على هامش المشهد

البروفسور شلومو زند يبحر آلاف السنين إلى الوراء لإثبات أن الشعب اليهودي لم يكن أبداً "شعبا عرقيا ذا أصل مشترك"، ويؤكد:أنا خزري فخور! * ويضيف: إن ما يمكن أن يكرّس ويوطد وجودنا هنا هو إقامة مجتمع مفتوح لسائر المواطنين الإسرائيليين

 

 

بقلم: عوفري إيلاني *

 

 

 

وفقاً لادعاءات البروفسور شلومو زند، مؤلف كتاب "متى وكيف اختُرع الشعب اليهودي؟"، الذي صدر حديثاً عن "منشورات ريسلينغ" [يعمل المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار على ترجمته]، فإن قبيلة ملكة الخزر (البربرية) داهية الكاهنة وقبائل أخرى اعتنقت الديانة اليهودية في شمال أفريقيا (في القرن السابع الميلادي)، هي المصدر الرئيس الذي انبثق عنه يهود إسبانيا.

 

هذا الادعاء القائل بأن أصول يهود شمال أفريقيا تعود إلى قبائل محلية اعتنقت اليهودية، وليس إلى اليهود المنفيين من "أورشليم" (القدس)، إنما هو فقط أحد المداميك في طرح مسهب عرضه زند في مؤلفه الجديد المذكور، ويحاول أن يثبت فيه بأن اليهود الذين يعيشون اليوم في إسرائيل وأماكن أخرى في العالم ليسوا على الإطلاق أحفاد "الشعب العتيق" الذي عاش في "مملكة يهودا" في فترة "الهيكل الثاني". وعلى ما يقوله زند فإن أصولهم تعود إلى شعوب مختلفة اعتنقت اليهودية على مرّ التاريخ في أماكن مختلفة من حوض البحر الأبيض المتوسط والمناطق المجاورة، وأن هذا يشمل أيضاً يهود اليمن (بقايا مملكة حمير في شبه الجزيرة العربية التي اعتنقت اليهودية في القرن الميلادي الرابع) ويهود أوروبا الشرقية الإشكنازيين (بقايا مملكة الخزر التي اعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي).

 

خلافاً للـ "مؤرخين الجدد" الآخرين، الذين سعوا إلى تقويض مسلمات الهستوريوغرافيا الصهيونية، لا يكتفي زند بالعودة إلى سنة 1948 أو إلى بداية الصهيونية بل يبحر آلاف السنين إلى الوراء، ساعياً إلى إثبات أن الشعب اليهودي لم يكن أبداً "شعبا عرقيا" ذا أصل مشترك، وإنما هو خليط كبير ومتنوع لمجموعات بشرية تبنت في مراحل مختلفة من التاريخ الديانة اليهودية. وبحسب قوله فإن النظرة الميثولوجية لليهود كشعب عريق أدّت بعدد من المفكرين الصهيونيين إلى تبني فكر عنصري تماماً. ويقول زند "كانت هناك فترات في أوروبا إذا ما قال فيها أحد إن جميع اليهود ينتمون إلى شعب ذي أصل غير يهودي كان مثل هذا الشخص يُنعت فوراً باللاسامية. أما اليوم فإذا ما تجرأ أحد ما على القول إن الذين يعتبرون يهوداً في العالم (...) لم يشكلوا أبداً شعباً أو قومية، وإنهم ليسوا كذلك حتى الآن، نجده يوصم في الحال بكراهية إسرائيل" (ص31).

 

ويرى زند أن وصف اليهود كشعب مشرد ومعزول من المنفيين الذين "عاشوا في تنقل وترحال على امتداد الأيام والقارات ووصلوا إلى أقاصي الدنيا وفي نهاية المطاف استداروا مع قدوم الصهيونية ليعودوا جماعياً إلى وطنهم الذي شردوا منه" ما هو إلاّ "ميثولوجيا قومية".


•سؤال: متى إذن اختُرع الشعب اليهودي، بحسب نظرية زند؟!

