سجالات واتهامات متبادلة ومصالح ذاتية في طريق تعيين الحاخامين الأكبرين لإسرائيل

على هامش المشهد

 

فجوات كبيرة في الأوضاع الاجتماعية بين إسرائيل والدول المتطورة

 

 

 

 

*31% من الجمهور في إسرائيل يواجه خطر الفقر مقابل 17% في دول OECD *36% من الجمهور فوق العمر الجامعي لديه شهادة لقب أول مقابل 39% في دول OECD *رغم امتناع مليوني شخص عن الانخراط في سوق العمل فإن نسبة المنخرطين في إسرائيل تبقى أعلى من دول OECD*

 

 

أظهر تقرير جديد لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي نشر في الأسبوع الماضي أن هناك فجوات كبيرة في الأوضاع الاجتماعية في إسرائيل مقارنة مع الدول المتطورة، وخاصة تلك الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD، وهذا في مجالات عدة من مستويات فقر وبطالة وتعليم ومواصلات وغيرها، ما يؤكد سوء الأوضاع الاجتماعية في إسرائيل مقارنة مع تلك الدول. غير أن التقرير لا يستعرض الفجوات في داخل إسرائيل نفسها بين الشرائح المختلفة، إذ أن سلسلة من التقارير التي تظهر بشكل دوري تبيّن أن الأوضاع الاجتماعية بين اليهود وحدهم تقارب بل وحتى تنافس الأوضاع الاجتماعية في الدول المتطورة، خاصة إذا ما تم إخراج جمهور المتدينين المتزمتين "الحريديم" من اليهود في إسرائيل، في حين أن ما يُضعف المستوى الاجتماعي هو أوضاع العرب في إسرائيل التي هي انعكاس لسياسة التمييز الرسمية ضدهم.

 

 

الفقر

 

 

يقول التقرير إن 31% من الجمهور في إسرائيل كان في العام 2011 يواجه خطر الفقر مقابل 17% معدل دول الاتحاد الأوروبي، فمثلا دول مثل إسبانيا واليونان التي شهدت أعنف الأزمات الاقتصادية في السنوات الثلاث الأخيرة بلغت فيها نسبة الذين يواجهون خطر الفقر 20%.

 

وننشر في الصفحة الاقتصادية من هذا العدد تقريرا عن معطيات الفقر اعتمادا على تقرير لمؤسسة الضمان الاجتماعي الرسمية (مؤسسة التأمين الوطني) يتناول هذا الموضوع من جوانب أخرى.

ويقول تقرير مكتب الإحصاء إن 44% من العائلات التي فيها والد واحد (أب أو أم) وفيها أبناء قاصرون تواجه خطر الفقر، بينما هذه النسبة كانت 41% في العام 2001، وتهبط هذه النسبة في الدول الأوروبية إلى 35% بالمعدل، وأيضا هذه النسبة تشكل ارتفاعا عما كانت عليه في العام 2001 حيث بلغت 32%.

 

كذلك يبين التقرير أن 40% من الأطفال والقاصرين في إسرائيل يواجهون خطر الفقر، مقابل 20% في الدول الأوروبية كمعدل. ونذكر هنا أن نسبة الفقر الرسمية بين الأطفال العرب في إسرائيل في العام 2001، كانت 67%، مقابل 21% بين الأطفال اليهود، و14% بين الأطفال اليهود من دون "الحريديم".

 

وجاء أيضا أنه في السنوات الأخيرة طرأ ارتفاع في نسبة الأطفال والقاصرين في أوروبا الذين يعيشون في عائلات لا يوجد فيها عامل، وذلك من 8% في العام 2001 إلى 3ر9% في العام 2011، بينما هذه النسبة تراجعت في إسرائيل من 6ر11% في العام 2001 إلى 4ر8% في العام قبل الماضي- 2011.

 

ويقول التقرير إن الخطورة في الأولاد القاصرين الذين يعيشون في عائلات ليس فيها عامل من بين أحد الوالدين تكمن في دفع نسبة عالية منهم مستقبلا إلى تقليد الوضع الذي عايشوه، ما يعني عدم انخراطهم في سوق العمل، أو على الأقل عدم الانخراط في عمل منظم.

