أظهر استطلاع جديد للرأي العام في إسرائيل أجراه "المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة" الذي يرأسه المدير العام السابق لوزارة الخارجية دوري غولد، تراجعاً تدريجياً في استعداد الجمهور الإسرائيلي للموافقة على مبدأ "الأرض مقابل السلام" (أي مبدأ الانسحاب من المناطق المحتلة) في إطار أي اتفاق سلام يتضمن قيام دولة فلسطينية.

ووفقاً للاستطلاع الذي أجرته شركة "ميدغام" برئاسة خبيرة الاستطلاعات الدكتورة مينا تسيمح، وشاركت فيه عينة تمثل الجمهور اليهودي في إسرائيل، في العام 2005 كان 60% من الجمهور الإسرائيلي يؤيد فكرة الانسحاب، أما اليوم فقد تراجعت هذه النسبة إلى 36% فقط. ونحو 10% يقبلون بـ"التنازل" عن الحرم القدسي الشريف بينما 83% يرفضون ذلك، ونحو 79% يريدون بقاء القدس موحدة، ونحو 81% يؤيدون بقاء السيادة الإسرائيلية على غور الأردن.

وبحسب الاستطلاع، فإن 57% يرون أن على إسرائيل أن تشترط إقامة دولة فلسطينية بالسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة في الدولة الفلسطينية. وقال 88% إنهم لا يوافقون على انسحاب إسرائيلي من مناطق في الضفة الغربية تسيطر (أو تطل) على مطار بن غوريون، ورفض 80% تسليم السيطرة الأمنية على مناطق تسيطر على الطريق رقم 443، بين القدس وتل أبيب وتمر في أراضي الضفة. واعتبر 5ر57% أن سيطرة أمنية إسرائيلية لن تمنع الفلسطينيين من حفر أنفاق باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وترتفع هذه النسبة إلى 85% في حال التوصل إلى تسوية سياسية من دون تواجد أمني إسرائيلي في الضفة.

واشترط 71% أي اتفاق باعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل على أنها "الدولة القومية للشعب اليهودي". واعتبر 81% أن ثمة أهمية لأن تحافظ إسرائيل على "سيادتها" في الأغوار في أي اتفاق سياسي، بينما ادعى 55% أنه لن يكون بإمكان إسرائيل الحفاظ على الأمن من جهة الجبهة الشرقية من دون السيطرة على الأغوار. وقال 9ر53% إن على إسرائيل اشتراط إقامة دولة فلسطينية كجزء من كونفدرالية مع الأردن.

وقال 79% إن ثمة أهمية لبقاء القدس تحت سيادة إسرائيلية في أي اتفاق سياسي، بينما رفض 59% تقسيم السيادة بين الأحياء العربية واليهودية في القدس من خلال اتفاق، واعترض 68% على تقاسم صلاحيات في الأماكن المقدسة في المدينة، واعتبر 65% أنه إذا كانت السيطرة بأيدي قوة دولية فإنه لن يكون بإمكان اليهود الوصول إلى أماكن مقدسة في القدس ليست تحت سيطرتهم. وقال 83% إنهم يعارضون تسليم الحرم القدسي الشريف لسيادة فلسطينية.

وبحسب هذا الاستطلاع، يعتقد 80% أنه في حالة الفوضى في الشرق الأوسط يحظر على إسرائيل الموافقة على تنازلات إقليمية. وقال 69% إنهم لا يثقون بقوة دولية، أميركية أو متعددة الجنسيات، من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل. وأيد 63% رد فعل إسرائيلي على تأييد "للإرهاب" وخرق اتفاقيات أوسلو من جانب السلطة الفلسطينية.

ووصف 5ر62% من المشاركين في الاستطلاع أنفسهم بأنهم يمينيون، بينما وصف 17% أنفسهم بأنهم ينتمون إلى كتلة اليسار. ووافق 84% على الزعم القائل إنه ليس مهما ماذا تفعل إسرائيل وإلى مدى تذهب باتجاه تسوية مع الفلسطينيين، لأن العالم سيستمر في انتقاد إسرائيل. وقال 63% إن على إسرائيل تجاهل الانتقادات الدولية لها في كل ما يتعلق بقرارات سياسية. وعبر 69% عن عدم قناعتهم بأن مفاوضات إسرائيلية – فلسطينية ستقود إلى تسوية سياسية.

استطلاع آخر يؤكد أن الاغتراب والانقسام والكراهية أبرز سمات المجتمع الإسرائيلي

وفي استطلاع آخر أجرته شركة "ميدغام" ونشر أمس (الاثنين) خلال مؤتمر عقدته حركة إسرائيلية جديدة تهتم بشؤون الداخل الإسرائيلي، رأى 42% من السكان في إسرائيل أن الشرخ الأعمق في المجتمع الإسرائيلي هو بين اليمين واليسار، واعتبر 5ر22% من اليهود أن اليساريين خطيرون، وقال 3ر43% إن سكان مدينة تل أبيب استعلائيون، وقال 8ر42% إنهم يخافون من العرب.

وأظهر الاستطلاع وجود انقسام حاد بين المجموعات المختلفة، وقال 6ر33% من اليهود إنهم لا يعرفون شخصيا أشخاصا حريديم (يهود متشددين دينيا)، وأكد 5ر38% من اليهود إنهم لا يعرفون مستوطنين. كذلك قال 1ر41% إنهم لا يعرفون شخصا مسلما، بينما قال 50% من اليهود إنهم لا يعرفون شخصيا أي أثيوبي.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الحركة الإسرائيلية الجديدة التي وقفت وراء الاستطلاع تُسمى "بْنيما" (الداخل)، ومن بين مؤسسيها وزير التربية والتعليم السابق شاي بيرون، ورئيسا أركان الجيش الإسرائيلي السابقان بيني غانتس وغابي أشكنازي. وجاء هذا الاستطلاع في إطار بحث غايته رسم خريطة المفاهيم والمواقف للقطاعات المختلفة بين السكان في إسرائيل في مواضيع شخصية واجتماعية وقومية، دلت نتائجه الأبرز على الشروخ والأفكار المسبقة السائدة في إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في هذه الحركة الجديدة قوله إن "العمق والاستهتار اللذين حول من خلالهما السياسيون في إسرائيل الكراهية إلى أداة عمل مركزية يستوجبان تمعنا كبيرا في داخل المجتمع. ويبني السياسيون مستقبلهم على كراهية واستخدام كلمات تصنيفية مثل: يساريون، حريديم، مستوطنون، عرب وغير ذلك. وهذه تعتبر أداة شرعية للحصول على عضوية في الكنيست".

وأضاف المصدر أنه "برغم أن نتائج الاستطلاع ليست مفاجئة، فإنها تؤكد عمق الاغتراب والانقسام والكراهية التي باتت السمات الأبرز للمجتمع الإسرائيلي. والبحث يشدد على أن الكراهية هي نتيجة انعدام التعارف بين أجزاء المجتمع الإسرائيلي، ويوضّح إلى أي مدى تحرّك الإسرائيليين الأفكار المسبقة ونزع شرعية الآخر".

 

المصطلحات المستخدمة:

يديعوت أحرونوت, شاي, الكنيست