 

- زند: "في مرحلة معينة من القرن التاسع عشر أخذ مثقفون من أصل يهودي في ألمانيا على عاتقهم مهمة اختراع شعب بأثر رجعي، وذلك من منطلق رغبتهم الجامحة في اختلاق قومية يهودية عصرية. فمنذ المؤرخ هاينريخ غيرتس شرع كتاب ومثقفون يهود بإعادة كتابة تاريخ اليهود كتاريخ شعب تحول إلى شعب مشرد انعطف في نهاية المطاف ليعود إلى وطنه".


•من ناحية عملية فإن كتابك لا يتمحور حول مسألة "اختراع الشعب اليهودي" من قبل القومية اليهودية وإنما يتناول بالأساس مسألة من أين أتى اليهود؟

 

- زند: "كانت النية الأولية هي تناول نوع معين من المواد الهستوريوغرافية الحديثة وتفحص كيف اخترعوا "الشعب المتخيل" للشعب اليهودي. ولكن عندما بدأت بمقارنة المصادر الهستوريوغرافية وجدت أن هناك تناقضات، وهو ما شكل دافعاً لي، فشرعت في العمل دون أن أعرف مسبقاً إلى أين سأصل. أخذت مواد أولية وسعيت إلى تفحص نظريات وطروحات مؤلفين عن العصور القديمة وما كتبوه عن التهويد- (اعتناق اليهودية)".

 

وكان زند، وهو مؤرخ للقرن العشرين، قد وضع أبحاثاً حول التاريخ المعاصر لفرنسا الحديثة (في كتاب "المثقف، الحقيقة والقوة" منشورات " عام عوفيد" 2000) والعلاقات بين السينما والتاريخ السياسي ("السينما كتاريخ"- عام عوفيد 2000).


•يقول خبراء في تاريخ الشعب اليهودي إنك تبحث في موضوعات ليس لديك أي فهم حولها وإنك تعتمد على مؤلفات ومراجع ليس في مقدورك أن تقرأها بلغتها الأصلية؟

 

- زند: "هذا صحيح، إذ أنني مؤرخ حول فرنسا وأوروبا ومتخصص في التاريخ المعاصر لا التاريخ القديم. كنت أدرك أنني إذا ما بحثت في فترات كهذه من التاريخ القديم فسوف أتعرض لانتقادات كاسحة من جانب مؤرخين متخصصين في ميادين بحث التاريخ القديم. لكنني قلت لنفسي بأنني لا أستطيع حصر انشغالي في مواد التأريخ المعاصر من دون تفحص الوقائع التي تتحدث عنها. ولولا أنني أقوم بذلك بنفسي لكان علي الانتظار جيلاً كاملاً".

 

النفي لم يحدث قطّ!

 

 

استهل زند الفصل الثالث من كتابه، الذي جاء تحت عنوان "اختراع المنفى" بالعبارة التي استهلت بها وثيقة إعلان قيام إسرائيل: "بعد أن نفي عنوة من بلاده حافظ الشعب -اليهودي- على إيمانه بها طيلة مدة شتاته ولم يكف عن الصلاة أو يفقد الأمل بعودته إليها واستعادة حريته السياسية فيها". غير أن زند يؤكد أن "نفي الشعب من وطنه لم يحدث أبداً من ناحية عملية". ويضيف: لقد كانت رواية النفي والتشريد ضرورية من أجل بناء ذاكرة للمدى البعيد وضع فيها شعب عرقي متخيل ومنفي كاستمرار مباشر للشعب التوراتي القديم. ويمضي زند قائلاً "إن عملية نفي الشعب اليهودي ما هي في الأصل إلاّ أسطورة مسيحية وصفت نفي اليهود كقصاص إلهي فرض عليهم لرفضهم البشرى المسيحية". ويضيف موضحاً: "شرعت بالتفتيش عن كتب تبحث في نفي اليهود من البلاد، عن سبب أو حدث مؤسس في التاريخ اليهودي، كالمحرقة النازية تقريبا، لكنني فوجئت حين تبين لي أنه لا وجود لكتب أو أدبيات توثق مثل هذا الحدث. والسبب بسيط وهو أنه لم يقم أحد على الإطلاق بنفي شعب البلاد، فالرمانيون لم ينفوا شعوباً (عقب فتوحاتهم)، وما كان في إمكانهم القيام بذلك حتى لو أرادوا، إذ لم تتوفر لديهم قطارات أو شاحنات من أجل ترحيل أو نفي شعوب أو مجموعات سكانية بأكملها. من هنا ولدت فكرة الكتاب كله..".


