المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أعدّ حزب السلطة الاسرائيلية الحاكم، "الليكود"، حملة انتخابية خاصة بالمترددين، تلك "الاصوات العائمة" التي يقال انها ستحسم في حجم المعسكرين الكبيرين، اليمين واليسار، بعد ان باتت نتيجة الانتخابات بين الحزبين الكبيرين، "الليكود" و "العمل"، محسومة في صالح الاول.
وتقول الاستطلاعات ان نسبة هذه المجموعات من الناخبين تصل في قطاعات معينة الى اربعين بالمائة، لكن نسبتهم العامة من مجموع الناخبين الاسرائيليين لا تقل عن عشرين بالمائة.

ويعكف المستشار الخاص في طاقم "الليكود" الانتخابي، ارتور فنكلستاين، على اعداد حملة خاصة يستفيد فيها الحزب من حالة الذعر والفوضى المسيطرة على خصمه الرئيسي "العمل"، لاجتذاب المزيد من "العائمين" الى جانبه في معركة 28 الجاري.

الا ان حزب "العمل" يقلل من اهمية حملة "الليكود" الحالية، ويقول: ان الف فنكلشتاين لن ينجحوا بالتغطية على الاخفاقات المتواصلة لشارون وحزبه على مدار العامين الماضيين.

في هذه الاثناء لم تهدأ عاصفة الاتهامات المتبادلة بين قيادات حزب "العمل"، وبالتحديد رئيس الحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة عمرام متسناع وسلفه في المنصب وزير الدفاع الاسرائيلي السابق بنيامين بن اليعيزر، وتواصلت هذا الاسبوع حملات التشويه المتبادل، المصحوبة بالتهديدات والوعود بأن الاطراف المختلفة ستقول بعد الانتخابات ما لم تقله في هذه الايام المصيرية التي تسبقها.

بالمقابل، يبدو ان "الليكود"، حزب السلطة الحاكم، ينجح في الابتعاد عن شبح "ملفات الفساد"، ويظهر بمظهر الموحد في مواجهة خصمه الممزق، الذي يعيد إحياء نظام المعسكرات التي تهدد بإحداث شرخ حقيقي فيه بعد الانتخابات.

وواصل المقربون من بن اليعيزر حملتهم على متسناع، ونقلت "هارتس" (22 كانون الثاني) عن بعضهم ادعاءهم ان متسناع، الذي اعلن ان وضع "العمل" الصعب ناجم عن شراكته في "حكومة الفشل" التي قادها شارون، يقوم بإعداد مبرراته للفشل المحتوم.

وكان بن اليعيزر شخصيا قد اعلن انه كان على متسناع ابراز قائمة "العمل" الانتخابية والقضايا الاقتصادية – الاجتماعية، وان كامبين العمل الانتخابي قد فشل. لكنه – كما قال – وعلى رغم الانتقادات الموجهة ضده، سيواصل العمل لصالح الحزب في الايام المتبقية على الانتخابات. وقبل ذلك وصف بن اليعازر الحملة الانتخابية لحزب العمل بانها "اتعس" حملة يشهدها.

وقال المقربون من متسناع ان خطط بن اليعيزر لا تفاجئهم: "نحن نعرف ماذا يفعل ويخطط وما هي اسباب تواجده الميداني المكثف في فروع الحزب".

في هذه الاثناء اظهر ارئيل شارون وبنيامين نتنياهو "وحدة مثالية" في الاسبوع الاخير على الانتخابات، وظهرا معا في اجتماع شعبي انتخابي في "ريشون لتسيون". وقال نتنياهو في الاجتماع: "نحن موحدون، وهم متنازعون فيما بينهم. نحن وراء رئيس الحكومة".

وفي الاجتماع المذكور امتدح شارون نتنياهو وقال انه سيعمل على تشكيل حكومة وحدة بعد الانتخابات.

وشن ميتسناع هجوما مضادا في مواجهة موجة الانتقادات داخل حزبه بسبب الفشل الانتخابي المنتظر وتوقع استطلاعات الرأي ألا تزيد حصة العماليين في الكنيست المقبلة عن 20 مقعدا. وقال ميتسناع ان "عشرين مقعدا ليست امرا بسيطا اذا اخذنا في الاعتبار ان نحو 700 الف اسرائيلي مستعدون لسلوك الطريق التي رسمناها". وحمل القيادة السابقة لحزب العمل مسؤولية فشل انتخابي متوقع، موضحا انها اعطت سياسة شارون موافقة غير مشروطة بانضمامها الى حكومته للوحدة الوطنية منذ آذار 2001 حتى تشرين الثاني 2002

واضاف انه "لو كانت القيادة السابقة الشريكة في السياسة المشؤومة لحكومة شارون ما زالت قائمة لكان حزب العمل قد انقرض تماما".

وكتب المعلق السياسي في صحيفة "معاريف" بن كاسبيت ان "ما يبدو عليه الحال الان هو ان في امكان شارون الغاء ما تبقى من حملته الانتخابية والبقاء في مزرعته لعد الغنم حتى يوم الثلثاء... فآلية تدمير الذات داخل حزب العمل اسرع واكثر فاعلية من اي شيء قد يفكر فيه مستشارو شارون". وأظهر استطلاع للرأي اجري الاثنين ان حزب العمل يمكن ان يحصل على عدد مساو للاصوات التي ينالها حزب "ليكود" اذا تولى وزير الخارجية السابق شمعون بيريس قيادته.

لكن ناطقاً باسم بيريس اكد ان وزير الخارجية السابق يقف الى جانب ميتسناع.

وحاول ساسة آخرون من حزب العمل اصلاح الضرر واستعادة الوحدة. وقالت وزيرة التجارة والصناعة السابقة داليا ايتزيك في حديث اذاعي: "جميع الزعماء يساندونه وقالوا "نحن معك" حتى تجرى الانتخابات".

وقلل شارون الذي يعتبر الاوفر حظا في الفوز في الانتخابات، تصريحاته العامة وبدأ اتصالات تمهيدية لتأليف الحكومة المقبلة.

ليبرمان يهاجم شارون

وفي المعسكر اليميني شن حزب الاتحاد الوطني بزعامة افيغدور ليبرمان هجوما شديداً على شارون واتهمه بأنه يسعى الى كسب ود حزب العمل لتأليف حكومة وحدة وطنية، بعد فوزه في الانتخابات المرتقبة، بينما يتهجم في الوقت نفسه على اليمين بالذات الذي يعد حليفه الطبيعي. وقال: "لا يساورني أدنى شك في أن غالبية مؤيدي حزب ليكود تفضل تشكيل ائتلاف طبيعي مع معسكر اليمين. شارون يريد، خلافـًا لإرادة جمهور ناخبيه، إقحام حزب العمل، الذي يتلاشى في استطلاعات الرأي العام، في الائتلاف". واضاف أن "في نية شارون تعيين شمعون بيريس وزيراً للخارجية في الحكومة المقبلة. لقد تحدثت مع عدد كبير من القادة في حزب ليكود، ومن الواضح أن شارون ينوي تأليف حكومة وحدة مع طومي لبيد من حزب شينوي واتجاه في حزب العمل (يضم شمعون بيريس، أوفير بينيس وبن إليعازر)".

وهاجم عضو الكنيست بيني إيلون من كتلة الاتحاد الوطني شارون قائلاً: "انني أدعو رئيس الحكومة الى أن يصحو وأن يتذكر أن امتحانه الحقيقي سيكون بعد الانتخابات وهو في حاجة الينا".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات