كان يشيعياهو لايبوفتش يغضب جدًا في كل مرة حاول فيها أحدهم أن ينعته بصفة "النبي". إستعراض قصير في الأرشيف، في عودة إلى المرة الأخيرة التي غطت بها غيوم الحرب في العراق سماء المنطقة، يوضح أنه عرف لماذا. في مقابلة نشرت في ملحق "هآرتس" في الثامن عشر من العام 1991، تحت عنوان "صدام ليس أسوأ من الآخرين"، عبر لايبوفتش عن معارضته لمبادرة الحرب الأمريكية، التي نبعت، بحسب رأيه، من دوافع غريبة ولم يكن لها أي مبرر. كما أنه تطوع في التنبؤ. "أنا أعتقد أن الحرب لن تندلع"، قال، "لديّ إنطباع أن الرغبة في هذه الحرب، في العالم الغربي، بما في ذلك أمريكا، معدومة، وبالتالي فإن إعلان الحكومة الأمريكية عن بدء الحرب مشكوك بأمره جدًا". في نفس الليلة، وبعد دقائق معدودة على الثانية من بعد منتصف الليل، وقعت الصلية الأولى من صواريخ "سكاد" على إسرائيل.
بقلم: أفيف لافي
كان يشيعياهو لايبوفتش يغضب جدًا في كل مرة حاول فيها أحدهم أن ينعته بصفة "النبي". إستعراض قصير في الأرشيف، في عودة إلى المرة الأخيرة التي غطت بها غيوم الحرب في العراق سماء المنطقة، يوضح أنه عرف لماذا. في مقابلة نشرت في ملحق "هآرتس" في الثامن عشر من العام 1991، تحت عنوان "صدام ليس أسوأ من الآخرين"، عبر لايبوفتش عن معارضته لمبادرة الحرب الأمريكية، التي نبعت، بحسب رأيه، من دوافع غريبة ولم يكن لها أي مبرر. كما أنه تطوع في التنبؤ. "أنا أعتقد أن الحرب لن تندلع"، قال، "لديّ إنطباع أن الرغبة في هذه الحرب، في العالم الغربي، بما في ذلك أمريكا، معدومة، وبالتالي فإن إعلان الحكومة الأمريكية عن بدء الحرب مشكوك بأمره جدًا". في نفس الليلة، وبعد دقائق معدودة على الثانية من بعد منتصف الليل، وقعت الصلية الأولى من صواريخ "سكاد" على إسرائيل.
برز الفشل في التنبؤ بما قد يحدث في خلال ساعات أو أيام بالذات، على خلفية نجاح لايبوفتش في حالات أخرى بتحليل وتصوير عمليات وسيرورات من عشرات السنوات، قبل حدوثها. الحالة الأكثر شهرةً هي حالة الاحتلال وتأثيره على المجتمع الاسرائيلي. "أنا أطالب بالانصراف من المناطق المحتلة بدافع من مصلحة وجود دولة إسرائيل اليهودية"، كتب في رسالة بعث بها في الواحد والثلاثين من آذار العام 1969 إلى المرحوم د. شمعون شرشافسكي، "حيث لا يمكن دمج 1.5 مليون عربي فيها. وحتى هذا الانصراف لن يقرّبنا من السلام الاسرائيلي- العربي. لقد فُرضت علينا فترة طويلة من التواجد من دون سلام ومن دون أمن". هكذا، وبجملة واحدة صيغت قبل 34 سنة، حطّم لايبوفتش أحلام اليسار وأحلام اليمين سويةً. ويبدو أن غالبية الجمهور الاسرائيلي على إستعداد اليوم لقبول هذا الاستنتاج؛ ولكن من المشكوك به أن يلقى الحل الذي يقترحه (ترك المناطق بشكل أحادي الجانب) أيضًا لنِسَبِ دعمٍ مشابهة.
في هذا الشهر حلت الذكرى المئوية لولادة يشعياهو لايبوفتش، المولود في العام 1903 في ريغا، لاتفيا. منذ ليلة وفاته (18 أيلول 1994) يمتلئ الفراغ الذي خلفه من ورائه بالنشاطات المتنوعة. ما لا يقل عن 14 كتابًا، تعالج شخصيته ومنظورته، نُشرت من وقتها. وغالبيتها حققت نجاحًا ملحوظًا في الحوانيت، هذا النجاح الذي جاء ليكمّل الشعبية التي حظيت بها مؤلفات لايبوفتش وهو على قيد الحياة. فقد أصدرت دار النشر التابعة للجامعة المفتوحة، مثلا، وحتى اليوم، أكثر من 300 كتاب. الكتاب الذي حقق أكبر كَمٍ من المبيعات هو كتاب "الجسد والروح" الذي كتبه لايبوفتش، والذي بيع بـ 12 ألف نسخة. في المكان الثاني- "أحاديث عن العلم والقيم"، من تأليفه أيضًا، وبيعت منه ما يقارب الـ 11 ألف نسخة. ويمكن أن نجد في الكتب الخمسة الأولى الرائدة أيضًا، كتابًا ثالثًا للايبوفتش، وهو "إيمان الرمبام".
هذه الشعبية اشتمرت بعد موته أيضًا، كما ذُكر أعلاه. وقد نشر ميخائيل ساسار (إبن د. شارشافسكي، متلقي الرسالة المذكورة في البداية) كتابه الأول عن لايبوفتش ("يشعياهو لايبوفتش: عن عالم بأكمله") وهو ما زال على قيد الحياة، وكتابين آخرين ("لماذا نخاف من يشعياهو لايبوفتش" و "لايبوفتش - كافر أم مؤمن؟") بعد وفاته. الكتابان تصدرا لأسابيع طويلة قائمة المبيعات. "يوجد فيه ما يشبه المغناطيس"، يقول ساسار، "هو قادر ببساطة على بيع الكتب. خذ قطعة قماش، أكتب عليها لايبوفتش وضعها في الواجهة، وسيرغب الجميع في شرائها أيضًا".
- يوجد هنا الكثير من "التصنع".
"جائز. ولكن في حالة وجود شخص يرغب في شراء الكتب لتزيين بيته، ويختار في هذه الحالة كتب لايبوفتش، فإن هذا يقول شيئًا أيضًا. عدا عن ذلك، فأنا أتلقى عددًا هائلاً من الردود على الكتب، ويبدو أن الكثيرين يقرأونها فعلاً".
د. نعمي كشير، التي نشرت قبل سنتين كتابًا عن لايبوفتش ("معتقدات يشعياهو لايبوفتش")، تعتقد أن لإسمه لمسة من ذهب. "أنا محاضرة في الكلية الأكاديمية في تل أبيب - يافا، وسأقوم في الفصل القادم بتدريس دورة عن لايبوفتش، وقد أبلغوني منذ الآن أن هناك هجومًا كبيرًا على الدورة من جانب الطلاب". وفي الاعلام أيضًا، يتم ذكر لايبوفتش أكثر من العديد من الشخصيات التي ما زالت ناشطة على الساحة الجماهيرية. بحث في أرشيف "هآرتس" يكشف عن أن إسم لايبوفتش ذُكر في الجريدة في العام 2002، مرةً في الأسبوع على الأقل (56 مرة). وما زال لايبوفتش حيًا وناشطًا في الخطاب العام، الاعلامي والأدبي. ولكن أي لايبوفتش هذا المذكور؟
* "كوبي رايتر"، مثقف، وواعظ
"لكل واحدٍ لايبوفتش خاص به"، يقول واحد من أبناء عائلة لايبوفتش فضّل عدم ذكر إسمه. "وبسبب كونه إنسانًا عظيم التنوع، كان بامكان كل شخص أن يتصل بجزء من شخصيته وبعمله، يجذبه. فقد كان مُنظّرًا في مجال الإيمان واليهودية، ومختصًا في الكيمياء البيولوجية أكثَرَ من التطرق إلى أسئلة تتعلق بالعلاقة بين الجسد والروح، وكان صاحب معتقدات سياسية قاطعة حول الاحتلال والعلاقات بين الدين والدولة. وقد أغضب الجميع حين تحدث عن الـ ‘يودو ناتسيم‘ (اليهود النازيين)، وفي ذات الوقت، كان نفس الشخص مع القبعة والحقيبة القديمة الذي أسرع كل صباح، خلال ستين سنة، إلى الصلاة في كنيس يشورون".
وفعلا، يتحدث معارف لايبوفتش بشغف، وفي أحيان متقاربة، عن الفارق العظيم بين صورته الجماهيرية وبين ما كانه في الحقيقة. وقد بدا لايبوفتش الجماهيري كخطيب قاطع وحاد، قال حقائقه الصعبة، بين التوبيخ وبين الصراخ على مستمعيه، بجمل قاطعة، وبدا كشخص ليس من المحبذ الدخول معه في مواجهة وجهًا لوجه. في نفس الوقت، يصفه معارفه المقربون كإنسان سهل وسلس، أقرب إلى النعومة، حتى أن أحدهم نعته بلقب "الجد العذب". "كان هناك تناقض كبير بين صورته الجماهيرية وبين تصرفاته في الغرف الداخلية"، تقول نعمي كشير. "عاش في تواضع كبير، وعلى الأخص، كان مستعدًا للتحدث مع أي شخص بنفس مستوى الجدية، من رئيس الحكومة وحتى آخر الطلاب اللحوحين. كما أنه لم يغربل المنصات التي تحدث منها، وسحب رجليه إلى كل مكان في البلاد دُعي إليه، من دون أن يسأل حتى عند عدد الذين سيكونون في الجمهور".
