المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

يطلق الاسرائيليون على ارئيل شارون اسم "البلدوزر"، اذ انه ضخم البنية وعنيف. وفي الاسبوع الماضي اعيد انتخاب شارون (74 عاما) رئيسا للوزراء بعد ان وعد الاسرائيليين بحمايتهم.. لكن هل سيقودهم شارون إلى السلام؟
يقول محللون اسرائيليون وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الاجابة على هذا السؤال في يد الولايات المتحدة أقوى حليف لاسرائيل ورئيسها جورج بوش. وقال عريقات لرويترز: "للاسف لا تركز الادارة الامريكية على احياء عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي نحن في امس الحاجة إليها وانما تركز على الحرب على العراق."

ويشكو الفلسطينيون من ان شارون لم يتفاوض على السلام خلال عامين منذ ان أصبح رئيسا للوزراء. بل قالوا انه يقتات على العنف الذي تعهد بالقضاء عليه واعادة احتلال مدنهم وتوسيع المستوطنات اليهودية. انهم يتشككون بشدة في انه قادر على تحقيق السلام.

وقال عريقات انه يتعين على "رباعي" الشرق الاوسط الذي يضم الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا "والادارة الامريكية على وجه الخصوص" ان يحددوا للجانبين الاسرائيلي والفلسطيني جدولا زمنيا ومراقبين واليات اخرى لاحياء جهود السلام.

ويذهب الرأي السائد إلى ان أي ضغوط امريكية لدفع عملية السلام لا بد وان تنتظر نتيجة حرب محتملة في العراق. ويتشكك كل من الشعبين في ان بوش سيدخل في "مستنقع سلام الشرق الاوسط" الذي ابتلع سلفه بيل كلينتون.

ويتساءل محللون اسرائيليون ان كان بوش سيستغل انتصارا في الحرب كي يضغط من أجل سلام بين العرب واسرائيل مثلما فعل ابوه الذي كان رئيسا للولايات المتحدة في عام 1991 عندما اطلق محادثات تمهيدية في مدريد في أعقاب حرب الخليج.

وشعر بعض الاسرائيليين ومن بينهم أنصار شارون بغبطة لوعوده بتقديم تنازلات مؤلمة لم يحددها. ويقول شارون انه يريد ان ينضم عدد أكبر من الأحزاب المعتدلة اليه في حكومة جديدة موسعة قادرة على اتخاذ قرارات صعبة.

ويتكهن كتاب الصحف واخرون ان الجنرال المتشدد سيغير من أساليبه قرب نهاية حياته العملية ويصبح "صانعا للسلام" على غرار مناحم بيجن في اسرائيل أو الجنرال شارل ديجول في فرنسا.

قال شمعون شيفر كبير المراسلين الدبلوماسيين في صحيفة يديعوت احرونوت كبرى الصحف اليومية في اسرائيل "هذا من قبيل التمني. وبصراحة فان الأمر ليس هكذا". وقال شيفر الذي يعرف شارون منذ 30 عاما ويتحدث إليه عدة مرات في الاسبوع ان الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لرئيس وزراء من حزب الليكود هو شراكته مع الرئيس الامريكي بالاضافة إلى الخطوات الفلسطينية لكبح جماح المواجهات.

وقال شيفر لرويترز "انه متحالف مع بوش. هذه هي المصلحة الأكثر أهمية." وأضاف "انه يدرك انه (التحالف مع بوش) الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لاسرائيل وحكومته وبالنسبة لمستقبله الشخصي كسياسي وانه لن يصل إلى وضع يهدد تحالفه."

وتقول اسرائيل والولايات المتحدة ان علاقتهما تقوم على مباديء ديمقراطية وأهداف استراتيجية مشتركة. وتحصل اسرائيل على معونات امريكية أكثر من أي دولة اخرى حيث تحصل على أكثر من 2.7 مليار دولار من هذه المعونات سنويا معظمها معونات عسكرية.

وزار شارون واشنطن سبع مرات للاجتماع مع بوش خلال عامين منذ ان تولى الاثنان منصبيهما. ويقول الاثنان انهما يؤيدان قيام دولة فلسطينية شرط ان يقدم الفلسطينيون على تغيير قيادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وقال حيمي شاليف المعلق السياسي الاسرائيلي المخضرم "هناك شخصان نواياهما الاساسية تجاه الصراع الاسرائيلي الفلسطيني غير معروفة أو على الأقل يتعذر فهمها. أحدهما شارون والاخر هو الرئيس بوش." وقال شاليف الذي يكتب لصحيفة معاريف الاسرائيلية ان الاجابة ربما تظهر بعد حرب محتملة في العراق. وأضاف ان شارون سيتعامل بجدية مع السلام اذا فعل بوش ذلك.

وقال لرويترز "اذا اكتشف شارون ان بوش غير جاد بخصوص الصراع الاسرائيلي الفلسطيني فمن المرجح ان تستمر الأمور على ما كانت عليه خلال العامين والنصف الماضية" في اشارة للانتفاضة الفلسطينية من أجل الاستقلال.

وقال شيفر انه يتوقع ان يقبل شارون بدولة فلسطينية لها حدود مؤقتة وانه مستعد للتفاوض على اتفاق على الوضع النهائي مما يعني الانسحاب من مزيد من الأراضي وربما التخلي عن بعض المستوطنات في المستقبل البعيد.وأضاف "اذا تقدم الامريكيون بمبادرة جديدة لحل المشكلات مع الفلسطينيين بعد الحرب اعتقد ان شارون سيحذو حذو الادارة الامريكية."

المصطلحات المستخدمة:

الليكود

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات