تدهور كبير في أوضاع التعليم العالي في إسرائيل

وثائق وتقارير

حول استطلاع مؤشر الديمقراطية في إسرائيل- 2012

 كتب سعيد عياش:

 شارت معطيات إجمالية وردت في الاستطلاع الأخير لـ "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية 2012" إلى أن أغلبية الإسرائيليين (اليهود) لا تشعر بالقلق على "مستقبل إسرائيل" من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية وأن تقييمها للوضع العام للدولة يتراوح في حدود المتوسط، وإن كانت هذه الأغلبية، حسبما أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجري على عينة تمثيلية عشوائية شملت 1025 شخصا بالغا من السكان اليهود والعرب، لا تبدو راضية عن الأداء السياسي والاقتصادي لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذات التوجهات والميول اليمينية.

 

وجاء في تلخيص لأهم المعطيات التي تضمنها استطلاع "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية" لهذا العام، والذي يجريه سنويا "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" بواسطة مركز "غوطمان" العامل في إطار المعهد ذاته:

· وفقا للتلخيص الذي قدمته البروفسور تمار هرمان، المترأسة للطاقم الذي قام بإعداد وتحضير "المؤشر"، فإن تقييمات الجمهور الإسرائيلي للوضع السياسي والمستقبل المتوقع لإسرائيل لم تظهر في هذا العام إشارات تدهور ملموسة مقارنة بالعام الفائت، حيث بينت المعطيات أن نسبة المتفائلين في المجتمعين اليهودي والعربي فيما يتعلق بمستقبل إسرائيل (6ر75%) أعلى بوضوح من نسبة المتشائمين (8ر21%).

· كذلك فقد مالت تقديرات الجمهور للوضع الاقتصادي الإسرائيلي نحو الإيجاب (1ر38% قدروا أن الوضع الاقتصادي "جيد"، ورأى 5ر40% أنه "بين بين" فيما اعتبر 20% أنه "سيء") وذلك على الرغم من موجة الغلاء المتصاعدة التي تجتاح الدولة منذ أكثر من عام، والتي أدت إلى اندلاع موجة احتجاجات اجتماعية في الشارع الإسرائيلي ما زالت مستمرة بين علو وخفوت.

· في المقابل أشارت معطيات "مؤشر" العام الحالي إلى أن غالبية الإسرائيليين (59%) غير راضية عن أداء الحكومة (وكذلك فيما يتعلق بأداء السياسيين والأحزاب) وقالت الأكثرية إن الحكومة لا تعالج بشكل جيد مشاكل الدولة. وأعربت الأغلبية، في الوسطين اليهودي والعربي، (61% في الوسط الأول و6ر68% في الثاني) عن الشعور بأن قدرتها على التأثير في سياسات الحكومة "محدودة جداً" أو "معدومة تماما".

· وعلى الرغم من أن المعطيات أشارت إلى أن مستوى اهتمام الإسرائيليين بالسياسة ما زال مرتفعا بالإجمال، وان كان قد طرأ في هذا العام انخفاض ملحوظ على هذا المستوى مقارنة بالعام الفائت (7ر66% مقابل 8ر76% في العام 2011). إلا أن أغلبية المشمولين في الاستطلاع (2ر75%) صرحوا بأنهم لا يؤيدون حزبا بعينه، أو أعضاء في أي حزب. فيما قال أكثر بقليل من ثلث المشمولين في العينة فقط (6ر37%) إنهم يشعرون بأنه يوجد اليوم حزب يمثل جيدا آراءهم.

· وفيما يتعلق بشكل المشاركة السياسية الأكثر تأثيرا، رأت الأغلبية أن هذا الشكل يتمثل في المقام الأول في التصويت في الانتخابات العامة (7ر60%) يليه بترتيب تنازلي: الاحتجاج عن طريق الانترنت، المشاركة في المظاهرات، العضوية في منظمة مدنية أو في حزب سياسي، فيما رأت أقلية ضئيلة (7ر12%) أن استخدام القوة هو شكل مؤثر من أشكال المشاركة.