وأيضًا، من خلال قراءة في كتاب "أردت أن أسألك، بروفيسور لايبوفتش"، وهو مجموعة من الرسائل التي أرسلت إلى لايبوفتش، والذي أعده عدد من أبناء عائلته، ونُشر بعد خمس سنوات من وفاته، تتضح شخصية إنسان كرّس كل إهتمامه لكل من توجه إليه، وكانوا كُثُرًا. وعندما تسأل ش، ضابطة شابة، في رسالتها عن جدوى الحياة وعن الذات الالهية، فإن لايبوفتش يرد عليها مطولاً ويعرض عليها "أن نجري محادثة ("محادثة" جاءت مشددة في الأصل) جدية عن المواضيع الكبيرة التي تثيرينها، اذا استطعت الوصول إلى القدس والتفرغ لعدة ساعات". وقد وقع على الرسالة برقم هاتفه في البيت.
ولكن لايبوفتش يتطابق عند الجمهور، بالأساس، مع مجموعة من التلفظات اللغوية، كأنّ من صاغها هو "كوبي رايتر" (المسؤول عن صياغة الشعارت والنصوص في الاعلانات التجارية في مكتب الدعاية - المحرر) ممتاز، قبل أن تُعرف مثل هذه المهنة في إسرائيل بسنوات طويلة: "يودو ناتسيم" (خلافًا لما هو متعارف عليه، فإنه قال هذه الكلمات ردًا على أفعال الجيش الاسرائيلي في لبنان)؛ "ديسكوتل" (دمج بين كلمة "ديسكو" وبين كلمة "كوتيل" والثانية هي الكلمة العبرية لحائط المبكى - المحرر) (وقالها عن تحويل حائط المبكى إلى مزار بعد حرب الأيام الستة)؛ "مهرج ينفخ في البوق" (قالها عن الراب غورين الذي احتفل باحتلال الحائط بالنفخ في البوق)؛ "مؤسسة هي الأحقر في تاريخ شعب إسرائيل" (عن الحاخامية - المؤسسة الدينية اليهودية) وحتى "22 أزعرَ يركضون وراء الكرة" (عن ماهية لعبة كرة القدم). كل واحدة من هذه الجمل أثارت حينها عاصفة كبيرة. وبالنسبة لمعسكر معين (صغير على الأغلب) كانت هذه الجمل عمود النار الذي أضاء الطريق الذي يجب المضي فيه؛ ولكن هذه الجمل أخرجت غالبية الجمهور عن طوعه. ما هو مؤكد، أنها أثّرت على الجميع. واليوم؟
يعتقد د. يهودا ملتسر، صاحب دار النشر "عليات هغاغ" (السدّه)، أن ما تبقى أو ما لم يتبقَ من لايبوفتش يقول عنّا الكثير، أكثر مما يقول عنه: "عندما نفحص تأثير شخص فإننا نتحدث في الواقع عمّا حدث في الجانب المُأَثّر عليه. وبرأيي، فإن تأثير لايبوفتش اليوم أقل بكثير مما كان عليه قبل وفاته، وأقل مما كان سيكون عليه لو بقي حيًا حتى اليوم. وهذا نابع من التغييرات في المجتمع الاسرائيلي. قبل وفاته بقليل، بدأت القناة الثانية (عروتس 2) للتلفزيون بالبث، مما خلق نموذجًا جديدًا للحديث الجماهيري. لايبوفتش كان المثقف الأكثر درايةً بكيفية مخاطبة الجمهور، لكنني غير متأكد من مقدرته على مواجهة طومي لبيد والخطاب السياسي - الشعبوي الجديد. كما أنه كان من الصعب عليه جدًا ان يدخل إلى ملاحق نهاية الأسبوع اليوم. هذا لا يقول عنه أو عن حكمته أو عن أفكاره شيئًا، بل عن المنصة التي تغيّرت. لقد كان في الزمن الصحيح، في دولة كانت بالحجم الصحيح".
- وما مدى تأثيره كمُنظّر؟ الخطاب الفلسفي والأكاديمي لا يسير بحسب وتيرة القناة الثانية بعد..
"لايبوفتش تميز بانعدام وجود شخص آخر بامكانه التحكم بكل عوالمه. لقد كان بروفيسوراً في الكيمياء البيولوجية، وبكونه كذلك، تأثر بعدد من كبار البيوكيميائيين في القرن الماضي. وغالبية الناس الذين يتعاملون مع طروحاته الدينية مثلا، ليسوا واعين بالمرة لكيفية تأثره بأولئك البيوكيميائيين. من الصعب جدًا الحصول على صورة شاملة لمثقف بهذا الحجم من دون أن تكون مدركًا لجزء كبير من عالمه. هناك ادعاءات ضده بأنه لم يكن منهجيًا، بأنه لا يملك منظومة مرتبة، ولكن عندما تواجه كمًا هائلاً كهذا من النصوص – من آلاف الصفحات عن قضايا الأسبوع وحتى المسائل النفسية الجسدية - فإنه من الطبيعي أن تقول ‘لحظة، هل توجد هنا أصلا طريقة؟‘ فالحديث يدور عن سبعين سنة من النشاط الروحاني المكثف في الكثير من المجالات. لم يكن هناك مثقف مثله في البلاد".
- بشكل عام، هناك ثمن للتوسّع في عدد كبير من المجالات..
"هذا صحيح. عندما احتفلنا بعيده الخامس والسبعين، سألته ‘لو كان بامكانك العودة مرة أخرى إلى سن العشرين في برلين، هل كنت ستركّز حياتك المهنية في البيوكيمياء؟ فمن المعقول الافتراض بأنك لو ثابرت في هذه الطريق لكنت حزت على جائزة نوبل منذ مدة‘. وقد انفعل جدًا من السؤال، وفكر قليلا ثم صاح: ‘الكثير من السلبيات منحني إياها الله تعالى، والتواضع ليس واحدًا منها. وبشأن جائزة نوبل - بالطبع كنت سأقبلها. ولكن فيما يخص سؤالك تحديدًا، فلا أعرف كيف أجيب عليه‘. بمعنى، لقد عرف أن قرار التطرق إلى هذه المجالات الكثيرة، والرغبة في الوصل بين الكثير من العوالم، وبالأخص، الرغبة في أن يكون ناشطًا سياسيًا يتعامل مع الأسئلة المؤلمة من الحياة اليومية والتجول في البلاد وبثّ منظومته، عرف أن هذه الأمور كلها تأتي على حساب أمر ما. ومن المسموح التخمين بأنه لو كرّس حياته للبحث في موضوع واحد، لكان وصل إلى نتائج طلائعية كانت ستدفع بالعلم قدمًا".
- هل فهم معنى الاختيار الذي قام به في ساعته، أم لاحقًا فقط؟
"أنا أعتقد أن القرارات بشأن برنامج للحياة لا تتم مثل شراء شقة، مثل الاختيار بين بدائل. أنا لا أعتقد أنه جلس في أحد الأيام وقال ‘يجب أن أقرر بين البيوكيمياء وبين الباقي‘. لقد انجرف ببساطة إلى داخل الأحداث، وذهب في أعقاب رغباته. كانت لديه حاجة على ما يبدو لملامسة كل شيء، وعند دخوله إلى المكتبة الوطنية لم يشعر بالغربة أمام أي رف للكتب، وعلى الأخص، كانت لديه الرغبة في أن يكون ضالعًا في الحياة اليومية. هذا بالطبع أدّى ايضًا إلى حالات زاد فيها من المعيار قليلاً، مثلما حدث مع الـ ‘يودو ناتسيم‘، لكنني لا أعتقد أن الشباب اليوم يستوعبون القوة التي كانت لهذه الأقوال في حينه، عندما استلقينا في القدس بعد احتلال حائط المبكى وسمعناه فجأة يتحدث في الراديو ويدعو إلى الانسحاب من كل المناطق، لأنه لا يمكننا السيطرة عليها، لأن هذا سيقضي علينا من الداخل".
أقوال ملتسر عن العلاقات المتبادلة بين لايبوفتش وبين الاعلام تتقوى بشكل غير مباشر ومفاجئ، من قبل لايبوفتش نفسه. في لقاء لصحيفة "مكور ريشون" (صحيفة ناطقة باسم "الحرديم" - المحرر)، أجري قبل عدة أشهر، تحدث ميخائيل ساسار عن محادثة كانت له مع البروفيسور المرحوم: "سألته في الكثير من المرات ‘كيف تتحدث بهذا الشكل؟‘، فأوضح لي: ‘نحن نعيش في عالم يحوي سيلا عظيمًا من المعلومات، ينهال عليك من الراديو والتلفزيون والجرائد، بحيث لو تحدثت بشكل معتدل، فإن أحدًا لن يسمعك".
* مستفز، مبعثر، صهيوني
ولكن لايبوفتش لا يحظى بالاجماع، خارج الحقل السياسي أيضًا. هناك من يشككون في أهميته كمُنظّر. في سنة 1995 كتب المؤرخ د. أفيعاد كلاينبرغ في "هآرتس" الكلمات الحادة التالية: "يمكن التناقش حول أهمية لايبوفتش كفيلسوف؛ ولكنه كان مستفزًا من دون منازع.. يمكن تعلم أمر ما من حقيقة مميزة للمجتمع الاسرائيلي وهي أن من لم يفهم شيئًا من منظومة لايبوفتش، أيضًا، وقع أسير دوغماتيته، أسير حزمه وقطعيته.. وقد عُرضت عليه جائزة إسرائيل لكونه ما كانه، وليس بفضل إنجاز عيني حققه. وعلى الرغم من مجالات إهتماماته الواسعة، لم يصل إلى إنجازات مهمة في أي واحد منها".
