حول مشروع ميزانية إسرائيل للعام 2006: استمرار نهج تآكل استثمارات الحكومة في المجتمع

وثائق وتقارير

ادعت مصادر امنية اسرائيلية ان المعتقلين السياسيين الفلسطينيين الذين تمتلىء سجون الاحتلال بالالاف منهم في ظل ظروف اعتقالية بمنتهى القسوة، يواصلون من وراء القضبان الاضطلاع بدور فاعل في إذكاء شعلة المقاومة ومن أجل الابقاء على قضيتهم حية وماثلة في صدارة قضايا الصراع. <p>

 

 

ادعت مصادر امنية اسرائيلية ان المعتقلين السياسيين الفلسطينيين الذين تمتلىء سجون الاحتلال بالالاف منهم في ظل ظروف اعتقالية بمنتهى القسوة، يواصلون من وراء القضبان الاضطلاع بدور فاعل في إذكاء شعلة المقاومة ومن أجل الابقاء على قضيتهم حية وماثلة في صدارة قضايا الصراع.

وجاء في تقرير نشرته الصحف العبرية ("هآرتس" و "يديعوت" - الاحد 27/4/2003) وتضمن هذه الادعاءات، ان سلسلة الضربات التي وجهتها القوات العسكرية والمخابراتية الاسرائيلية لقواعد المقاومة الفلسطينية ولا سيما منذ بدء حملة ما يسمى بـ "السور الواقي" في العام الماضي، اوجدت ظاهرة لافتة للنظر، حيث تحتفظ اسرائيل اليوم، من ناحية عملية، في "الداخل" - اي داخل سجونها ومعتقلاتها - عددًا من نشطاء المقاومة البارزين، يفوق بكثير عدد النشطاء الذين لا زالوا احرارًا يواصلون انشطتهم في "الخارج". فقد لاقى عشرات المطلوبين البارزين حتفهم سواء في عمليات اغتيال او اثناء محاولات لاعتقالهم، غير ان مطلوبين اخرين، ممن وقفوا وراء معظم الهجمات العنيفة ابان السنوات الثلاث الماضية، يقبعون في السجن. وتشمل قائمة الناشطين المعتقلين اسماء مثل: حسام بدران وجمال ابو الهيجاء (من قادة "حماس" في شمال الضفة الغربية) وناصر عويس وماجد المصري و ناصر ابو حميد (من قادة الجناح العسكري لحركة فتح في الضفة الغربية) وثابت مرداوي (احد قادة الجهاد الاسلامي في جنين).

وهؤلاء مسؤولون، حسب ادعاء اجهزة الامن الاسرائيلية، عن قتل مئات الاسرائيليين. لكن تقريراً جديداً اعده جهاز الامن الاسرائيلي، يطعن في الافتراض القائل بان اعتقال هؤلاء ادى الى وضع حد لدورهم في انشطة المقاومة.

ويدعي التقرير ان السجون ومعسكرات الاعتقال التى تديرها مصلحة السجون والجيش الاسرائيلي، تحولت الى "معاقل لتخطيط واعداد" عمليات المقاومة، حيث كثف معتقلون امنيون خلال الشهور الاخيرة من دورهم ومشاركتهم في توجيه الهجمات من داخل السجون والمعتقلات. هذا التوجه يعبر عن نفسه بشكل اساسي، حسبما يدعي واضعو التقرير، في محاولات لتنظيم هجمات ينفذها مقاومون خارج السجن، "ولا سيما محاولات لإختطاف جنود ومدنيين اسرائيليين لاغراض التفاوض حول اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين".

اضافة الى ذلك، فقد رصد – حسب نفس التقرير - ارتفاع في عدد المحاولات لتهريب وسائل قتالية الى السجون وذلك "من اجل تصنيع واعداد عبوات ناسفة، ليتم استخدامها في مهاجمة السجانين وحراس المعتقلات"؟؟

ويمضي التقرير الى القول ان الارتفاع في عدد المعتقلين عقب عمليتي "السور الواقي"و "الطريق الحازم" العسكريتين الاسرائيليتين - حيث يبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين حاليا حوالي 5750 معتقلا، وفقًا للمصدر ذاته - ادى ايضا الى ازدياد الوزن النسبي للمعتقلين المتهمين بممارسة ما وصف بـ "انشطة ارهابية".

ويقر التقرير بتصاعد حالة التوتر والغليان في صفوف المعتقلين خلال الاونة الاخيرة مشيرًا الى ان هذا التوتر ناجم في جانب منه على الاقل عن ظروف الاعتقال السيئة في العديد من السجون ومعسكرات الاعتقال.

