• مقابلات
  • 4805

يسعى رئيس حزب العمل الإسرائيلي وكتلة "المعسكر الصهيوني"، إسحق هيرتسوغ، إلى الانضمام إلى حكومة بنيامين نتنياهو، ويواجه معارضة شديدة من قياديين وأعضاء كنيست من حزبه. وفي موازاة ذلك، تشير التقديرات إلى أن حزب "هتنوعا" (الحركة) برئاسة عضو الكنيست تسيبي ليفني، يمكن أن ينشق عن "المعسكر الصهيوني"، لكن هيرتسوغ سيحصل على أغلبية داخل حزب العمل تؤيد الانضمام إلى حكومة نتنياهو.

من جهة ثانية، يبدو أن خلافات في الرأي تتصاعد بين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون. فالأخير استنكر إعدام الجندي إليئور أزاريا للشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، فيما هو ممدد على الأرض ومصاب بجروح خطيرة، بينما هاتف نتنياهو والد الجندي وعبر عن دعمه له. وهناك خلاف آخر بين الاثنين يدور حول أقوال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير غولان، الذي شبّه الأجواء في ألمانيا إبان الحكم النازي بأجواء يبثها اليمين المتطرف في إسرائيل. وفيما عبر يعلون عن دعمه لغولان، هاجم نتنياهو غولان بشدة.

وتصاعد التوتر بين نتنياهو ويعلون، في اليومين الماضيين، بعدما استدعى نتنياهو يعلون إلى "محادثة استيضاح"، في أعقاب تصريحات الأخير أول من أمس وقوله لضباط بأنه ليس عليهم أن يخشوا من التعبير عن مواقفهم لكونها تتعارض مع مواقف الحكومة.
حول ذلك، أجرى "المشهد الإسرائيلي" مقابلة خاصة مع المحاضر في "قسم تاريخ إسرائيل" في جامعة حيفا والناشط في حزب العمل البروفسور داني غوطفاين.

(*) "المشهد الإسرائيلي": لماذا يريد هيرتسوغ الانضمام إلى حكومة نتنياهو؟

غوطفاين: "هو يعتقد أن هذه الخطوة بالنسبة له هي الاحتمال الوحيد من أجل ترميم مكانته السياسية. وهو يعتبر أنه في حال أصبح وزير خارجية، يستقبل وزراء ويزور دولا، سيزيد التقدير له وسيحسن مكانته السياسية. وداخل حزب العمل يوجد كثيرون معنيون بالامتيازات التي يمكن أن يمنحها الحكم. وهو يريد أن ينتخب مرة أخرى لرئاسة حزب العمل، وهو يؤمن أيضا أن اللجنة المركزية لحزب العمل ستؤيد انضمامه للحكومة".

(*) ما هي احتمالات انضمامه للحكومة، وما هو حجم المعارضة داخل العمل لخطوة كهذه؟

غوطفاين: "التقديرات هي أنه سيحصل على تأييد من داخل حزب العمل لخطوة كهذه. ورغم أن وضعه داخل حزب العمل ساء قليلا في الأسابيع الأخيرة، لكن مع دمج قوته داخل الحزب مع قوة رئيس الهستدروت، أفي نيسانكورن، في الحزب، سيكون بإمكانه الحصول على أغلبية في اللجنة المركزية تؤيد الانضمام إلى الحكومة".

(*) هل نتنياهو سيستجيب لمطالب هيرتسوغ من أجل ضمه إلى الحكومة؟

غوطفاين: "إذا تمكن هيرتسوغ من الاتفاق مع نتنياهو على مطالب معقولة فإن هذه الخطوة ستتحقق".

(*) كون هيرتسوغ مشتبها به بمخالفات فساد لا يقيد خطوات باتجاه الانضمام للحكومة؟

غوطفاين: "لا توجد شبهات فساد ضده، وإنما هي شبهات تتعلق بقانون الانتخابات وتمويل الأحزاب. وأعتقد أن التحقيق ضده سيغلق مثلما حدث في الماضي، عندما اشتبه بمخالفات مشابهة خلال حملات ايهود باراك الانتخابية في بداية العقد الماضي. ولا توجد ضد هيرتسوغ شبهات فساد كبيرة، كالتي كانت ضد ايهود أولمرت، وإنما يدور الحديث عن أمور بسيطة ولم ينتج عنها شيء حتى الآن. ربما هناك بعض الأشخاص الذين يزعجهم هذا الموضوع، لكن التقديرات هي أن هيرتسوغ ونيسانكورن سينجحان في تجنيد أغلبية داخل الحزب مؤيدة للانضمام للحكومة. وهذه الشبهات ليست هي الأمر المهم، وإنما المهم هو الناحية السياسية".

(*) هل سيوافق هيرتسوغ على العمل بموجب سياسة نتنياهو؟

غوطفاين: "أي خيار آخر سيكون لديه بعد أن يدخل إلى الحكومة؟ لا توجد لديه قدرة على إسقاط الحكومة، طالما أن حزب ’البيت اليهودي’ موجود في الحكومة. وهو يدخل إلى حكومة مدعومة بواحد وستين عضو كنيست، وسيساعد الحكومة على أن تعمل بصورة أفضل. وربما يمنحونه مبادرات نية حسنة، مثل وقف أعمال بناء في مستوطنات. ولن يمنع نتنياهو هيرتسوغ من التقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. ونتنياهو ليس غبيا بحيث يكون بإمكان هيرتسوغ أن يغير سياسة الحكومة. ولو أن نتنياهو شك في أن هيرتسوغ سيعرقل شيئا من سياسته لما كان سيوافق على ضمه إلى الحكومة".

(*) كيف ترى الخلافات في المواقف بين نتنياهو ويعلون، خاصة وأن الواحد منهما يميني أكثر من الآخر؟

غوطفاين: "يوجد هنا أمر حقيقي. فالقيادة العليا للجيش تحاول تحديد معايير أخلاقية لأداء الجيش والجنود في المناطق (المحتلة). ومن دون شك يعلون يدعم الجيش في هذا السياق. وثمة مصلحة للجيش في التأكيد على القيم والأخلاق العسكرية. ونتنياهو لديه حسابات أخرى، وفي مقدمتها ما يتعلق بناخبيه في صفوف اليمين والمستوطنين ومواقفهم من الجيش والفلسطينيين. ونتنياهو لا يريد أن يخسر أي ناخب محتمل".

(*) ما رأيك في كتاب المدنيات الجديد، الذي يتجاهل العرب ويتبنى رواية اليمين المتطرف السياسية؟

غوطفاين: "في الحقيقة لم أقرأ الكتاب كله. لكن توجد في كتاب المدنيات مشكلة واحدة كبيرة، وهي أنه ليس كتاب تدريس وإنما نص سياسي، وذلك لأن وزارة التربية والتعليم يتولاها الآن نفتالي بينيت، والكثير من الخبراء يعارضون مضامينه. وحقيقة أن الكتاب يتجاهل العرب هو أمر واضح جدا، لأنه من أجل ذلك تم تأليفه، والمقصود من أجل معارضة التوجه السابق حول الدولة اليهودية والديمقراطية. وبينيت يريد تغيير الأمور التي كان يتم التركيز عليها. أعتقد أن استخدام هذا الكتاب في المدارس لن يستمر لوقت طويل وسيتم تأليف كتاب مدنيات حقيقي آخر مكانه خلال وقت ليس طويلا".