· من بين العوامل المؤثرة على الإسرائيليين بشكل عام بالنسبة إلى الحزب الذي يصوتون له، أظهرت معطيات الاستطلاع أن لزعيم الحزب، أو رئيس القائمة، التأثير الأكبر (26%) يليه برنامج الحزب (8ر20%).

· فيما يتعلق بالاحتجاج الاجتماعي الذي شهدته إسرائيل في صيف العام 2011، أشارت المعطيات إلى أن أغلبية المشتركين في العينة تعتقد أن الاحتجاج نجح في تعزيز وزيادة الاهتمام الإعلامي والوعي العام بالمواضيع الاجتماعية والاقتصادية، لكنه لم يحقق نجاحا يذكر في تغيير سلم الأولويات الحكومي، وأنه فشل في إضعاف مركز ونفوذ أصحاب رؤوس الأموال في إسرائيل.

· وفيما أظهرت المعطيات أن أغلبية المشتركين اليهود والعرب في العينة (6ر62% لدى اليهود و9ر53% لدى العرب) تتحفظ تجاه فكرة "الزعيم القوي"، فقد أيدت الأغلبية في العينة اليهودية (6ر52%) الرأي القائل بوجوب منع كل من يلقي خطابا من توجيه نقد شديد إلى الدولة بصورة علنية، وعارضت أغلبية المشمولين في العينة العربية (6ر68%) مثل هذا المنع.

· أظهرت معطيات استطلاع "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية- 2012" أن التعريف المفضل للدولة الأكثر رواجا بين الإسرائيليين (اليهود) هو التعريف المزدوج "يهودية وديمقراطية" (9ر41%)، بينما بلغت نسبة المفضلين للمكون اليهودي في تعريف الدولة 3ر34%، ونسبة المفضلين للمكون الديمقراطي 8ر21% فقط.

· في تصنيف حدة وخطورة التوترات في المجتمع الإسرائيلي، جاء في المكان الأول التوتر بين اليهود والعرب، يليه بترتيب تنازلي: التوتر بين العلمانيين والمتدينين، بين الأغنياء والفقراء، بين اليمين السياسي- الأمني واليسار السياسي- الأمني، وبين الأشكناز والشرقيين.

· أظهر الاستطلاع أن الشعور بالانتماء إلى الدولة ومشاكلها وهمومها مختلف جداً لدى المشتركين اليهود والعرب في العينة (9ر72% لدى اليهود و7ر27% لدى العرب)، وأن الذين شاركوا في احتجاج صيف العام الماضي يشعرون بانتماء عال أكثر إلى الدولة من الذين لم يشاركوا في الاحتجاج.

· أعربت أغلبية اليهود المشمولين في العينة (3ر58%) عن اعتقادها أن المواطنين العرب في إسرائيل لا يعانون من غبن أو إجحاف (تمييز) وذلك على عكس ما اعتقدته أغلبية العرب (9ر74%) في هذا الخصوص.

· أغلبية اليهود (1ر89%) المشمولين في العينة قالوا إنهم "يفخرون بإسرائيليتهم" بينا كان هذا الشعور لدى العرب منخفضا أكثر (5ر44%). وقال 87% من اليهود إنهم يريدون على المدى البعيد مواصلة العيش في إسرائيل، بينما بلغت نسبة العرب الذي يريدون الأمر ذاته 7ر90%.

· وضع المشاركون اليهود في العينة في صدارة ترتيب المؤسسات التي يثقون بها الجيش الإسرائيلي (2ر94%) ويليه رئيس الدولة (3ر84%)، فيما تصدرت هذا الترتيب لدى العرب المحكمة الإسرائيلية العليا (78%) وتليها وسائل الإعلام (7ر59%).