النتائج النهائية: "الليكود" - 37، "العمل" - 19

وثائق وتقارير

*"العلاقات الزوجية موجودة فقط لأن الشريعة اليهودية تطالب بذلك ولأنه يجب إنجاب أولاد لكن مكانتها يجب أن تبقى هامشية ومقلصة قدر الإمكان"*

 كتب بلال ضـاهـر:

 لا تزال هناك مجتمعات دينية يهودية مغلقة في إسرائيل. وتوجد لدى هذه المجتمعات سلوكيات وتقاليد متوارثة منذ عشرات السنين ولا أحد خارج هذه المجتمعات يعرف عنها شيئا، وكأن الحديث يدور على قبائل نائية في غابات الأمازون لم تحتك بالحضارة. لكن عندما تنفجر الأمور على شكل ظواهر اجتماعية تعصف بالمجتمع الإسرائيلي، مثل ظاهرة "إقصاء النساء" عن الحيز العام في مدن وأحياء الحريديم، فإنه يتم الحديث والكشف عن طبيعة هذه المجتمعات المغلقة.

 

وأحد هذه المجتمعات المغلقة هو مجتمع "الحسيدية"، وبالعبرية "حسيديم"، وهو طائفة يهودية متشددة. ويلقب الفرد في هذه الطائفة بـ "الحسيدي"، ويعني الورع أو التقي.

وتعتبر "حسيدية غور" أبرز الطرق الدينية في هذه الطائفة. ويبلغ عدد أفرادها ما بين 40 ألف إلى 50 ألف شخص يسكنون في مدينتي القدس، وبني براك قرب تل أبيب. وهاجر أتباع "حسيدية غور" إلى فلسطين خلال عشرينيات القرن العشرين. وتطلق على الحاخام الأكبر لهذه الطريقة كنية "أدمور"، وهي كلمة مختصرة لثلاث كلمات وتعني "سيدنا وأستاذنا وإمامنا".

وتأسست "حسيدية غور" في بولندا في منتصف القرن التاسع عشر. واكتسبت هذه الطريقة اسمها من اسم البلدة "غورا كالفيريا"، التي كان يسكنها مؤسس هذه الطريقة الدينية، الحاخام أبراهام مردخاي ألتر.

ويرأس "حسيدية غور"، اليوم، الحاخام يعقوب أرييه ألتر، وهو الأدمور الثامن لهذه الطريقة الدينية. وتعتبر "حسيدية غور" واحدة من أكثر الطرق الدينية اليهودية تشددا بين الحريديم، وأتباعها يتزوجون من داخل هذه الطريقة فقط.

وترأس "حسيدية غور" بين الأعوام 1948 - 1976 الحاخام يسرائيل ألتر، الملقب بـ "بيت إسرائيل"، والذي أدخل تعاليم وعادات متشددة، خصوصا في المجال العائلي، والعلاقة بين الرجال والنساء، وحتى بين الرجل وزوجته. والمثير في الأمر أن هذه التعاليم والعادات كانت مغلفة بسرية، وتتعلق بمصطلح "القداسة".

وأفادت صحيفة "هآرتس"، من خلال تقريرين نشرا في الأسبوعين الماضيين، بأن بحثا جديدا، هو عبارة عن أطروحة دكتوراة أعدتها الدكتورة نافا فاسرمان، من جامعة بار إيلان، كشف عن سير الحياة والعادات والتعاليم داخل "حسيدية غور"، وخصوصا في كل ما يتعلق بالعادات المميزة في العلاقة الزوجية بين أتباع هذه الطريقة الدينية.

وأوضحت فاسرمان أن "القداسة هي أيديولوجية فن الابتعاد أو الانعزال. وهذه الفكرة تُملي الفصل الصارم بين الجنسين في هذه الحسيدية، وخاصة تطبيق الزهد في العلاقة بين الزوجين في هذا المجتمع، والذي لا مثيل له في الجماعات الحريدية الأخرى. والحسيدية هي القيام بأمور تتعدى ما تطلبه فرائض الشريعة اليهودية. وإذا كان هناك حضور دائم للجنس في العالم الغربي، فإن حسيدية غور تحارب هذا الحضور حصرا. فهي لا تريد المس بأجواء وتوتر الغرائز الجنسية، حتى لو كانت الأمور لا تصل إلى حدود الحظر [الشرعي]. وهذا هو تحقيق الحسيدية: الزهد في النساء بما يتعدى فرائض قانون الشريعة اليهودية".