وكان عدد من المعتقلات قد شهد خلال السنة الاخيرة توترات وصدامات عنيفة كالتي وقعت في معسكر اعتقال "عوفر" قرب بيتونيا (في محافظة رام الله) في كانون الثاني من هذا العام، وفي معسكر اعتقال "كتسيعوت" بصحراء النقب في شباط الماضي. وقد ادت المواجهات في الحالتين الى اصابة عشرات المعتقلين الفلسطينيين وعدد من الجنود الاسرائيليين بجروح. وفي تشرين الاول من العام الماضي قام احد معتقلي حركة "حماس" بطعن ضابط في مصلحة السجون الاسرائيلية مما ادى لاصابة الاخير بجروح في وجهة. وفي حزيران الماضي قام معتقل من "حماس" بطعن مدير سجن "نفحة" الصحراوي واثين من حراس السجن.

وتقول المصادر الامنية الاسرائيلية انه بالرغم من العراقيل التي تضعها سلطات السجون والجيش الاسرائيلي الا ان المعتقلين الامنيين يحتفظون باتصال مباشر مع تنظيماتهم خارج السجن وذلك عن طريق اجهزة الهواتف الخلوية وتهريب الرسائل الخطية ونقل رسائل شفوية بمساعدة ذوي المعتقلين والمحامين الذين يزورون السجون. وقد باشر الجيش الاسرائيلي مؤخراً بتركيب اجهزة لتشويش مكالمات المعتقلين التليفونية في سجن "كتسيعوت".

وتقول مصادر جهاز مخابرات "الشين بيت" ان معتقلي حركة "حماس" في السجون الاسرائيلية هم الاكثر تنظيمًا ونشاطًا في مجال "الارهاب".

وتضيف ان الفترة الاخيرة شهدت عدة محاولات من جانب المعتقلين (من حركة حماس) لاقامة خلايا ومجموعات مسلحة في الاراضي الفلسطيني، كي تعمل من اجل تحريرهم.

واورد تقرير الجهات الامنية الاسرائيلية في هذا الصدد عددًا من المحاولات التي قام بها معتقلون فلسطينيون لتنظيم هجمات تؤدي الى اطلاق سراحهم:

* في كانون الاول 2002 اعتقل على الحدود مع مصر اثنان من اعضاء "حماس" تسللا الى اسرائيل "بهدف اختطاف جندي في منطقة بئر السبع". واعترف المعتقلان اثناء استجوابهما بأنهما خططا لنقل الجندي الى قطاع غزة للتفاوض مع السلطات الاسرائيلية حول اطلاق سراحه.

* محمود عيسى الذي يتزعم اسرى حركة "حماس" في سجن "عسقلان" حث معتقلين آخرين على اقامة خلايا في منطقتي القدس ورام الله، "لغرض شن عمليات اختطاف وهجمات انتحارية". ويعتقل "عيسى" في اسرائيل منذ العام 1993 بتهمة الضلوع في قتل عدد من افراد الشرطة الاسرائيلية.

وفي نيسان العام الماضي تلقى احمد ابوعادي من منطقة رام الله توجيها من "عيسى" بالعمل على اختطاف جنود ومستوطنين بشكل فوري. لكن "ابو عادي" وناشطين اخرين اعتقلوا قبل تنفيذ خططهم.

* وفي القدس ارسل "عيسى" توجيهات لـ عويس حمادة من قرية صور باهر، والذي يمضي شقيقه حكما بالسجن المؤبد في اسرائيل، بالعمل على اختطاف جنود اسرائيليين وتنفيذ هجمات في القدس الغربية. وقد تلقى "حمادة" التوجيهات بواسطة عشرين قصاصة ورق (رسائل " كبسولات") هربها اليه شقيقه اثناء زياراته له في السجن .

* حمزة الكالوتي، وهو عضو في "حماس" اعتقل في سجن عسقلان قبل حوالي سنة ونصف، خطط بدوره ايضًا مع معتقل اخر لإختطاف جنود اسرائيليين، حيث قام المعتقلان بنقل توجيهات لأعضاء في حركة "حماس" من رام الله باختطاف جندي في منطقة مستوطنة "غبعات زئيف" (جنوب غرب رام الله) بواسطة مسدس ومادة مخدرة. وطبقًا للخطة فقد كان من المفروض ان تتم المفاوضات بواسطة مراسلي محطة تلفزيون "الجزيرة" القطري، وقد اعتزم المعتقلون المطالبة في المرحلة الاولى باطلاق سراح الاسيرات الفلسطينيات.

* وليام الخطيب، وهو مسؤول بارز في تنظيم فتح في منطقة رام الله، اعتقل بتهمة الضلوع في عمليات اطلاق نار اسفرت عن مقتل عدد من الاسرائيليين. وقد قام الخطيب، المحتجز حالياً في سجن عسقلان، بتجنيد ظاهر الريماوي وتوجيهه نحو اختطاف جندي اسرائيلي، لكن اعتقال الريماوي عطل الخطة.