احتلت إدانة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لسياسة الاستيطان التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، عناوين رئيسة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس الأحد وأول من أمس السبت.
وتراوحت هذه العناوين ما بين تفهم ميركل لدوافع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار بإدانة الاستيطان، وبين ادعاء حكومة نتنياهو بأن تسريب أقوال المستشارة إلى مجلة "دير شبيغل" ليس إلا محاولة ألمانية داخلية ترمي إلى مناكفة ميركل على خلفية علاقاتها المتينة مع نتنياهو.
أعطى حدثان مستجدان في إسرائيل انطباعًا قويًا بأن نشاط حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها (BDS)، أفلحت في إلقاء حجر كبير في مياه حلبة السياسة الإسرائيلية حيال القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة التي حركتها الهبّة الشعبية الفلسطينية كذلك.
الحدث الأول، قيام صحيفة "يديعوت أحرونوت"، كبرى الصحف الإسرائيلية، في نهاية آذار/ مارس 2016 بعقد مؤتمر هو الأول من نوعه يرمي إلى محاربة حملة مقاطعة إسرائيل، بمشاركة عدد من الوزراء الإسرائيليين وشخصيات أمنية وسياسية واقتصادية وأكاديمية. كما شارك في المؤتمر سفير الاتحاد الأوروبي في تل أبيب لارس فابورغ أندرسن، وممثلون عن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
*الحكومات الإسرائيلية امتنعت عن معالجة ظاهرة الفصل هذه التي تشمل أيضا نساء يهوديات من أصول أثيوبية*
استنكر سياسيون إسرائيليون، خصوصا من أحزاب الوسط - اليسار، دعوة عضو الكنيست، بتسلئيل سموتريتش، من "البيت اليهودي"، في بداية شهر نيسان الحالي، إلى الفصل بين النساء العربيات واليهوديات في أقسام الولادة في المستشفيات.
لكن هذه الاستنكارات، خصوصا من جانب أقطاب الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، لا تتلاءم مع حملات التحريض التي يقومون بها ضد الفلسطينيين، في كلا جانبي الخط الأخضر، يوميا تقريبا، من أجل حقن وتغذية الرأي العام الإسرائيلي بالأفكار العنصرية المتطرفة.
سيطرت قضية قيام جندي إسرائيلي بإعدام الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في الخليل الأسبوع الماضي، على الساحة الإعلامية في إسرائيل، وذلك لأنها أحدثت سجالا عاصفا داخل صفوف القيادة اليمينية واليمينية المتطرفة في الحكومة خصوصا.
تعالت في إسرائيل منذ العام 1967، أصوات تدعو إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلت في ذلك العام، لكن هذه الأصوات كانت قليلة جدا
بعد مرور خمسة أشهر ونصف الشهر على اندلاع الهبة الشعبية الفلسطينية، تبدو الحكومة والمؤسسة الأمنية في إسرائيل في حالة ارتباك حيالها، ولا تعرف كيف تواجهها.
الصفحة 26 من 61