•إذا كان الشعب اليهودي لم يتعرض للنفي، فهذا يعني أنك تدعي عمليا أن الأحفاد الحقيقيين لسكان مملكة يهودا هم الفلسطينيون؟

 

- زند: "لا يمكن لأي مجموعة سكانية أن تبقى نقية طوال فترة تمتد لآلاف السنوات. ولكن احتمالية أن يكون الفلسطينيون هم من سلالة الشعب اليهودي القديم أكبر بكثير من احتمالية أن أكون أنا أو أنت من سلالة هذا الشعب. لقد كان الصهيونيون الأوائل يعلمون تماماً أنه لم تحدث عملية نفي وأن الفلسطينيين هم أحفاد سكان البلاد القدماء. حتى أن الرئيس الثاني لدولة إسرائيل، إسحق بن تسفي، كتب في سنة 1929 قائلاً إن "الأكثرية الساحقة من الفلاحين ليست في الأصل من سلالة المحتلين العرب وإنما هم يتحدرون في الأصل، وقبل ذلك بكثير، من الفلاحين اليهود الذين شكلوا أغلب قوام سكان البلاد".


•ولكن كيف ظهر ملايين اليهود من حول البحر المتوسط؟

 

- زند: "الشعب لم يتوسع، لكن الدين اليهودي هو الذي امتد وتوسع. فاليهودية كانت ديانة تهويدية. وخلافاً للرأي السائد، فقد كانت اليهودية القديمة تنطوي على تعطش شديد لتغيير الدين، وكان الحشمونائيم أول من باشر في عمليات التهويد الجماعية وذلك بتأثير من (الحضارة) الهيلينية. عمليات التهويد التي جرت في الفترة الواقعة بين تمرد الحشمونائيم وتمرد المكابيين ("تمرد بار كوخبا") هي التي مهدت الأرضية للانتشار الواسع للديانة المسيحية فيما بعد. فقد أدى انتصار المسيحية في القرن الرابع الميلادي إلى كبح جماح حركة التهويد في العالم المسيحي وإلى هبوط حاد في عدد اليهود. ويمكن الافتراض أن الكثيرين من اليهود الذي عاشوا من حول البحر الأبيض المتوسط في تلك الفترة تحولوا إلى مسيحيين. غير أن اليهودية أخذت تمتد في ذلك الوقت إلى مناطق أخرى، وثنية، مثل اليمن وشمال أفريقيا. ولولا أن اليهودية استمرت في التهويد في تلك الفترة في المناطق الوثنية لكانت قد بقيت ديانة هامشية للغاية في أحسن الأحوال".


•كيف توصلت إلى الاستنتاج بأن يهود شمال أفريقيا هم في الأصل من قبائل البربر التي اعتنق جزء منها الديانة اليهودية؟

 

- زند: "بدأت أتساءل كيف ظهرت جاليات يهودية كبيرة بهذا الحجم في إسبانيا... ولاحظت أن طارق بن زياد، القائد الأعلى لقوات الفتح الإسلامي التي احتلت إسبانيا، كان من أصل بربري وكذلك أغلبية جنوده. وكانت المملكة البربرية اليهودية بقيادة الملكة داهية الكاهنة قد هزمت قبل ذلك بـ15 عاماً فقط. وفي الحقيقة هناك عدة مصادر مسيحية تقول إن الكثيرين من الجنود المحتلين لاسبانيا كانوا من المتهودين".

