أيضا في التدخل من أجل ضمان مستوى معين لسعر صرف الدولار أمام الشيكل.