 

ونجد أن أدنى معدل لخطر الفقر الذي يواجهه الجمهور بشكل عام هو في هولندا، إذ تبلغ النسبة 11%، وهي النسبة ذاتها التي كانت في العام 2001، وتليها النمسا- 13% ثم فرنسا والسويد وفنلندا- 14%، وهذه المعطيات قريبة أيضا بالنسبة لخطر الانزلاق إلى ما دون خط الفقر بين الأطفال. وكما يبدو فإن تدني معدلات الولادة تنعكس أيضا على هذه النسب، إذ أن أدنى نسبة لخطر الفقر على الأطفال نجدها في الدانمارك، حيث النسبة 10% تليها فنلندا ثم السويد والنمسا وهولندا وألمانيا حيث ترتفع النسبة في كل منها إلى 15%.

 

سوق العمل

 

 

والملفت في التقرير أن نسبة المنخرطين في سوق العمل من عمر 25 إلى 64 عاما في إسرائيل بلغت في العام 2012 74%، مقابل 1ر71%، في الدول المتطورة الأعضاء في منظمة OECD، كما أن نسبة البطالة في إسرائيل في العام الماضي بلغت بالمعدل 9ر5%، مقابل 7% في دول OECD.

 

وتأتي هذه المعطيات على الرغم من أن نحو مليوني شخص في إسرائيل في جيل العمل ليسوا منخرطين في سوق العمل (طالع تقريرا أوسع في الصفحة الاقتصادية)، وهذا بفعل امتناع الغالبية الساحقة من الرجال اليهود المتدينين المتزمتين عن العمل، من منطلقات دينية ونمط حياة تقشفي وانعزالي عن العالم المفتوح، والجمهور الثاني هو جمهور النساء العربيات اللاتي هنّ عمليا محرومات من فرص العمل.

 

 

 

 

التعليم العالي

 

 

ويقول التقرير إن نسبة الحاصلين على شهادة اللقب الجامعي الأول من الجمهور بشكل عام (من جيل التعليم الجامعي وما فوق)، بلغت 36%، بينما معدل النسبة في دول OECD في العام 2001 بلغت 39%، وأعلى النسب نجدها في بولندا إذ تصل إلى 58%.

 

وبحسب التقرير، فإن نسبة الحصول على اللقب الأول بين النساء في إسرائيل أعلى بـ 12% مما هي بين الرجال، وهذا الأمر قائم في غالبية الدول الأعضاء في منظمة OECD، باستثناء تركيا واليابان، حيث أن النسبة بين الرجال أعلى بـ 1% مما هو بين النساء.

 

والملفت هنا أن إسرائيل التي تعد نسبة الحاصلين فيها على شهادة اللقب الأول من أدنى النسب في الدول المتطورة، أن النسبة فيها أعلى مما هي في دول متطورة مستوى المعيشة فيها أعلى من إسرائيل، مثل سويسرا التي تبلغ النسبة فيها 31%.

 

ونذكر هنا وجود فجوة كبيرة بين نسبة الحاصلين على شهادة اللقب الأول بين اليهود والعرب في إسرائيل، إذ حسب التقديرات فإن النسبة بين اليهود تلامس 40%، بينما النسبة بين العرب تقل عن 20%. وقد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الماضية معطيات جديدة حول نسبة الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية، إذ بلغت 11%، رغم أنهم يشكلون نسبة 23% من الشريحة العمرية للتعليم الجامعي، بعد مرحلة التوجيهي، وهي تبقى نسبة أفضل مما كانت عليه قبل نحو 10 سنوات، حينما كانت 9%.

 

لكن انخفاض النسبة هو نتيجة العراقيل التي يواجهها الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية، إذ يضطرون للاتجاه إلى كليات أكاديمية خاصة أو شبه رسمية، ولكن الملفت هو الإقبال على التوجه للتعليم العالي خارج الوطن، وبشكل خاص في المملكة الأردنية، التي تشكل منذ ما يربو عن 15 عاما المتنفس الأكبر للعرب في إسرائيل، وبحسب التقديرات يتعلم في الجامعات الأردنية في هذه المرحلة قرابة 10 آلاف طالب، وهو عدد يوازي عدد الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية.