كلاينبرغ، رئيس برنامج الدراسات العامة في جامعة تل أبيب اليوم، لا يتحمس لتجديد هجومه على لايبوفتش، لكنه يوضح أن السنوات التي مضت لم تحمله على تغيير رأيه. "أنا أقف من وراء ما كتبت عندها. أنا أعتقد أنه لا يملك اليوم تأثيرًا كبيرًا، لا في السياسة ولا في الفلسفة. لايبوفتش لم يكن فيلسوفًا منظمًا، وإنما مُنظّرًا مبعثرًا. في السنوات الأخيرة يتم العمل على بناء "طريقة" من تنظيراته، ومن الصعب التنبؤ بمدى تأثير ذلك. كان له صوت واضح في الحقل السياسي، ولكن عندما نقرأ كتاباته الفلسفية فإن الوضوح ينعدم. مواقفه في أمور مختلفة كانت مركّبة وأحيانًا مبلبلة. من جهة كان لبراليًا، ومن جهة أخرى كان ذا إدراك ديني لا لبرالي وذا أفكار غير محبة للمسيحيين، مثلا".
تستصعب نعومي كيشر أن توافق كلاينبرغ: "ليس لدي أدنى شك في أن عطاءه في مجال الفكر الديني لن يُنسى، حتى لو لم يوافقوا عليه دائمًا. الاستفزازات هي التي ستُنسى بالذات. وبحسب رأيي، فإنه قام بثورة كوبرنيكية في الفكر حول اليهودية، وثورات كهذه لا تُنسى. حتى فرويد وداروين، اللذين تلاهما الكثير من مكملي الطريق والكثيرين ممن ناقشوهما، لم يُنتسيا، لأن الثورات لا تُمّحى".
يمكن تلخيص ثورة لايبوفتش، بحسب كيشر، بأنه "قرر ان الانسان يُمتحن بناء على ما يفعله وليس بناء على ما يفكر به. الفروض، بحسب رأيه، هي خلاصة عبادة الله، وبتطبيقها، فإن الانسان لا يدفع أهدافًا ما ولا يتوقع مردودًا ما. لا توجد بين الانسان والخالق علاقات متبادلة. لايبوفتش حوّل الواجب الديني الخارجي إلى نقطة إنطلاق، والايمان إلى أمر هامشي، وكان هذا مخالفًا تمامًا لما كان متعارفًا عليه حتى ذلك الوقت. كما أنه كان ثوريًا بالنسبة لتوجهه للنساء. لم يكن راضيًا بالمرة عن إبعاد النساء عن دراسة التوراة، ودعا إلى تغيير التشريع الديني لكي يتمكنّ من أن يكُنّ جزءًا من الثقافة الدينية. من هذه الناحية لم يكن محافظًا بالمرة".
- واليوم، في الوقت الذي تتقوى فيه الثورة النسوية في الصهيونية المتدينة، هل تعترف المنظرات البارزات بفضله هذا؟
"ليس كثيرًا. لايبوفتش أراد ثورة، وحتى النساء خفنَ منه. غالبيتهنّ يومنّ بتغيير هادئ وبطيء أكثر".
كيشر تعتقد أن لايبوفتش متعلق في مجال الفكر السياسي أيضًا، ومتعلق كثيرًا: "أيضًا في مجال العلاقة بيننا وبين جيراننا وحدود الدولة كان له تأثير على الجمهور. التحفظ من قدسية البلاد، التبريرات حول وجوب الانسحاب من المناطق، والصوت الذي أسمعه ضد ‘غوش أيمونيم‘، كلها أعطت الشرعية للذين دعموا التنازل عن المناطق. لقد برّأ ضمير كل الذين كانت لهم تساؤلات حول الاستعدلد للتنازل عن المناطق. وقد مكّنهم من القول بشجاعة إنه يجب التنازل عن المناطق في مرحلة ما، وإن هذا لن يكون كارثة. بقيت كل هذه الأمور. كما انه ساهم بشكل كبير في تذويت هذه الفكرة، بشكل بطيء ومثابر، من دون أن نشعر بذلك".