ويناقش بحث فاسرمان نظرية "مجتمع الدارسين" التي وضعها البروفسور مناحيم فريدمان، أحد أهم الباحثين في المجتمع الحريدي. فقبل عشرين عاما وضع فريدمان نظريته ومفادها أن المجتمع الأشكنازي الحريدي مبني على مجتمع الدارسين. وأظهر كيف أنه في البداية تم طرح فكرة اعتماد هذا المجتمع على دراسة التوراة على أنها رد ملائم على الصهيونية. فمنذ سنوات الخمسين تم اعتبار الاعتكاف على دراسة التوراة بديلا للرسالة العلمانية. وبدأ المجتمع الحريدي بإرسال فتية في سن 15 عاما إلى الييشيفاه الصغيرة (أي مدرسة دينية يهودية)، وهو أمر لم يكن مقبولا حينذاك، وبعد ذلك استمروا في الدراسة في الييشيفاه الكبيرة (أي المعهد الديني اليهودي). وفي موازاة ذلك تم إبرام حلف بين زعماء الحريديم الليتوانيين لتعليم البنات في المجتمع الحريدي اللاتي يوافقن على تحمل عبء إعالة العائلة. أي أن "مجتمع الدارسين" هو المجتمع الذي فيه الرجال يدرسون والنساء تعمل.

وفيما لا يفصل فريدمان بين المجتمع الحريدي الليتواني والحسيدية، فإن فاسرمان تؤكد على أن حالة حسيدية غور متميزة.

وقالت فاسرمان إنه "رغم أن حسيدية غور تبنت تطبيق دراسة التوراة على مدار سنين عديدة، إلا أن لديهم روحا بديلة، هي القداسة كقيمة منظّمة ومحور تدور الحياة حوله، تماما مثل روح دراسة التوراة في مجتمع الليتوانيين. فهذا المجتمع [حسيدية غور] أخذ على عاتقه بتفانٍ قيمة تقليص [أو قمع] الغرائز الجنسية من أجل تحدي المجتمع العام".

ولفتت "هآرتس" إلى أن بحث فاسرمان واقعي جدا، خاصة على ضوء الأحداث في الفترة الأخيرة والمتعلقة بظاهرة "إقصاء النساء" عن الحيز العام في المدن والأحياء الحريدية في إسرائيل، المتمثلة في الفصل بين النساء والرجال في الحافلات والأرصفة.

وهذا البحث هو محاولة لتحليل وفهم عميق للثقافة التي تستند على فصل صارم بين الجنسين. لكن فاسرمان تعتقد أن مسألة "القداسة" ليست موجهة ضد النساء وإنما ضد الغرائز الجنسية. وقالت إنه "في أحيان كثيرة يتم تفسير الفصل بين الرجال والنساء كأنه موقف ضد النساء. كما أن مطالبة النساء بالحشمة تُفسر غالبا بأنها قمع رجولي. لكن الحالة الغورائية تثبت أن مطالب الحشمة في اللباس تجاه الرجال أكثر تشددا". ولذلك فإن كشف البحث عن لغز "القداسة" داخل مجتمع "حسيدية غور" يعتبر إنجازا، إذ أن عاداته وتقاليده هي تراث شفهي يتم تناقله بين أفراد المجتمع من خلال عمليات إرشاد شخصية. وتصرح فاسرمان بأن بحثها لا يتناول تأثير "القداسة" على أتباع هذه الطريقة الدينية ولا الثمن الشخصي الذي قد يدفعه الأتباع جراء العادات الاجتماعية المفروضة عليهم.

 

أربع دوائر

 

يتم التعبير عن "القداسة"، أو التزهد، في مجتمع "حسيدية غور" من خلال أربع دوائر: بين الورع ونفسه، وبين الورع والرجال الآخرين، وبين الورع والنساء، وبين الورع وزوجته. وقالت فاسرمان إن "التجديد في غور هو أن فكرة الزهد في النساء موجودة في التعامل مع النساء اللاتي يتزوجون معهن أيضا. وهذا إضافة إلى التحفظات الشرعية التي تتبعها باقي الأوساط [الحريدية]".

واستمدت "حسيدية غور" فكرة الزهد في النساء من حسيدية أقدم منها، تعرف باسم "حسيدية كوتسيك". وأوضحت فاسرمان أن الحاخام من كوتسيك، الذي عاش في بداية القرن التاسع عشر، اعتبر أن "حب الله وحب المرأة لا يسيران معا". ووفقا للباحثة فإنه "توجد منافسة بين الروحانية والغريزة الجنسية، ولذلك فإنه ينبغي اجتثاث الغريزة الجنسية". وأضافت أنه "في البداية كان هذا [الزهد في النساء] يخص الصفوة. وقد حدث التحول الكبير في العام 1948، عندما صعد إلى كرسي الأدمور الحاخام يسرائيل ألتر، ’بيت إسرائيل’، وطرح مجددا كافة شؤون القداسة وجعلها فريضة على الجميع. وخلقت هذه الخطوة توحيدا داخل الحسيدية. وتحولت من تجمع لمجموعات مع روابط مختلفة تجاه الحسيدية، وبينهم لاجئون من المحرقة، إلى مجموعة متجانسة، يتعين على من يريد الانتماء إليها أن يقبل بالفرائض الملزمة".

وقالت فاسرمان إنه من أجل تطبيق فكرة القداسة "عيّن بيت إسرائيل كوماندنتات، أي آمرين باللغة البولندية، كانت مهمتهم إرشاد وتعميم موضوع القداسة. وقد بدأ التغيير بواسطة جهاز التعليم للبنين. ولم يتم تنفيذ الإرشاد حيال ما هو مسموح ومحظور في دروس عامة، لأنه لا يتم التحدث في أمور كهذه في العلن. وهذا هو التناقض البنيوي في الطريقة: من جهة يتم الابتعاد عن التحدث في شؤون الأحوال الشخصية، ومن الجهة الثانية يجب التحدث حولها. لذلك فإن المحادثة تكون شخصية بين الشاب أو الورع والمرشد، وتجري بلغة مليئة بالرموز، لكنها في الوقت ذاته تدخل في تفاصيل مليئة".

وعملية إعداد الشاب في "حسيدية غور" للحياة الزوجية تكون مقلصة جدا، إذ أنها تجري في يوم الزفاف وقبل ساعتين من عقد القران. عندها يكشف المرشد أمام العريس ما ينبغي عليه أن يفعل في ليلة الدخلة. وتحصل الشابات على إرشاد أوسع. وقالت فاسرمان إنه "يوجد عرسان يتقيأون أو يُغمى عليهم عندما يسمعون الإرشادات. لكن [الشبان] في الحسيدية على استعداد لدفع هذا الثمن من أجل كسب القداسة".

ويكتسب الورع مستوى عاليا من الزهد في النساء بواسطة إبعاد العينين والتفكير. وقالت فاسرمان إن "المقصود هو أن تقتلع من الوعي التخيلات التي قد تؤدي إلى إغراء. ولذلك فإنه عندما يسير الورع في الشارع يطأطئ رأسه، وفي الحافلة قد ينزع نظارته. يعلمونهم أساليب صرف النظر، وكيف يأخذون تفكيرهم إلى مكان آخر. وبهذه الطريقة يكتسبون شيئا فشيئا أدوات من أجل إقصاء غرائزهم الجنسية".