 

ويقول زند إن الزيادة الديمغرافية الحاسمة التي طرأت على عدد اليهود في العالم، حصلت في أعقاب تهويد مملكة الخزر التي قامت في العصور الوسطى على ضفاف نهر الفولغا، وامتدت سيطرتها في أوجها من جورجيا وحتى كييف. ففي القرن الثامن الميلادي اعتنق ملوك الخزر الديانة اليهودية وجعلوا اللغة العبرية لغة الكتابة في مملكتهم. في القرن العاشر ضعفت المملكة وبحلول القرن الثالث عشر منيت بهزيمة نكراء على يد الغزاة المنغوليين، ولم يعرف ما حل بمصير سكانها اليهود. ويؤكد زند على الفرضية التي طرحها مؤرخون في القرن التاسع عشر والقرن العشرين ومؤداها أن الخزر المعتنقين لليهودية هم أصل الطوائف اليهودية في أوروبا الشرقية. ويقول زند: "في بداية القرن العشرين كان هناك تجمع ضخم لليهود في أوروبا الشرقية... ففي بولندا وحدها كان هناك قرابة 3 ملايين يهودي... غير أن الهستوريوغرافيا الصهيونية تدعي أن أصولهم تعود إلى الطائفة اليهودية القديمة في ألمانيا، لكنها لا تنجح في تفسير كيف استطاع يهود قلائل قدموا من غرب أوروبا في تأسيس شعب الييديش في شرق أوروبا..". ويضيف زند مؤكداً أن يهود شرق أوروبا هم "خليط من الخزر والسلافيين الذين دحروا غرباً".


•ولكن إذا كان يهود شرق أوروبا لم يأتوا من ألمانيا، فلماذا يتحدثون الييديش التي هي إحدى اللغات الألمانية؟!

 

- زند: "كان اليهود شريحة ذيلية للبرجوازية الألمانية في الشرق، ومن هنا تبنوا كلمات ومفردات ألمانية. وأنا أستند هنا إلى البحوث والدراسات التي أجراها الباحث بول فيكسلر من جامعة تل أبيب، والذي أثبت أنه لا توجد علاقة اشتقاقية بين اللغة اليهودية الألمانية في العصور الوسطى وبين لغة الييديش. إلى ذلك فقد ذكر الحاخام (الرابي) إسحق بار ليفينزون في سنة 1828 أن اللغة القديمة لليهود (في ألمانيا) لم تكن الييديش. حتى بن تسيون دينور، أبو ومؤسس الهستوريوغرافيا الإسرائيلية، لم يتورع عن وصف الخزر بأنهم أصل اليهود في شرق أوروبا كما وصف مملكة الخزر بأنها (أم المنافي) في أوروبا الشرقية. ولكن منذ سنة 1967 تقريباً بات ينظر إلى كل من يتحدث عن الخزر كآباء ليهود شرق أوروبا على أنه مهووس أو مخرف".


•لماذا تعتقد أن فكرة الأصل الخزري مرعبة إلى هذا الحد؟

 

- زند: "واضح أن التخوف هو من تقويض الحق التاريخي (لليهود) في هذه البلاد. فالكشف عن أن اليهود ليسوا في الأصل من "مملكة يهودا" من شأنه أن ينسف ظاهرياً شرعية وجودنا هنا، في البلاد. فمنذ بداية فترة ما بعد الكولونيالية لم يعد في وسع المستعمرين أن يدعوا ببساطة: "أتينا، انتصرنا والآن نحن نسود هنا"، مثلما ادعى في حينه الأميركيون والمستعمرون البيض في جنوب إفريقيا وأستراليا. هناك خشية عميقة جداً من التشكيك في حق وجودنا هنا".


•وهل يوجد مبرر لهذا التخوف؟

 

- زند: "كلا. أنا لا أعتقد أن الأسطورة التاريخية حول النفي والتشرد هي مصدر شرعية وجودي هنا، لذا لا يضيرني أن أؤمن بأنني خزري في الأصل. أنا لا أخشى من تقويض مبرر وجودنا، لأنني أعتقد أن طابع دولة إسرائيل يقوّض هذا المبرّر بصورة أخطر بكثير. إن ما يمكن له أن يكرس ويوطد وجودنا هنا ليس حقوقاً تاريخية ميثولوجية، وإنما أن نباشر في إقامة مجتمع مفتوح لسائر المواطنين الإسرائيليين".