في يوم الثلاثاء (25 شباط) تشهد جامعة بن غوريون ندوة للذكرى المئوية لميلاد لايبوفتش، بمشاركة آفي رافيتسكي، مارسيل ديبواه، يرمياهو يوفيل وآخرين. د. دافيد أوحانا، منظم الندوة، مقتنع بأن لايبوفتش ما زال متعلقًا جدًا في نقاش آخر - نقاش مع من يسمون أنفسهم بـ "ما بعد صهيونيين" (بوست صهاينة)، وبحسب رأيه، فهم ينفون القاعدة التي تقوم عليها دولة إسرائيل: "لايبوفتش كان قبل كل شيء صهيونيًا، ومنح سمعة طيبة للصهيونية. ما هي الصهيونية؟ هي ألا يتحكم بنا الأغيار، وألا نتحكم بهم. فقط بين السنوات 48 إلى 67 حققنا هذا الشرط. كانت تلك صهيونيتنا الحديثة والمتنورة. من ناحيته كانت الصهيونية تحمل المسؤولية. المنفى هو تخفيض، ليس فيه أية مسؤولية، الصهيونية هي التنصل من التنصل. عندما تكون صهيونيًا، فإنك تكون مسؤولاً أيضًا عمّا يفعله كهانا وعمّا يفعله "الشاباك". لايبوفتش كان راديكاليًا، وليس بمفهوم المتطرف، وإنما بالمفهوم الأصلي للكلمة: الجذور. وقد وصل إلى جذر المسألة التي تخص دولتنا - أن تكون صهيونيًا متنورًا. منذ وفاته فإن الموضة الثقافية هي أن تكون لا صهيونياً، في حالة كونك راديكاليًا. لايبوفتش أثبت أنه بامكانك أن تكون الأمرين سويةً".
* يهودي، يساري، منبوذ
<إلى حضرة البروفيسور لايبوفتش سلام،
حتى الإنسان الذكي والمسن من المفترض به ان يحذر في تصريحاته وألا يتفوه بالأكاذيب وبلسان السوء.
وكما يبدو فإنك لا تسمع ولا تقرأ إلا نفسك ومجموعة متملقيك.. نحن اهتممنا بأن يحظى ممثلو "يوجد حد" و"سنة الـ 21" وأيضًا رافضو الضمير بتمثيل في قائمة للكنيست... أنت تتوقع أن يفعل عشرة أعضاء كنيست شيئًا ما. أنا أقف على رأس خمسة منهم. إذا لم نفعل نحن شيئًا فإن أحدًا لن يفعل. فلماذا إذًا تكون منفلتًا غلى هذا الحد في التثبيط من عزائمنا؟ أقترح عليك أن تجد هدفًا آخر لضرباتك على الرغم من كراهيتك الشديدة للسيدة آيخمان - ألوني.
بشديد الاحترام،
شولميت ألوني، 16-11-88".
(كُتبت الرسالة ردًا على انتقادات وجهها لابوفتش لشولميت ألوني وحزب "راتس" إثر موقفهم في موضوع رفض الخدمة العسكرية).
على الرغم من أن يشعياهو لايبوفتش كان الشجرة العالية التي تعلق بها الكثيرون في اليسار، إلا أن نقده الذي وجهه ضد عدد من قياديي اليسار كان في احيان عديدة لاذعًا، بما لا يقل عن الخصوم في اليمين. وأصلاً، يمكن تلخيص علاقة لايبوفتش باليسار، والأصح، تعامل اليسار مع لايبوفتش، كسوء تفاهم مؤسف. دافيد أوحانا: "اليسار الذي تبعه لم يفهم حتى النهاية منظومته الدينية والسياسية. أخذوا منه ما هو مريح، الدعوة إلى الخروج من المناطق، لكن المسألة السياسية كانت جزءًا فقط من منظومته الكاملة، التي بُنيت كلها على معارضة كل ما هو بدعة. رفض تقديس أي شيء غير الله. السجود أمام حائط المبكى هو بدعة، تقديس المناطق هو بدعة، وفي أوقات معينة، فإن التعظيم من شأن الدولة ورفعها إلى مرتبة تفوق كل شيء آخر، هو بدعة أيضا".
لايبوفتش، الذي أسس هويته على يهوديته وإيمانه الديني، والذي دعم بحماس إقامة دولة شريعة في الخمسينيات، كان بعيدًا جدًا عن الانتماء إلى قبيلة اليسار العلماني؛ كما أنه أعلن في القبيلة المتدينة - القومية، مقابل ذلك، كشخصية غير مرغوب فيها. آفي ساغي، بروفيسور للفلسفة في جامعة بار أيلان، وباحث في معهد "هرتمان" في القدس، وتلميذ سابق للايبوفتش، مقتنع بأن التعامل الشائع بين الجمهور المتدين - القومي مع معلمه المرحوم يمر في السنوات الأخيرة بتغيير دراماتيكي. من أعتبر "أبقراط" ونُبذ من مجموعته الطبيعية، يصنع طريقه تدريجيًا، بحسب ساغي، في عودة إلى قلب الاجماع: "بكثير من المفارقة، يعود لايبوفتش إلى نفس الوضع الذي كان فيه قبل إندلاع حرب الأيام الستة - بطل في أوساط الصهيونية المتدينة، ومغيّب بشكل شبه كلي في المجتمع العلماني. وحتى أواسط الخمسينيات كان جزءًا لا يتجزأ من المعسكر، وواحدًا من المتحدثين البارزين بإسمه. تدريجيًا، وعندما اكتشف أن الدولة هي عسكرية تحول إلى أكبر منتقد لها. الآن، بعد أكثر من أربعين سنة، ها هو يعود تدريجيًا. كتبه تُقرأ من قبل شبان وشابات، تصل إلي رسائل من تلاميذ المدارس الدينية (اليشيفوت) يدرسونه، من طلا بجامعيين يكتبون عنه رسالة دكتوراة".
