مراقبون: انخفاض وتيرة التضخم يدل على تباطؤ اقتصادي

على هامش المشهد

 

نتنياهو يستثني ليفني ولبيد من مداولات حول حملة المقاطعة ضد إسرائيل

 

 

 

عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أول من أمس الأحد، اجتماعا خاصا جرى خلاله التداول في مواجهة الحكومة لحملات المقاطعة ضد إسرائيل، وهي ظاهرة آخذة بالاتساع في أنحاء العالم.

 

 

وذكرت صحيفة "معاريف"، أمس، أنه خلافا لاجتماع سابق لبحث هذا الموضوع وتم إلغاؤه، فإنه لم تتم دعوة عدد من الوزراء إلى الاجتماع الذي عقد أول من أمس، وبينهم وزيرة العدل ورئيسة طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين، تسيبي ليفني، ووزير المالية، يائير لبيد، ووزير العلوم والتكنولوجيا، يعقوب بيري، ووزير التربية والتعليم، شاي بيرون، علما أن لهؤلاء الوزراء علاقة مباشرة مع حملة المقاطعة ضد الأكاديميا وفروع الصناعة والتجارة والمؤسسات الاقتصادية في إسرائيل، وتأتي على خلفية استمرار الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

 

وفي المقابل، شارك في الاجتماع وزراء الخارجية، أفيغدور ليبرمان، والاقتصاد نفتالي بينيت، والشؤون الإستراتيجية، يوفال شطاينيتس، ومدير عام وزارته، يوسي كوبرفاسر، الذي أعد جدول عمل الاجتماع. كذلك شارك في الاجتماع مندوبون عن "منسق أعمال الحكومة" في الضفة الغربية ومندوبون عن جهازي الشاباك والموساد. وجرى الاجتماع بسرية تامة، ورفض المشاركون فيه الإفصاح عن مضمونه، كما رفضوا الإجابة عن أسئلة الصحافيين حول سبب عدم دعوة لبيد وليفني إلى الاجتماع.

 

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد حذر قبل أسبوعين من اتساع ظاهرة المقاطعة ضد إسرائيل. وفيما شن وزراء اليمين، وفي مقدمتهم بينيت، هجوما ضد كيري، فإن لبيد وليفني دافعا عن كيري وأيدا تحذيراته. وقال لبيد إنه "إذا توقفت أو تفجرت المفاوضات مع الفلسطينيين ودخلنا إلى واقع المقاطعة الأوروبية، حتى لو كانت جزئية، فإن الاقتصاد الإسرائيلي سيتراجع إلى الوراء". من جانبها قالت ليفني في أعقاب أقوال كيري إنه "ينبغي التفريق بين التهديد والقلق. وهذا بالضبط ما قاله وزير الخارجية الأميركي". ووفقا لـ "معاريف" فإن المستشارين في مكتب رئيس الحكومة اعتبروا هذه الأقوال أنها محاولة أميركية لممارسة ضغوط على نتنياهو من أجل أن يليّن مواقفه تجاه القضايا المركزية في وثيقة "اتفاق الإطار" الأميركية والتي يعارضها الفلسطينيون، وفقا للصحيفة.

 

وقالت الصحيفة إن ليبرمان وشطاينيتس، المسؤول من قبل الحكومة عن مواجهة قضية نزع الشرعية عن إسرائيل، ينسقان بينهما المواقف حيال قضية المقاطعة. وتناول الاجتماع الذي عقده نتنياهو سبل التعامل مع قضية المقاطعة الاقتصادية ضد إسرائيل. ويرى شطاينيتس أن على إسرائيل القيام بحملة شديدة ومعلنة ضد المنظمات التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل. كذلك طالب شطاينيتس برصد مبلغ 100 مليون شيكل لمواجهة ظاهرة المقاطعة ضد إسرائيل. لكن وزارة الخارجية رأت أن هذا المبلغ مبالغ فيه وأن وزارة شطاينيتس ليست جاهزة لمعالجة هذا الموضوع.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها إنه وصلت في الأيام الأخيرة برقيات دبلوماسية من سفاراتها في دول أوروبية تعتبر "إشكالية" بالنسبة لإسرائيل، وأن مضمونها كان إيجابيا فيما يتعلق بالمقاطعة. وقالت المصادر إن هذا "التفاؤل" نابع على ما يبدو من قرار إسرائيل باتخاذ خط صارم جدا ضد حملات المقاطعة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن النشاطات الإسرائيلية الأبرز ضد المقاطعة جرت في هولندا، وأدت إلى منع صندوق التقاعد الهولندي "ايه بي بي" من سحب استثماراته في إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن نشاطات عدة نفذتها جهات موالية لإسرائيل أدت إلى تغيير الاتجاه. ومن بين هذه النشاطات، مظاهرة نظمتها منظمة "مسيحيون أصدقاء إسرائيل" ضد صندوق "بي جي جي إم" في أعقاب قراره بمقاطعة إسرائيل. كذلك جمع اتحاد التنظيمات اليهودية في هولندا تواقيع من خلال عريضة على الانترنت ودعت صندوق "ايه بي بي" إلى الامتناع عن مقاطعة إسرائيل. كما بادر السفير الإسرائيلي في هولندا، حاييم ديبون، إلى إجراء عدة مقابلات صحافية مع وسائل الإعلام الهولندية.

 

وقالت الصحيفة إن النشاط الأقوى كان من خلال إرسال "رسالة خفية" بعث بها رجال أعمال هولنديون يؤيدون إسرائيل إلى صندوق "ايه بي بي" وهددوا فيها بأنهم سيسحبون استثماراتهم من الصندوق في حال قاطع إسرائيل. وقالت برقية دبلوماسية إسرائيلية إن هذا الصندوق تلقى رسالة من مسؤولين في الحكومة الهولندية وطالبوه "بتهدئة لهجتهم". وعلى أثر ذلك أعلن الصندوق أنه لا ينوي سحب استثماراته من شركات إسرائيلية.

 

واقتبست الصحيفة من برقية دبلوماسية وصلت من السفارة الإسرائيلية في أوسلو أن وزيرة الخارجية النرويجية، سيف يينسن، أعلنت عن أن حكومتها قررت الامتناع عن الاستثمار في إيران وكوريا الشمالية وسورية، وفي المقابل ستزيد النرويج من استثماراتها في إسرائيل.

 

وتابعت الصحيفة أن برقيات دبلوماسية أخرى وصلت إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية اعتبرت أن صورة إسرائيل تحسنت في بعض الدول الأوروبية، التي تعتبر مؤيدة للفلسطينيين. وقالت هذه البرقيات، على سبيل المثال، إن صحيفة ايرلندية نشرت تقريرا إيجابيا حول إسرائيل، وأن رؤساء جامعات إسرائيلية شاركوا في حفل نظمته الجامعية التقنية في برلين تحت عنوان "يوم إسرائيل"، لكن طلابا مؤيدين للفلسطينيين تظاهروا ضد الجامعة ودعوا إلى مظاهرة ضد المندوبين الإسرائيليين.