 

 

لا أعترف بوجود شعب يهودي عالمي

 


•لكنك عملياً تقول: لا يوجد هناك شعب يهودي؟

 

- زند: "أنا لا أعترف بوجود شعب يهودي عالمي. أنا اعترف بـ "شعب الييديش" الذي عاش في شرق أوروبا، والذي لا يعتبر في الواقع قومية، لكن يمكن اعتباره حضارة ييديش ممزوجة بثقافة شعبية عصرية. أعتقد أن القومية اليهودية انبثقت على أرضية "شعب الييديش". كذلك أنا أعترف بوجود قومية إسرائيلية ولا أنكر حقها في السيادة والاستقلال. لكن الصهيونية، وكذلك القومية العربية، غير مستعدتين للاعتراف بهذه القومية (أي الأمة الإسرائيلية)... فدولة إسرائيل، حسب وجهة نظر الصهيونية، ليست دولة مواطنيها، وإنما دولة الشعب اليهودي فقط".


•وما الخطير في أن يتخيل اليهود أنهم ينتمون إلى شعب واحد؟ ما السيء في ذلك؟

 

- زند: " إن الخطاب الإسرائيلي حول الجذور ينطوي على قدر من الشطط والخيال، وهو خطاب مركزي إثني، بيولوجي... لكن إسرائيل لن تتمكن من البقاء كدولة يهودية، وإذا لم تتحول إلى مجتمع منفتح متعدد الثقافات فسوف تواجه كوسوفو في الجليل. وإذا كنت قد ساهمت من خلال كتابي في أن أتمكن أنا وأبنائي من العيش مع الآخرين هنا في هذه الدولة في وضع تسوده مساواة أكبر، فإنني أكون بذلك قد قدمت ما عليّ. علينا أن نبدأ بالعمل من أجل تحويل إسرائيل إلى جمهورية إسرائيلية لا يكون الأصل والعقيدة فيها أموراً ذات صلة من ناحية قانونية.

"إن من يعرف النخب الشابة في أوساط عرب إسرائيل سيدرك أن هؤلاء الشبان لن يوافقوا على العيش في دولة تعلن بأنها ليست دولتهم. ولو كنت فلسطينياً لما ترددت في التمرد ضد مثل هذه الدولة، ولكنني متمرد عليها كإسرائيلي أيضاً... أنا مواطن في هذه الدولة ولكنني مؤرخ أيضاً، وبالتالي من واجبي أن أكتب التاريخ وأن أتفحص النصوص وهذا ما فعلته في كتابي".


•إذا كانت أسطورة الصهيونية هي الشعب اليهودي الذي عاد إلى وطنه من المنفى، فما هي أسطورة الدولة التي تتخيلها؟

 

- زند: "إن أسطورة مستقبلية أفضل في نظري من أساطير خرافية انعزالية ماضوية. لقد بات الأميركيون والأوروبيون أيضاً يرون أن ما يبرر وجود القومية هو ضمانة مستقبلية لقيام مجتمع منفتح، متقدم، تعمه الوفرة والرخاء. هناك عناصر إسرائيلية متوفرة على هذا الصعيد، لكنه يجب أن تضاف إليها مثلاً أعياد إسرائيلية عامة والتقليل بعض الشيء من "أيام الذكرى" واستبدالها بأيام ومناسبات مكرسة للمستقبل. وعلى سبيل المثال يمكن إضافة ولو ساعة واحدة لذكرى النكبة" ( نكبة الشعب الفلسطيني في 1948).

 

________________________________

 

* كاتب من أسرة صحيفة "هآرتس". هذه المقابلة ترجمة خاصة بـ "المشهد الإسرائيلي". المصدر: ملحق "سفاريم" (كتب) في الصحيفة.