- كيف كان يفضل أن يتذكروه، كمحارب سياسي أو كمُنظّر كبير؟
"لا أستطيع التحدث بإسمه. أنا اذكر مرةً، عندما عملنا على كتاب ‘يشعياهو لايبوفتش- عالمه ومنظومته‘، قلت له ‘شاييع، أوضح لي كيف يمكن أنك الناقد الأكثر لذعًا تجاه الناس الأقرب إليك - الجمهور المتدين، وبالذات، في نظر جمهور اليسار، الذي لا تستطيع أن تشرب معه حتى كأس ماء، أنت بطل‘. فجأةً صمت، نظر إليّ وصمت لعدة دقائق. رأيت إنسانًا حزينًا. هذه القطيعة عن جمهوره كانت تراجيديا كبيرة بالنسبة له".
* قماشة حمراء، خائن، مصلح إجتماعي
لا يشارك الجميع تقدير ساغي حول التقارب المتجدد بين يشعياهو لايبوفتش وبين المعسكر الصهيوني المتدين. "ساغي يرى ما يود رؤيته"، يقول واحد من حاخامات المعسكر، "ما يصفه صحيح ربما بالنسبة له ولمجموعة من مئة شخص من المحيطين به، لكن هذا لا يمثل الجمهور المتدين كله". رجال الفلسفة في جامعة بار إيلان، يضيف المعارضون ويقولون، يُعتبرون منذ فترة المؤشر اليساري عند الجمهور المتدين - القومي. كما أن ميخائيل ساسار متحفظ أيضًا: "غالبية الجمهور المتدين - القومي متمسكة بعقائدها بشدة. أنا أعتقد أن تقديرات ساغي وغيره ممن يدعون أنهم مكملو طريق لايبوفتش، هي تقديرات تفاؤلية زيادةً عن اللزوم. من الواضح أن غالبية المتدينين يستخفون به في مجال الفكر السياسي، وأكثر من ذلك في المجال الديني. وكإثبات، فإنه كان ينشر في الخمسينيات مقالات في جريدة "هتسوفيه" (ناطقة بلسان المعسكر الديني - القومي) واليوم لا يمكن تصور مثل هذا الأمر".
- غونين غينات، محرر "هتسوفيه"، هل هذا صحيح؟
"لأسباب مفهومة، يصعب علي قليلا أن أنشر في المدة الأخيرة مقالات للايبوفتش. ميخائيل ساسار بنفسه، مقابل ذلك، ينشر عندنا من مرة لأخرى مقالات وليست هناك أية مشكلة مع ذلك، كما أننا ننشر مقالات نقدية عن كتبه التي يكتبها حول لايبوفتش. ومن دون علاقة، أنا مقتنع بأنه بعد مئة سنة لن يتذكر أحد يشعياهو لابوفتش، ولكنهم سيستمرون في تدريس كتب أخته نحماه (باحثة دينية) في المدارس الدينية. لقد وضعته في جيبها الصغير، ولكن عدا مجموعة صغيرة من الحريديم، فإن أحدًا لا يعرفها. وبشأن لايبوفتش، عندما درس إبني في "الييشيفاه" (المدرسة الدينية) قبل العسكرية، وذهبت لزيارته، رأيت على الطاولة كتبًا للايبوفتش، تفسيرات على ‘نصوص الآباء‘. لم يخجل أحد من أنهم يقرأونه. لا يجب الموافقة مع مواقفه السياسية لكي نقرأ كتبه الدينية. عندما يدرّس الراب في منطقة سكني عن الرمبام فإنه يستعين بالكثير من الأمثلة من لايبوفتش، وهو يميني جدًا".
وما زال شيعياهو لايبوفتش يشكل قماشة حمراء للكثيرين من حاخامات الصهيونية المتدينة. وقبل مدة قصيرة، أصدر شموئيل إلياهو، الحاخام الرئيسي في صفد وإبن الحاخام مردخاي إلياهو، "فتوي" شرعية (هلاخاه) تمنع قراءة كتب لايبوفتش. وإذا كان ما يحمل ساغي على التفاؤل، على الرغم من ذلك، فهو موجود في المجموعة التي تقف من وراء موقع الانترنت الذي يحمل إسم يشعياهو لايبوفتش )www.liebowitz.co.il(. يحيئاف نجار، رجل حاسوب متدين في السابعة والعشرين من عمره من نتانيا، أقام الموقع قبل سنتين: "لمن يعرف لايبوفتش من ظهوره في التلفزيون، فإنه شخصية مكروهة بالنسبة له. عندما قرأت كتاباته اكتشفت فجأةً فكرًا وفهمًا عميقين. وكشاب متدين ليس هناك من تتحدث معه عن لايبوفتش في البيئة القريبة، وخاصةً انني كنت بعيدًا عن "المستنقع المقدسي" الذي يهتم به. غالبية البيئة المتدينة عدائية تجاهه جدًا. عندما تذكره، تسمع قبل كل شيء ‘كافر‘. من الصعب على الناس أن يسمعوه، وهو يعتبر خائنًا، ولكنه يغيظ أكثر بكثير، لأنه ليس يساريًا مع نظارات مدورة، بل هو واحد منّا. الانترنت هي أداة جيدة للوصول إلى جماهير لا تصلها عادة بالشكل المعتاد، ولذلك أقمت الموقع وانضم إليه أناس بسرعة".
