المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
خطة الأصابع الخمسة التي كانت نافذة قبل الانسحاب

في شباط 2024، بدأ الجيش الإسرائيلي بشق طريق يقطع قطاع غزة من شرقه إلى غربه، ويسمى "طريق عابر القطاع" أو شارع 749. ويعزل الطريق شمال قطاع غزة عن جنوبه، ومن شأنه أن يشكل نقطة ارتكاز للجيش الإسرائيلي، وله أبعاد استراتيجية أخرى تتعلق بالاستيطان، والتحكم بسكان القطاع عبر منع عودة سكان الشمال إلى منازلهم.

يبدأ الطريق من مكان بالقرب من معبر المنطار القريب من منطقة غزة الصناعية (والتي تقع إلى جوار الجانب الإسرائيلي من الجدار)، ويستمر غربا مخترقا القطاع وصولا إلى ميناء غزة سابقا. وبالتالي، فهو يفصل مدينة غزة (وكل ما يقع إلى الشمال منها) عن باقي قطاع غزة. حاليا، تشارك في شق الطريق وبنائه، عشرات المركبات الهندسية والشاحنات التي تديرها قوات الاحتياط التابعة لسلاح المهندسين والكتيبة 601، وتم افتتاح مصانع للحجارة وكسارات في المنطقة لغرض إتمام العمل.

وبحسب المعلومات القليلة المتوفرة حول هذا الشارع، فإنه سيخدم ثلاثة أهداف: أولا، من شأنه أن يمنع عودة سكان شمال القطاع إلى منازلهم. ثانيا، قد يتحول الشارع إلى منصة هجوم بحيث أنه يتيح للجيش الإسرائيلي إمكان التمركز على جانبيه، وبناء قواعد عسكرية شبه ثابتة ومحصنة، تمكنه من الانقضاض على مناطق شمالية أو جنوبية والعودة إلى القواعد بسرعة. ثالثاً، تم شق هذا الشارع في سبيل أن يسهل عودة الاستيطان الإسرائيلي إلى قطاع غزة.

وفي ما يخص الاستيطان، فإن هذا الشارع لا يعتبر جديدا، بل إنه يقع تماما على منوال المخطط نفسه الذي وضعه أريئيل شارون العام 1971، والذي يسمى "مخطط الأصابع الخمس". والأصابع الخمس هي التالية:

  • الإصبع الشمالية: كتلة استيطانية تضم ثلاث مستوطنات (نيتسانيم، دوغيت، وإيلي سيناي)، في منطقة بيت حانون، وتعتبر امتداداً لمنطقة عسقلان.
  • إصبع نيتساريم، وهي التي تضم حاليا طريق 749. وتقع هذه الإصبع بين مدينة غزة ومنطقة دير البلح. بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، لم يبق في هذا الجيب الاستيطاني سوى طريق نيتساريم المؤدي إلى مستوطنة نيتساريم. ومنذ الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من قطاع غزة العام 2005، تم احتلال هذه الإصبع التي تعتبر استراتيجية بالنسبة لإسرائيل مرتين. المرة الأولى كانت العام 2008 من قبل كتيبة 401 في الجيش الإسرائيلي. والمرة الثانية كانت في الحرب الحالية حيث تقوم إسرائيل بشق شارع 749، تحضيراً لتزفيته، في المنطقة نفسها.
  • ممر كيسوفيم: وهو يفصل دير البلح في وسط قطاع غزة عن خان يونس وضواحيها، لكن المستوطنات بنيت فقط على جانبها الغربي، الذي يشكل تجمعات شمال غوش قطيف وكفار داروم. وبعد اتفاقات أوسلو، لم يبق في الممر سوى طريق كيسوفيم، وهو الطريق الوحيد المؤدي إلى غوش قطيف.
  • ممر صوفا، ويمتد بين خان يونس ورفح. تم إنشاء عدد من المستوطنات هناك قبل الانسحاب الأحادي من القطاع.
  • إصبع ياميت، وهي المحاذية للحدود بين رفح ومصر. قبل العام 1982، كان هناك حوالى 15 مستوطنة. لكن، في أعقاب اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر تم إخلاؤها جميعا والتمركز عند الحدود في ما بات يعرف بالعبرية باسم "محور فيلادلفي".

في أعقاب اندلاع الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة، عاد نشطاء الاستيطان، وأعضاء بارزون في الليكود وأحزاب أخرى، إلى الدعوة إلى العودة إلى الاستيطان في القطاع، بحيث أن العديد من المراقبين يرون أن خط سير الشارع 749 يتقاطع تماما مع مخططات الاستيطان التي كان قائمة في السابق.

المصطلحات المستخدمة:

الليكود

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات