جديد "مدار": "قضايا إسرائيلية"، العدد 19

أحزاب وحركات سياسية

غالب مجادلة يحل محل وزير يهودي استقال احتجاجا على توزير أفيغدور ليبرمان ذي المواقف العنصرية من العرب

 

 

أثار قرار زعيم حزب "العمل" وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس تعيين رئيس "اللواء العربي" في الحزب النائب العربي في الكنيست غالب مجادلة وزيرا للعلوم والرياضة في الحكومة خلفا للوزير المستقيل اوفير باز بينيس ردود فعل متباينة في الساحة الحزبية وإن التقت جميعها في اعتبار القرار "لعبة سياسية" و"صفقة انتخابية تفوح منها رائحة كريهة" يريد منها بيرتس مقايضة توزير عربي بتصويت أعضاء "العمل" من العرب له في الانتخابات الداخلية على زعامة الحزب أواخر ايار (مايو) المقبل التي تشير الاستطلاعات الى انه سيخسرها حتما.

وبينما حاول بيرتس التسويق لقراره على أنه "خطوة تاريخية" باعتبار ان مجادلة سيكون "أول وزير عربي" في تاريخ حكومات إسرائيل- القاموس الإسرائيلي لا يعتبر الوزير السابق في حكومة ارييل شارون الأولى صالح طريف (والدروز عموما) عربيا - اعتبره منافسوه على زعامة "العمل" مناورة مكشوفة مشيرين الى ان توقيتها يؤكد ذلك وأنه لو أراد زعيم "العمل" توزير عربي لفعل ذلك عند تشكيل الحكومة في ايار (مايو) من العام الماضي، علما ان 42 ألف عربي صوتوا في الانتخابات العامة الأخيرة لحزب "العمل".

 

حدث تاريخي؟؟

 

واستغرب المعلقون في الشؤون الحزبية قبول مجادلة (53 عاما)، العضو العربي الأبرز في حزب "العمل"، اقتراح بيرتس والموافقة على الجلوس على كرسي الوزير بينيس الذي استقال من منصبه احتجاجا على ضم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يحمل أجندة عنصرية ضد العرب افيغدور ليبرمان. وذكّر المعلقون مجادلة بتصويته ضد توزير ليبرمان ومطالبته حزبه بمغادرة الائتلاف الحكومي احتجاجا، إلا ان الكرسي الأثير أغرى مجادلة ليبرر قبوله بالمنصب الوزاري بأنه "سيخدم أكثر من مليون عربي داخل إسرائيل"، في حكومة صادقت الأسبوع الماضي على موازنة عامة تميز ضد المواطنين العرب خصص أقل من 5 في المائة من حجمها للبلدات العربية التي يشكل سكانها 20 في المائة من السكان في إسرائيل. واعتبر مجادلة تعيين "اول عربي مسلم في حكومة إسرائيلية حدثا تاريخيا سيكون له وقعه الخاص..". وقال ان توزيره "انجاز في المعركة من اجل السلام والمساواة داخل إسرائيل..".

وقال المعلق السياسي في الإذاعة الإسرائيلية حنان كريستال ان تعيين مجادلة وزيرا سيدفع برئيسها الى عدم خوض الحكومة بهيئتها الكاملة في مسائل سياسية وأمنية حساسة وان هذه سيتم بحثها في الحكومة المصغرة..

 

"سلوك خطير على القيم الأخلاقية"

 

واصدر "التجمع الوطني الديمقراطي" بيانا لوسائل الإعلام اعتبر فيه قرار بيرتس توزير مجادلة "خطوة مفضوحة لكسب تأييد عرب حزب العمل في الانتخابات التمهيدية". وأضاف ان ما يجب أن يدان قبل ذلك هو "موافقة عربي على احتلال مقعد نائب يهودي صهيوني استقال إثر ضم ليبرمان الى الحكومة بسبب موقف الأخير العنصري من العرب، هذا إضافة لكون هذه الحكومة حكومة المجازر في غزة والضفة الغربية ولبنان، حكومة القوانين العنصرية وهدم البيوت".

وأشار البيان الى وجوب تحرك الحركة الوطنية والقوى السياسية العربية لحماية الشارع العربي وخاصة الشباب من آثار هذا السلوك على القيم "وهو سلوك تدينه كل الأخلاق والأعراف والقيم التقليدية وغير التقليدية الذي يثبت أن عرب الأحزاب الصهيونية يتصرفون دون موقف، ومن منطلق انتهازي يحيّد تماما الوازع الأخلاقي والاجتماعي الذي قد يتوافر عند بعض النواب اليهود في الأحزاب الصهيونية."

واعتبر رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية النائب محمد بركة قرار بيرتس، "مستهجنا" وعزاه الى احتياجات داخلية في حزب "العمل" في إطار الصراع على مراكز القوى في الحزب قبل الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب.

وقال في بيان أصدره إنه لمن السخرية القول إن مجادلة سيمثل العرب في هذه الحكومة، "لأن مجادلة أصلا جاء من حزب لا يمثل المصالح الحقيقية للجماهير العربية"، كما ان هذه الحكومة لم يكفها أنها تعمق سياسة التمييز العنصري ضد العرب، فقد ضمت إليها إضافة "عنصرية نوعية" متمثلة بالعنصري بأفيغدور ليبرمان. وتابع ان واجب الساعة هو "تطهير شارعنا من منافسة على حقيبة كل ما فيها هدر دماء شعبنا الفلسطيني".

 

وقال النائب عن "القائمة العربية الموحدة" طلب الصانع ان مجادلة لا يمثل الجمهور العربي "لكنه سيقوم بدور المهرج في مسرح العبث السياسي.. عندما يدخل عربي الحكومة محل وزير استقال على خلفية توزير ليبرمان ومواقفه، فإنه يجر الساحة الحزبية الى الزنا السياسي".

وقال زعيم حركة "ميرتس" اليسارية ان جلوس مجادلة جنبا الى جنب مع المتطرف ليبرمان "يجعل من التعيين جزءا من تراجيديا المواطنين العرب في إسرائيل".

من جهتها قالت النائبة من حزب "إسرائيل بيتنا" استرينا طارطمان ان وزير الدفاع " ألقى بفأس ضخمة على الصهيونية والدولة اليهودية ليضمن بقاءه السياسي". واستغربت كيف لا يستوعب مجادلة انه عين لمنصب وزاري "ليس تقديرا لكفاءته انما لكونه عربيا". وأضافت ان حزبها لن ينسحب من الحكومة احتجاجا "انما سيحارب الوباء من داخلها". ورد النائب من "ليكود" ميخائيل ايتان على طارطمان بدعوة الكنيست الى عقد جلسة خاصة لبحث هذه التصريحات العنصرية وقال ان الصهيونية "رفعت دائما لواء دمج مواطنين عرب مخلصين للدولة من أمثال مجادلة في مؤسسات الحكم المختلفة".