لا تنقص نجار ومجموعته روح الدعابة. يوجد في الموقع قسم خاص مخصص لمشروع "يشعياهو ب"، وفيه رسم للايبوفتش كنبي الغضب. تحت الرسم مكتوب: "نحن، أعضاء جمعية ‘وجاء مخلِّصٌ إلى صهيون‘، وضعنا نصب أعيننا هدف حمل الدولة على الاعتراف ببروفيسور لايبوفتش كنبي!" وبعد ذلك يقترحون ضم مجموعات مقالات له إلى الكتب المقدسة، وتسميتها "يشعياهو ب".
من يعمل بجد لتخليد ذكرى لايبوفتش هم أبناء عائلته، وهناك الكثير منهم. من بين ستة أبناء يشعياهو وغارتا لايبوفتش، مات إثنان نتيجة مرض في أيامهم الأولى. الأربعة المتبقون لحقوا والديهم (الأم كانت صاحبة دكتوراة في الرياضيات) إلى حياة مهنية أكاديمية: إلياه لايبوفتش هو بوفيسور للفيزياء الفلكية، ميرا عوفران صاحبة دكتوراة في الفيزياء، يوسي يوفال صاحب دكتوراة في الكيمياء ويسكا لايبوفتش هي محامية، مدعية لواء الجنوب. وعدد من الأحفاد أصبحوا مشاهيرَ أيضًا: يورام يوفال، مؤلف الكتاب الناجح "عاصفة في النفس" والمحامي شماي لايبوفتش، محامي مروان برغوثي، الذي نجح في خلق عاصفة جماهيرية عندما شابه بين موكله وبين النبي موسى.
بعد موت والدها، انكبت ميرا عوفران، مع بعض من أبناء عمها الصغير، على تجميع رسائله. وقد نشرت نتاج عملها، كما ذُكر، في كتاب، لكن عوفرون تقول إن الكتاب تضمن قسمًا قليلاً من الرسائل التي وجدتها. على الرغم من ذلك، فليست هناك خطة لاصدار مجموعة أخرى. حاليًا، تتجه غالبية جهود التوثيق باتجاه عدد هائل من الشرائط التي خلفها لايبوفتش من ورائه. "لو جلست لتستمع لها كلها"، تقول عوفران، "لن تنتهي من ذلك ولو بعد سنة ونصف السنة. لقد قدم محاضرات في كافة أنحاء البلاد وقام الناس بتسجيله. عندما قدم الناس للتحدث إليه بشكل شخصي جاءوا مع مسجل، وقد قال لي عشرات الناس، إن لم يكن أكثر من ذلك، إن بحوزتهم شرائط له. هناك أيضًا تسجيلات من درس أسبوعي قدمه في "يشورون" عن "دليل الحائرين"، ودورة عن فلسفة البيولوجيا مررها ولم تجهز بعد".
"لايبوفتش لم يكن راضيًا عندما قالوا عنه إنه أسطورة"، تقول نعومي كيشر، "ولكنه لو كان أمرًا ما لكان أسطورة في تدمير الأساطير. لقد كان شخصية حولت تدمير الأساطير إلى هدف هام، وأخلاقي، لا مجرد تسلية إجتماعية أو من أجل الإغضاب فقط، بل لأن بوسع الأساطير أن تكون خطيرة، وفيها عنصر غير عقلاني ومضر. وقد تحول إلى المصحح الاجتماعي، إلى من يظهر الأعطاب والأخطاء وبذلك يبعث على التغيير. لقد تحول إلى ما كان عليه بفضل المضامين وبفضل الفظاظة في الصياغات، والنبرة القاطعة، من دون أية تفسيرات واعتذارات، التي قال بها ما قاله. وإلى آخر أيامه، لم تخمد هذه الروح عنده. لقد عمل بطريقة العلاج بالصدمات: في البداية نُبذت أقواله، بعد ذلك اعتادوا عليها وفي النهاية بدأت هذه الأقوال بالنفوذ. نحن اليوم نتحسر على شخصية كهذه، تخرجنا من التصلب الفكري".
(ملحق "هآرتس"، 21 شباط)
ترجمة: "مدار"