 

كما أنه حسب التقديرات هناك 6 آلاف طالب يتعلمون في دول العالم، وبشكل خاص في شمال وشرق أوروبا وروسيا.

 

وبيّنت المعطيات ذاتها أنه كلما ارتفع مستوى التعليم الجامعي تراجعت نسبة الطلاب العرب. فمثلا، بلغت نسبة الطلاب العرب للقب الثاني 9%، فيما بلغت نسبة الطلاب للقب الثالث (دكتوراه) في العام الدراسي الجديد 8ر4%، إضافة إلى أن نسبة المحاضرين العرب من إجمالي المحاضرين في الجامعات الإسرائيلية هي ما بين 2% إلى 3% على الأكثر.

 

المواصلات

 

يعتبر معدل السيارات بالنسبة إلى عدد المواطنين في إسرائيل متدنيا بشكل خاص مقارنة مع الدول المتطورة، إذ بلغ 272 سيارة لكل ألف مواطن، بحسب معطيات 2010، مقابل 168 سيارة في العام 2000.

وفي المقابل، فإن إسرائيل هي من بين عشر دول أولى فيها معدل قتلى حوادث السير متدنية، إذ انخفض عدد القتلى من معدل 13 قتيلا لكل مليار كيلومتر من السفر في العام 2000 إلى 7 قتلى بنفس المقياس في العام 2010.

 

وقد شهدت إسرائيل تحولا كبيرا في معدلات القتلى في حوادث السير في السنوات الثماني الأخيرة، حينما هبط معدل عدد القتلى سنويا من 480 قتيلا سنويا إلى ما بين 330 وحتى 370 قتيلا سنويا، رغم التكاثر السكاني، والارتفاع المستمر في عدد السيارات بالنسبة لعدد السكان، وهذا نابع بالأساس من تطوير كبير لشبكة الشوارع، خاصة بين المدن والمناطق وازدياد الشوارع السريعة.

 

ورغم هذا، فإن معدلات القتلى بين العرب في إسرائيل تبقى أعلى بكثير مما هي عليه بين اليهود، ففي حين أن نسبة العرب تشكل 18% من السكان، و13% من حملة رخص السياقة، إلا أن نحو 32% من قتلى حوادث الطرق في إسرائيل هم من العرب، ومن أبرز الأسباب لهذه الظاهرة هو استمرار وجود شوارع خطرة في محيط البلدات والمناطق العربية، وضعيفة من حيث مستوى البنى التحتية، إضافة إلى أن 70% من القوى العاملة العربية في إسرائيل تضطر إلى مغادرة بلداتها للعمل في مناطق غالبا ما تكون بعيدة.

 

 

الجريمة

 

 

أما من حيث الجريمة فيقول التقرير إن معدل جرائم القتل قريب من المعدل القائم في الدول الأعضاء في منظمة OECD، إذ بلغ معدل القتلى 4ر2 قتيل لكل مئة ألف مواطن في إسرائيل، مقابل 1ر2 قتيل في دول OECD، ويظهر أن أدنى معدلات القتل نجدها في النمسا وسلوفينيا واليابان، حيث يهبط المعدل إلى 6ر0 قتيل لكل مئة ألف مواطن.

 

أما نسبة من تعرض لاعتداءات فيقول التقرير إن 8ر1% من السكان بالمعدل أبلغوا عن تعرضهم لحالة اعتداء بأي مستوى كان، مقابل معدل 3% في دول OECD.

 

كما أعلن 3ر73% من المواطنين في إسرائيل أنهم يشعرون بأمان لدى التجوال في ساعات المساء وحدهم، مقابل 3ر67% في دول OECD.

 

البيئة

 

وبلغ ضخ المياه للمواطن الواحد في إسرائيل 220 مترا مكعبا في العام 2010، مقابل معدل 850 مترا مكعبا للمواطن في دول OECD.

 

وينتج المواطن في إسرائيل بالمعدل 7ر1 كيلوغرام من النفايات يوميا، مقابل 5ر1 كيلوغرام في دول OECD.