وفيما يتعلق بعلاقة الورع مع أصدقائه، فإن الرجال في "حسيدية غور" لا يتعانقون ولا يقبلون بعضهم. ويحظر على الشاب الجلوس على سرير زميله. ويحظر عليه إجراء محادثة إذا لم يكن يرتدي المعطف الخارجي. وعموما يتعين على الورعين التجول في أي وقت وهم يرتدون المعطف الخارجي. ويتلقى الشبان في هذا المجتمع إرشادات صارمة بشأن الاغتسال في المغطس، أو الحمام العام والذي ينبغي أن يجري بحشمة بالغة. وأشارت فاسرمان إلى أنه "يوجد هنا تناقض قيم. من جهة ينبغي الحفاظ على القداسة، ومن الجهة الأخرى يوجد عري لدى الاغتسال في المغطس". لذلك فإن الأولاد دون سن 13 عاما لا يغتسلون في المغطس العام. ويتعين على المستحمين في المغطس أن يفعلوا ذلك بسرعة. ويتم إرشاد الشبان الصغار بإزاحة أنظارهم لكي لا يروا جسدا عاريا.

والفصل بين الجنسين في "حسيدية غور" مطلق. وأشارت فاسرمان إلى أن "الشبان لا يذهبون إلى الأعراس، لأن الحفل قد يخلق لديهم دلالة معينة لا يريدون أن تكون موجودة في وعيهم. وكذلك من أجل تقليص فرصة اللقاء مع نساء. وفي قسم من العائلات يتوقف الأبناء في سن معينة عن التحدث مع بنات أعمامهم وأخوالهم، وخلال وجبات الطعام العائلية يجلس الرجال والنساء حول طاولات منفصلة. والورع يتحدث فقط مع أمه وأخواته ولا يتحدث مع زوجات أشقائه. وهم لا يحيون النساء كي لا ينتج عن ذلك اتصال".

 

"قربى متباعدة"

 

لا شك في أن العلاقات بين الرجل وزوجته في "حسيدية غور" متميزة جدا. ووصفتها فاسرمان بأنها "قُربى متباعدة". وأضافت أن "الحياة الزوجية تتبلور على ضوء ذلك بالتقليل من أهمية العلاقة الجنسية. وفيما يتحدث المجتمع العصري عن التعاون بين الرجل والمرأة، وعن الوحدة، والصداقة والحب، جاءت حسيدية غور لتقول حافظوا على الابتعاد [بين الزوجين]. لكن الابتعاد ليس اغترابا. بإمكان الزوجين أن يكونا قلقين ومهتمين ودافئين، حتى لو حافظا على الابتعاد فيما بينهما. والورع لا ينادي زوجته بالاسم. وعندما يكون هناك أولاد يصبح الأمر مريحا أكثر. [عندها] سيتم مناداتها ’أمي’ في غالب الأحيان. ومن أجل أن يتحدث إليها عليه أن يضرب على الطاولة. أو يُهَمْهِم. وفي جميع الأحوال يحظر عليه السير معها في الشارع. وهذا يعني أنه لن يحدث أبدا أن يقوما بمشتريات أو يخرجا في رحلة معا".

وتتلقى النساء إرشادات حول كيفية التعامل مع أزواجهن وإضفاء أجواء مريحة في البيت. وأشارت الباحثة إلى أن "امرأة أبلغتني بأنه في هذه الإرشادات يقولون إن كل شيء متعلق بالمرأة وبالشكل الذي تتحدث فيه. وعندما يعود الزوج من المعهد الديني ينبغي استقباله بـ ’السلام عليكم’ بشكل جميل ومن خلال دفء وود. وتعمدت المرأة أن تنفذ هذه الإرشادات، وفي اليوم نفسه عندما سمعت صوت زوجها يصعد إلى البيت فتحت الباب له قائلة ’سلام، كيف الحال؟’ ولم تكد تنهي الجملة، تم طرق الباب في وجهها وغاب زوجها. وقد صُعقت المرأة، وأرادت أن تبكي ولم تدر ماذا تفعل. ودخلت إلى غرفتها وراحت تفكر في ماذا كان العيب في تصرفها. وعندما دخل الزوج إلى البيت قال لها ’جيد أكثر مما ينبغي هو أمر ليس جيدا’".

