أظهر الاستطلاع الدوري حول انتشار الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، والذي يجريه معهد TGI، تقدما واضحا لصحيفة "يسرائيل هيوم" اليومية المجانية، على أكبر الصحف الإسرائيلية التي تباع، "يديعوت أحرونوت". كما يشير الاستطلاع إلى ارتفاع انتشار الصحف السياسية والاقتصادية المحسوبة على تيار اليمين المتشدد. إلا أن الصحف المركزية الأساسية، مثل "يديعوت أحرونوت"، توقفت عن التعامل مع هذا الاستطلاع، بسبب مساواته بين الصحف المجانية والصحف المباعة.

وعلى مدى سنين طويلة، كانت لاستطلاع معهد TGI مكانة مهمة لدى الصحف، نظرا لكونه عاملا مقررا لدى كبار المعلنين، كما أن نتائجه تنعكس على قدرة الصحف ووسائل الإعلام في تحديد أسعار الاعلانات لديها. واستمر هذا الاهتمام إلى ما قبل خمس سنوات، حينما بدأت صحيفة "يسرائيل هيوم" تنافس صحيفة "يديعوت أحرونوت" على مكانة الصحيفة الأولى. كما أن صحفا أخرى رأت نفسها متضررة من هذا الاستطلاع، مثل صحيفة "هآرتس"، وصحيفة "معاريف" التي باتت هامشية في سوق الصحافة الإسرائيلية، بعد أن تبوأت ذات يوم المرتبة الأولى، ثم الثانية لسنوات طويلة.

وترى هذه الصحف المباعة أنه لا يجوز المقارنة بين صحف مجانية وأخرى تباع، لأن الكثير من المستهلكين يحصلون على "يسرائيل هيوم" فقط لكونها مجانية. وكان استطلاع صدر قبل بضع سنوات بيّن أن "يسرائيل هيوم" سيهبط انتشارها إلى نسبة 5% بدلا من 38% اليوم، في حال تم بيعها. كذلك يشار إلى أنه على الرغم من اتساع انتشار "يسرائيل هيوم" إلا أنها ما تزال ضعيفة من حيث المضامين، وأن اعتماد الإعلام الخارجي يرتكز أساسا على صحيفتي "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، من بين الصحف الورقية.

وحسب الاستطلاع، فإن نسبة توزيع "يسرائيل هيوم" بالمعدل السنوي، في العام الماضي 2016، باتت 6ر38%، زيادة بنسبة 4ر1% عن معدل العام 2015. في حين أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" هبط انتشارها إلى 9ر33%، بدلا من نسبة 3ر35%. أما في عدد نهاية الأسبوع (يوم الجمعة) فقد حافظت "يديعوت أحرونوت" على الصدارة، ولكن بفارق طفيف. وحسب الاستطلاع، فقد هبط انتشارها من 39% إلى 8ر37%، في حين ارتفع انتشار "يسرائيل هيوم" من 7ر36% إلى 5ر37%.

واللافت في تقارب هذه النسب المئوية بين الصحيفتين، هو أن مجموع النسخ التي تطبعها صحيفة "يسرائيل هيوم"، يقترب إلى 4 أضعاف ما تطبعه "يديعوت أحرونوت" في الأسبوع الواحد، كما يبين تقرير لصحيفة "ذي ماركر"، ننشر حيثياته هنا.

وارتفع انتشار صحيفة "معاريف" المجانية من 5ر4% إلى 6%، بينما هبط انتشار صحيفة "هآرتس" من 7ر5% في العام 2015، إلى 6ر4% في العام الماضي. كما يقول الاستطلاع إن صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، التابعة هي أيضا لمالك "يسرائيل هيوم" شلدون إدلسون، قفزت نسبة توزيعها من 4% في العام 2015 إلى 6% في العام الماضي، بينما هبط انتشار صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية التابعة لصحيفة "هآرتس" بنفس نسبة توزيع "هآرتس" بمعنى 6ر4%.

"فقاعة الصحف المجانية"

في موازاة ذلك، نشرت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية تقريرا عما أسمته "فقاعة الصحف اليومية المجانية"، يتضمن تسلسلا لصدور الصحف اليومية المجانية، التي كانت بداية توزع على نطاق ضيق، في منطقة تل أبيب بداية، وفي شبكة القطارات، ثم بات انتشارها على مستوى البلاد عامة. ويقول التقرير إن انتشار هذا النمط من الصحف فرض على صحف يومية قديمة وأولها "يديعوت أحرونوت"، وبعدها "معاريف"، اصدار نسخة خاصة توزع مجانا، لكن بعدد صفحات أقل.

وحسب الصحيفة، فإن صحيفة "يسرائيل هيوم" تطبع يوميا ما بين 275 ألف إلى 325 ألف نسخة يوميا، وما مجموعه أسبوعيا مليونان وخمسون ألف نسخة. في حين أن مجموعة ما تطبعه صحيفة "يديعوت أحرونوت" أسبوعيا في حدود 550 ألف نسخة، وهذا يُعد تراجعا كبيرا، عما كانت تطبعه في سنوات مضت.

وهذا ينعكس على مداخيل الاعلانات، وحسب تقرير الصحيفة فإنه على الرغم من تزايد أعداد النسخ في الصحف الورقية، فإن هذه المداخيل تراجعت منذ العام 2008، وحتى نهاية العام الماضي 2016، بنسبة 50%، رغم أن مساحة الاعلانات تراجعت بنسبة 16%. ما يعني أن المنافسة فرضت على الصحف تخفيض أسعارها، إلا أن "يديعوت أحرونوت"، واصلت الحفاظ على فجوة إلى الأعلى، بين اسعارها واسعار الصحف الأخرى، وخاصة "يسرائيل هيوم".

ويشار إلى أنه خلال السنوات الماضية وقعت اهتزازات كبيرة في عدد من الصحف الورقية، نتيجة أزمات مالية، في قسمها الاكبر يعود إلى ظهور الصحف المجانية، وأكثر الصحف تضررا كانت صحيفة "معاريف"، التي كما ذكر سابقا تحولت من واحدة من أكبر صحيفتين إلى صحيفة هامشية.

المصطلحات المستخدمة:

يسرائيل هيوم, يديعوت أحرونوت, هآرتس