تدهور كبير في أوضاع التعليم العالي في إسرائيل

على هامش المشهد

رئيس مركز دايان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل أبيب: إسرائيل ترغب في إضعاف الأسد مع بقائه رئيساً لسورية

 

كتب بلال ضـاهـر:

توصل وزيرا الخارجية الأميركي، جون كيري، والروسي سيرغي لافروف، يوم السبت الماضي، إلى تفاهمات تقضي بفرض رقابة دولية على السلاح الكيميائي في سورية تمهيدا لتدميره، ضمن جدول زمني. وتمنع هذه التفاهمات الولايات المتحدة من تنفيذ تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية ضد سورية في أعقاب أنباء ترددت وادعت أن النظام السوري شن هجوما كيميائيا ضد مدنيين في 21 آب الماضي.

 

ورحبت إسرائيل بهذه التفاهمات، لكنها شددت على أن نجاحها مرهون بتنفيذ سورية لها.

وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه يتعين على سورية تدمير كافة الأسلحة الكيميائية التي بحوزتها. ودعا نتنياهو في الوقت نفسه إلى وضع تهديد عسكري ضد إيران لدفعها إلى وقف تطوير برنامجها النووي، يكون مشابها لشدة التهديد الأميركي بتوجيه ضربة ضد سورية، وذلك في موازاة محادثات يعتزم الغرب إجراءها مع إيران.

وفي هذه الأثناء أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس بأن نتنياهو شجع المسؤولين في الإدارة الأميركية على قبول الاقتراح الروسي للتوصل إلى حل دبلوماسي لأزمة السلاح الكيميائي السوري. ورفض مكتب نتنياهو التطرق للموضوع. لكن وفقا للتقرير، الذي استند إلى موظفين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، فإن نتنياهو تحدث مع كيري، يوم الأربعاء الماضي، وقال له إنه يعتقد أن روسيا "لا تراوغ" وأنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق.

وجاء في تقرير الصحيفة الأميركية أن إسرائيل تشارك الإدارة الأميركية في قلقها من أن هجوما عسكريا ضد نظام الأسد من شأنه أن يعزز قوة منظمات الجهاد العالمي المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي تحارب في سورية، وتمكينها من السيطرة على مخزون أسلحة النظام.

وقال رئيس "مركز دايان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا" في جامعة تل أبيب، البروفسور إيال زيسر، ل"المشهد الإسرائيلي"، حول الاتفاق الروسي - الأميركي "أعتقد أن هذا ما أرادت إسرائيل تحقيقه طوال الوقت، وهو إضعاف بشار وأن يبقى في الحكم في الوقت نفسه. أي أنه، من جهة، يجب أن يتم نزع السلاح الكيميائي منه، ومن الجهة الأخرى أن يبقى في الحكم من أجل محاربة تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وغيرها من منظمات الجهاد العالمي. وأعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة تريدان بقاء الأسد في الحكم، خاصة وأنه ليس لديهما بديل لنظام الأسد في الوقت الحالي. فإسرائيل والولايات المتحدة تعرفان الأسد ونظامه ولذلك فإنهما يفضلانه على غيره".

(*) "المشهد الإسرائيلي": ماذا يعني هذا الاتفاق بالنسبة للحرب الدائرة في سورية بين النظام والمتمردين، وهم مجموعات لا تضم منظمات الجهاد العالمي فقط، خاصة على ضوء إلغاء الهجوم العسكري الأميركي؟

زيسر: "الاتفاق أبقى المتمردين يواجهون مصيرهم بنفسهم. والوضع الآن هو أن احتمال انتصارهم في الصراع ضد النظام بات أصعب بكثير مما كان عليه قبل ذلك... ربما سيتمكنون من الانتصار على النظام ويصعب معرفة كيف ستتطور الأمور، لكن وضعهم ليس جيدا ونحن نعرف ذلك".

(*) ألا يرون في إسرائيل أنه يوجد بديل للأسد من داخل المعارضة السورية؟

زيسر: "في إسرائيل لا يرون بالجيش السوري الحر أو غيره من فئات المعارضة بديلا لنظام الأسد. وإذا انتصرت المعارضة على النظام فهذا جيد، لكن علينا أن ندرك أن الولايات المتحدة لن تحارب من أجل المعارضة السورية".

(*) من يمول ويسلح مجموعات الجهاد العالمي، مثل "جبهة النصرة"، التي تحارب في سورية؟

زيسر: "السعودية وقطر وربما الأتراك أيضا يقدمون بعض المساعدات. وهم يساعدون هذه المنظمات ويمدونها بالمال والسلاح بصورة غير مباشرة، لأن هذه الدول تريد ترحيل الأسد عن الحكم".

(*) روسيا أنقذت سورية من هجوم عسكري أميركي. كيف تقيّم الأداء الروسي في الأزمة السورية ودور موسكو في الشرق الأوسط في المستقبل؟

زيسر: "الأداء الروسي هو أداء يتحلى بالمسؤولية، ولم يكن أداء سلبيا. وقد أبدت روسيا استعدادا للتعاون. وفي مقابل الأداء الأميركي الحازم والاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية، فإن روسيا سعت إلى التوصل إلى حل يرضي الجميع".

(*) هل التهديدات والحملة الدولية ضد سورية ستنعكس على إيران؟

زيسر: "رغم كل ما نقوله عن الولايات المتحدة فإنها حققت ما أرادت تحقيقه من خلال تهديداتها لسورية، لكن فيما يتعلق بإيران علينا أن ننتظر ونرى ما ستفعله".