وأوضحت فاسرمان أن الابتعاد نابع من المفهوم الأساس لدى "حسيدية غور" بأن العلاقة الجنسية والعلاقة الزوجية هما شرّ حتمي. فالعلاقات الزوجية موجودة فقط لأن الشريعة اليهودية تطالب بذلك، ولأنه يجب إنجاب أولاد. لكن مكانتها هامشية ومقلصة قدر الإمكان. وأضافت أن "مفهوم العائلة لدى الليتوانيين والحسيديين مختلف جدا. فالمجتمع [الحريدي] الليتواني موجود داخل حيز الشريعة، لكن مفهومه الأساس هو ’قدّس نفسك بما هو مسموح لك’، بل يدعو إلى التمسك بالعلاقة الزوجية [الجنسية]، عندما تكون مسموحة [لأسبوعين في الشهر]، من أجل شيء يفيدك في حياتك الروحانية. والتفسير الغورائي لذلك معاكس، وفحواه أن تنأى بنفسك عما هو مسموح لك".

وتابعت الباحثة أن الزوجين في "حسيدية غور" يتصرفان طوال الوقت "وكأن المرأة منبوذة، وتعتبر خلال أسبوعين من كل شهر "نجسة". وهم لا يأخذون أبدا أي شيء من يدي امرأة وإنما يضعونه على الطاولة. وبالتأكيد لا يكون بينهما أي اتصال يعبر عن الدفء. وهناك تعليمات بشأن وتيرة العلاقات الزوجية".

ويصل الإشراف والحرص ذروته في العام الأول للزواج. ويقضي الزوج يومه في المعهد الديني. والدخول إلى الحياة الزوجية يجري بشكل تدريجي "بهدف إسنادها بصورة غير جنسية". وقالت فاسرمان إنه بالنسبة للورعين فإن الحديث يدور عن تفانٍ وهدف سام. وأوضحت أن "حسيدية غور تعتقد أن بالإمكان السيطرة على الغريزة الجنسية. وفي نظرها أن المجتمع الغربي ضخّم العلاقة الجنسية أكثر من حجمها الطبيعي واللازم. ولذلك فإن القداسة هي مصدر للاعتزاز الفردي في غور". لكن الباحثة أشارت إلى أنه "رغم ذلك فإن الأفراد على استعداد للتحدث حول صعوبات. وهناك شعور بأنه يتم إعدادهم [لمواجهة الصعاب]. ويتحدثون عن أنه رويدا رويدا تُبنى العلاقة، وإحدى المرشدات قالت لعرائس ’تخيلن أنكن قد تبكين كثيرا في البداية، لكن في النهاية سيتدبر الأمر’".

وبحسب فاسرمان فإنه لدى الاقتراب من سن الأربعين، الذي يعتبر في الحسيدية على أنه سن يملك فيه الإنسان سيطرة كبيرة على غرائزه، سيتبدد قسم من هذه العادات. ولدى قسم من الأزواج يصبح الزوجين أحرارا في التصرف كما يريدان. وأضافت أنه قبل ذلك أيضا يوجد حيز بإمكان الزوجين أن يختارا بعض تصرفاتهما. واعتبرت فاسرمان أن "المجتمع الغورائي هو نموذج مثير للإعجاب بنجاحه، لكن لا يوجد أي مجتمع ينجح في تحقيق مُثله حتى النهاية، وهناك أيضا أشخاص لا يتدبرون أمرهم مع هذه العادات".

واعتبرت فاسرمان أنه "توجد للرجال غايات روحانية - حسيدية، بينما ورع النساء يكمن في المساعدة بإخراج ورع الرجال إلى حيز التنفيذ. وهذا هو دورهن كنساء. والنساء يتماثلن مع الفكرة ويلقننها لأولادهن منذ الصغر. ويوجد شيء في طريقة الحياة يجعلهن مستقلات جدا. وفي غور توجد إمكانيات عديدة للغاية تسمح لهن بالتعبير عن أنفسهن، لأن الرجال لا يقومون بأي دور في الخانة النسائية. فعلى سبيل المثال، نادر جدا أن يكون هناك معلمون أو مديرون في مؤسسات لبنات غور".